حلاقة على الناشف .. بسبب الكرت الاخضر

اراء حرة (:::)
بقلم : وليد رباح – نيوجرسي (::::)
لا أدري ما الذي يجعل الكثيرين منا نحن العرب  يلجأون الى أساليب الغش و الخداع للحصول على كرت الاقامة الاخضر الامريكي. رغم أن امريكا بكل ما فيها لا تساوي أن تهدر كرامة الانسان الى هذا الحد.
فمن أجل الحصول على هذا الكرت تخرب بيوت بكاملها و يسفح فيها دم الزوجة في البلاد و يشرد الاولاد و تقفل البيوت و تقع الزوجة الساذجة في مطب الطلاق الصوري الذي تعطيه لزوجها عن بلاهة متيقنة أن الزوج الذي يبذل قصارى جهده للحصول على الكرت الاخضر بزواجه من أمريكية و إحضار الزوجة والاولاد. ثم ينقلب الحال الى ان تهمل الزوجة في البلاد ويشرد الاولاد وتضيع الطاسة فلا يدري احد عن أحد و يشب الاولاد دون أب يشرف عليهم
ولا أدري سر التهافت عللى هذا الامر. الا اذا كان المتلهف للحصول على الكرت يعتقد أنه سوف يصبح مليونيرا في امريكا و يكتشف الامر بنفسه عندما يأتي الى هنا و يصيع على الارصفة وفي المقاهي وفي المطاعم العربية بحثا عن عمل. ثم في النهاية وبعد سنوات طويلة يتبع أحد طريقتين: إما ان ينجح في توفير بعض النقود للسفرثانية الى بلده. وإما أن يضيع بين المخدرات و النساء، وفي كلتا الحالتين يتشرد الاولاد في البلاد ولا يعرفون لهم وجهة.
وقد يقول البعض ان القمع في الوطن العربي هو السبب الرئيس في الهروب من البلاد. وقد يقول البعض الآخر أن سوء الاحوال الاقتصادية هناك تجعل الناس يهاجرون بالجملة. و لكن الذي يحدث عادة أن بريق امريكا من خلال كذب المقيمين فيها والذين يذهبون الى البلاد في إجازاتهم الصيفية هو الذي يجبر اولئك الناس الذين يقيمون هناك على السفر و الوقوف ساعات طويلة امام السفارات الامريكية في الوطن العربي للحصول على الفيزا او اتباع الطرق الملتوية للحصول عليها.
فما أن يمضي ابو عرب فترة في امريكا. ويشم رائحة بعض النجاح حتى يسافر الى هناك ويبدأ بالكذب والمعط عن عمله الذي يضاهي عمل الرئيس الامريكي وعن مرتبه المرتفع و امتيازاته و سياراته في وقت لا يعرف الناس فيه ان المدعو أبو عرب جوعه أكثر من شبعه. وأنه يعمل بمحطات البنزين لانه لا يمتلك الاوراق الضرورية للعمل و يستلم مرتبه بالكاش او انه حصل على الاوراق نتيجة زواجه بامريكية و لكنه يحمل صورها في جيبه ان كان شابا ليريها الى أصدقائه الذين يحرمون هناك من التنفس فتبدأ ( ريالتهم) بالوقوع تباعا على صدورهم لمرأى امريكية شقراء ربما لم تكن قد استحمت منذ عدة اشهر.
ولا يتوقف الامر عند هذا الحد. فابو عرب يهييء نفسه دائما لكي تحلق له زوجته على الناشف فلا يطال منها سوى التردد على المحاكم و دائرة الهجرة و الصياعة بين هذه و تلك و يمضي جزءا كبيرا من عمره و هو يحاول ترقيع الاوضاع.
أعرف شابا جميل الشكل شبابه كالعود الريان تزوج من أمريكية يعلم الله ان وزنها 500 باوند على الاقل. وهي لا تسير في الشارع الامركونة على عصا غليظة كي تتحمل جسدها الضخم و خيفة أن تنكسر. استطاع هذا الشاب ان ( يبني) نفسه من خلال تزوجه من تلك الامريكية الثرية و حلم كثيرا انه سيصبح مليونيرا. ولكنه بعدها اكتشف ان الزوجة الثخينة تطالبه أن يصرف عليها وأنها اكتشفت كذبه و خداعه و كلمات الحب التي كان يرسلها تباعا عبر الهاتف كانت كلها للاستهلاك المحلي للحصول على الكارت الاخضر.
ولكنه حصل عليه بعد ان اكتشفت الامريكية انه متزوج من اخرى في البلاد و لم تعطه الكرت الا بعد أن قطع علاقته نهائيا بزوجته الاولى و القى باولاده الى خضم الجحيم هناك. ثم جاءني بعد سنوات طويلة وهو فرح يكاد يجن من السرور و يحمل في يمناه ورقة( مجلتنة) تسمى الكرت الاخضر ليقول لي: ها قد نجحت. وكان قد مضى على وجوده في امريكا احد عشر عاما لم يستطع خلالها ان يسافر ليرى أولاده و زوجته هناك.
نحن لسنا ضد أن يتزوج الانسان من امريكية.. فالقلب و ما يهوى. وربما كان هوى الكرت الاخضر كهوى عنترة لحبيبته عبلة. اذ انه حلق لها او حلقت له بمجرد ان وافق أباه شداد على أن يعترف به كفارس للقبيلة. و هنا مربط الفرس. اذ يترك الزوج زوجته الامريكية او تترك الامريكية زوجها العربي لمجرد معرفتها أنه ينوي استخدامها كحصان.