فضاءات عربية ….
بقلم : بكر السباتين ….
خسر العالم إحدى أهم أعمدته في مجال الإبداع المعماري؛ برحيل صانعة الدهشة والساحرة التي تحكمت بالشكل وتكويناته المحلقة في الفراغ، وإحدى أعظم المعماريين الحداثيين عبر التاريخ، المهندسة المعمارية البريطانية ذات الأصل العراقي زهاء حديد التي توفيت مساء الخميس الموافق (31 مارس 2016)، عن عمر ناهز 65 عاماً، أثناء وجودها في مستشفى بميامي بالولايات المتحدة الامريكية،، حيث كانت تعالج هناك من التهاب الشعب الهوائية. وزهاء حديد تعد من أشهر المعماريين الحداثيين الذين أورثوا بصماتهم المعمارية لعالم الجمال لتتبدى معالمها في إطار مدرسة تحمل أسلوبها لتتماهى مع ثقافة الإنسان عالميا. وقد تركت هذه المهندسة للدهشة مساحة في الفراغ من خلال تكوينات هندسية تتحدى الخيال وتعمق من طاقات الممكن، وفق رؤية ربطت فيها ما بين الممكن والخيال المجنح باقتدار ، فحملت الكتل الضخمة والمجنحة في الفراغ بأقل الأعمدة لتحرر المساحات من قيود الكتل الصادمة للعين، وقد حررت الشكل المعماري من السكون لتوحي بحركة دائمة في الفراغ بتكوينات حلزونية “أحيانا” توحي بالدوران اللامتناهي.. لتأخذك الدوائر إلى نقاط تتلاقى فيها التكوينات الهندسية المستقرة المتعامدة دون رتابة في الحركة والشكل، بعيدا عن التماثل الممل دون أن يفقد المبنى وحدته المعمارية الجمالية وفق رؤية حداثية مدهشة مع مراعاة الناحيتين الإنسانية والوظيفية للمبنى.. ولعل من أشهر اعمالها العالمية في التصميم المعماري (مركز الاحياء المائي الأولمبي في لندن) ويذكر أن اعمالها في مجال التصميم والهندسة المعمارية قد غطت مناطق مختلفة في جميع أنحاء العالم، وكانت أول امرأة تحصل على الميدالية الذهبية من المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين.رحم الله الفقيدة.. فقد ترجلت عن صهوة الإبداع فتركت من أثرها علامات معمارية خالدة بشموخها وهي تصنع الدهشة، وتثير التحدي لمن ينشد التغير؛ متحدياً المألوف؛ ليقتفي أثر هذه الراحلة الكبيرة، ومدرستها المعمارية الحداثية التي يصعب أن تعوض