ذيولنا وذيولهم .. ومدى ارتباطها بالعصعص .. بقلم : وليد رباح

سخرية كالبكاء …
بقلم : وليد رباح – نيوجرسي …
قبل سنوات طويلة .. عندما لم نكن نعرف شارون ولا بيريس او يعلون أو اولمرت او نتن ياهو .. وقبل ان نعرف المغني مايكل جاكسون او طالبان وتحالف الشمال وداعش وماعش . وقبل ان يطرق اسماعنا احتلال العراق وتسهيل العربان مهمة الجيوش الزاحفة نحو الشرق .. كنا نعتقد بان للصهاينة ذيولا مثل ذيول القرود.. يخبئونها تحت سراويلهم خيفة ان تظهر للعيان .. وكانت امهاتنا تضع في يقيننا ان الصهاينة يمتلكون تلك الذيول حقيقة .. وانهم يستخدمونها في بعض الاحيان للوقوف عليها اذا ما تعبت اقدامهم .. وكنا نتخيل كيف يقف الانسان على ذيله ونضحك او نبتسم ..

وظل الامر يزعجنا حتى كبرنا قليلا .. وعرفنا كيف يقف العربي على ذيله .. وكيف يستخدمه في ( تأديب) زوجته .. او جلد اطفاله .. او هش الذباب عن استه .. فادركنا ان امهاتنا كن على حق ..

فالذيل بالاضافة الى انه وسيلة لكش الذباب فهو متكأ يمكن ان يستند اليه الانسان عندما تتعب قدماه من حمل جسمه الضخم الذي لا يليق الا بدبابه .. كما يمكن ان يستخدم العربي ذيله لجلد جيرانه وقت الشجار او استخدامه لربط بعيره في اوتاد الخيمة او اي شىء آخر .. وبالمقابل .. كان الصهاينة يعتقدون صغارهم وكبارهم ان للعرب ذيولا مثل ذيول الفيلة او الجمال .. وبان العربي يخفي ذيله عن زوجته فقط .. اما امام الناس فانه يفخر بذلك الذيل .. فيجلس وجهاء العرب في مضافاتهم واماكن سمرهم مساء ليبدأ كل منهم بالفخر بان ذيله اصبح ثخينا غليظا مثل ذيل الثور او حشفة السلحفاء .. وبان طوله قد يبلغ المتر او دون ذلك .. وانه سوف يستخدم ذلك الذيل في امور شتى منها جلد الجنود المعادين عند وقوعهم في الاسر او طرد الصهاينة او المحتلين من بلاد العرب .
ولقد حدثني احد العرب ممن وقع في اسر الجنود الصهاينة يوما .. ان جنديا اسرائيليا من الهاغاناه .. قد اوقفه ووجهه الى جدار مدرسة ابتدائية واخذ يتلمس ما تحت بنطاله .. فظن العربي سوءا في نية الرجل فقال له : يا خواجا انا اسير حرب ولست (..) فقال الخواجا ضاحكا : يا خبيبي انا مش واخذ بتاع خركات .. انا ايز أقيس طول الذيل بتاءك .. فضحك العربي الاسير وقال : قسه انت .. وسأقيس انا ذيلك فيما بعد .. هذا اذا سمحت لي بذلك ..

وظل امر الذيول يشغلنا ونحن ندرك ان كلينا يهودا وعربا نظن اننا نتبادل تهمة الذيول .. حتى اكتشفنا الحقيقه .. فاليهود لا يمتلكون ذيولا بدليل انهم عندما يسبحون على شواطىء البحر الابيض المتوسط يلبسون ( كلاسين) شفافه تظهر ما تحتها فيظهر الجلد ناصعا مثل البللور ولا اثار لذيول او ما يخجلون منه .. والعرب ايضا لا يمتلكون مثل هذا الذيل بدليل ان النساء العربيات لم توجه احداهن يوما تهمة امتلاك الذيل لزوجها وجل اهتمامها ينحصر في العدة والنفقة عندما يطلقها ..

