شوكة

الشعر (:::)
شعر : عبد الرحيم الماسخ – مصر(:::)
صرخت ْ في قدَمي
و الأرض ُ ألقت ْ شالها تحت ضلوع الألم ِ
لا تحملي همّي َ يا أمي
و يكفينيَ من قلبك ِ ضمّي
فأنا الآن َ كما سرت ُ أعود ُ
الآن َ قال الدم َ للصمت ِ النشيدُ
فالتقى بالماء في مشهد كِبر ٍ و انحِناء
لِيمر َّ النور ُ في دحرجة الظلماء
و الأطفال ُ ورد ٌ بيد ِ الآباء ينمو و يزيد
يا أحِبّائي َ من يشهدُني
يشهد ُ صيفي و شتائي
لِيُعيد َ الصوت َ للصمت ِ
بلا رعشة ِ خوف ٍ
و بلا صعقة ِ سيف ٍ
و بلا خطْفة ِ تدوين ٍ و حزْف ٍ فوق أستار الهواء
عرّفتْني صرخة ُ الشوكة بي
في عُزلتي أمشي على الدمع و ينساني البكاء
و إلى موتي يظل ُّ القبر ُ سبّاق َ الخُطى دون انتِهاء
فلماذا تقف ُ الآن َ بقاياي َ كظل ٍّ
ساقط ٍ من حجَر الشمس على الصحراء ؟
نار ٌ و دم ٌ
نزْع ٌ بلا نزع ٍ
بلا أسلحة ٍ حرب ٌ
بلا أهل ٍ و أوطان ٍ بقاء
أين مَن أحببتُها
كي أمسك َ الغصن َ الفضائي َّ بها في الريح
من فرحة عينيها يهب ُّ الشجن ُ الباكي
عُبوراً بالمفاتيح َ إلى آخر ماء
مِن معانيها الندى و الأمن ُ و الإحسان ُ
و التعريف ُ بالإنسان في كل ِّ بلاء
فإذا لم تأت ِ
جاءت ْ فكرة ً معقودة ً كالخُلد ِ , كالنصر , كأعلام انتماء
و إذا لم تأت ِ
من يذهب ُ بالوقت ِ
إلى فرحة غُصن الشوكة الطالع عطراً  في الخلاء
و إذا لم تأت ِ
لم تأت ِ إلى أنْ جفّت ِ الشوكة ُ في الأرض ِ
و أخفت ْ بذرة َ الجُرح ِ على رُمح اللقاء
صرخت ْ في قدمي
و العدم ُ المدفوع ُ يحمي عرشَه ُ دوماً بسعْي ٍ و احتواء
صرخت ْ و انكسرت ْ محصورة ً بالألم الخاطف ِ كالليل المُضاء
و أنا أسألُها عني
فلا تصْدُق ُ ظني
أنها تقصد ُ تدبيري و فنّي
بانفجار ٍ و انحدار ٍ و اختفاء .
:-