الشعر (:::)
شعر : عبد الرحيم الماسخ – مصر(:::)
ببطن ِ الأرض ِ ظلماء ُ
و حولي يكْثر ُ الماء ُ
و لكن ْ كيف ينمو الزرع ُ
و الغُربة ُ أنواء ُ ؟
يمر ُّ الزائدون عن المحبة ِ و الخليّون
يمر ُّ الكارهون
نصِيح ُ : نحن ُ السابقون
و أنتم ُ ………..
يرتد ُّ سهم ُ اليُتم ِ – إذ نُطْلِقه ُ – فينا
هنا قبر ُ السماء ِ
الشمس ُ بين يديه ِ و القمر ُ
هنا الأمل ُ المُضاء ُ بجِلده ِ الظلماء ُ تستعِر ُ
هنا …………..
و أنا وُلدت ُ هنا
عرفت ُ الخوف َ و الجوع َ
الجمال َ القاصر المقطوع َ يصلح ُ للأسى سكنا
و كم صحَت ِ الورود ُ على زوايا الصخر تطحنُها
و كم حبَت ِ الطفولة ُ في مرايا الشوك فاقدة ً توزُنَها
يمر ُّ العابرون كأنّ من داسوا هنا الصخرا
و من شربوا دماء َ وجودِهم بحرا
و من تركوا هنا الأموات لاستعلائهم ذخرا
فنحن ُ لخطفة ِ الموت ِ انتهينا
في حقول ِ الريح تهنا
في شقوق ِ الأرض ِ مَن يسألُنا عنا ؟
تمامُك ِ يا غصون َ السنط ِ أشواك ُ
تمامُك ِ يا زويا الليل ِ للشيطان ِ شُبّاك ُ
تمامُك ِ يا وصايا الراحلين لنا : نعيش ُ هنا , نموت ُ هنا
و نترك ُ للهوى وطنا له ُ باليأس و الآلام ِ و النسيان ِ إدراك ُ
صحونا كي ننام َ
فتحْت َ صخر اليأس بَكّاء ٌ و ضحّاك ُ
طرقْنا , لم تُجِب ْ طرقاتِنا لليل أضواء ُ
رجعنا , أم تراه ُ الوهم ُ دار َ بنا
و دار َ الصبر ُ و الدّاء ُ .