كل ذلك علمناه .. اما ما لم نعلمه .. فهو ان للذيل فوائد اخرى غير الاتكاء عليه والاستناذ الى حافته التي تشبه خازوق ( العثمانيين ) واحدى فوائده العميمة انه يمكن ان يستخدم في المفاوضات بين اسرائيل والعرب .. فاذا لم يتفق وفداهما خلع كل منهم ذيله وبدأ يجلد الاخر على اليته .. ومن هنا تدرك وترى مدى مواصفات كل من الذيلين على مستوى الجودة ودقة الصنعه .. فالذيل الصهيوني يستخدم عادة لجلد المفاوضين من العرب .. اما الذيل العربي فانه يستخدم لجلد العرب من المفاوضين .. والذيل الصهيوني يخفي في مقدمته او مؤخرته لا فرق ( خرما) يطلق مواد كيماوية سامة تعتبر نوعا من اسلحة الدمار الشامل .. اما الذيل العربي فانه مغموس بالعسل المصفى بحيث ( تنبسط) وانت تجلد لانك تتذوق حلاوة الضرب وحلاوة العسل في وقت واحد معا والذيل الصهيوني يشبه النبيذ المعتق عندما تتجرعه في صباح يوم ربيعي مشمس .. اما الذيل الاخر فان رائحته العطنه قد تجبرك على ان تترك كرسي المفاوضات وتهرب الى اقرب ساحة عامة لتتنفس الهواء النقي .. وهذا هو السر الذي يجبر الصهاينة على عدم اكمال المفاوضات في كل مرة .. بحيث يصلون الى منتصف الطريق ومن ثم يهربون لا ضعفا بهم ( لاسمح الله) بل هربا من رائحة خزن فيها الشعر نتانتها لمدة طويلة قابلة للتجديد ..
والذيل العربي يمسدونه ويدهنون حوافه بالعطور الباريسية أحيانا خيفة ان تطلب زوجاتهم الطلاق .. اما الذيل الصهيوني فيتركونه على هواه دون عطور ولا روائح زكيه .. فان نقدته فانت معاد للسامية والذيول معا ..
وبالاضافة الى فوائد الذيل الذي وصفناه .. فان له قيمة كبرى عند العرب  .. بدليل ان شاعرهم قال في شطر بيته الشعري الثانية ( فمن يساوي بانف الناقة الذنبا ) وقال ايضا : فغض الطرف انك من نمير .. فلا كعبا بلغت ولا كلابا )  وهذا يدل على ان الكعوب والكلاب والاذناب جزء من الثقافة ( الثورية ) العربية التي حفظها لنا التاريخ على مر الاجيال ..
خلاصة الحديث ان امهاتنا كن على خطأ عندما قلن لنا ان البشر كانوا قرودا ثم مسخهم الله من صنف الانسان .. وهو من غير المألوف في عملية ( المسخ ) اذ ربما مسخ الله انسانا وحوله الى قرد .. والدليل على ذلك .. ان العربي اصبح يسير في بلدان هذا العالم ويده على مؤخرته خشية ان يظهر منها الذيل فيفتضح امره .. ويحاول بكل امكاناته ان يدهن ذيله بلون آخر فاتح اللون حتى لا يتهم الاخرين بالعنصرية ..
ومع كل ذلك .. ومع ما يتردد من ثقافة الذيول فان الصهاينة لم يكونوا كبقية الناس من خلق الله .. فكل شىء لهم مختلف عن الاخرين .. وهذا هو السر الذي يجعل فيه اي صهيوني  يبول في عرض الشارع عندما يمر موكب اي مسئول عربي في الشارع الذي يعيش فيه ..

زوجاتنا فقط بالاضافة الى اجهزة المخابرات العربية هي التي تعرف طول كل ذيل من ذيولنا .. فالاولى تصمت على مضض حتى لا يفتضح الامر .. اما جهاز المخابرات فانه يخزن طول الذيل ونوعيته ومدى كمال شكله او قبحه في كمبيوتر الجهاز ووزارة الداخلية كيما يستخدم هذه المعلومات وقت الحاجه .. ولذا .. وانطلاقا من هذه المعلومه .. على كل واحد منا ان يحاول النظر في المرآة الى قفاه ليرى طول ذيله ودقة صنعته .. فان كان ذيلا مليحا جميل الشكل فله ان يستبشر بالامر .. وان كان ذيله من نوع  ( الخارق الحارق ) فعليه ان يبدأ بتجميله بكل انواع الكريمات والمنظفات .. لان المخابرات الامريكية سوف تحاسبنا مستقبلا على اشكال ذيولنا ومدى قابليتها للتحسن ..