حكايا امريكا : قصص من الجالية العربية بقلم : وليد رباح (7)

الجالية العربية ….
بقلم : وليد رباح …..
هنيئا لعجائز امريكا …..
أمضى في الولايات ردحا من الزمن تجاوز السنوات االاربع متنقلا في عمله بين شركة واخرى ومحل وآخر دون ان يستقر .. فلم يكن يمتلك الاقامة القانونية .. وكان عمله في اكثر الاحيان في محطات الوقود حيث يتحمل البرد والصقيع شتاء وحر الشمس ولهيبها صيفا .. ونصحه احد اصدقائه بان يتزوج من امرأة تحمل الجنسية الامريكية .. وبما انه لا يعرف احدا  .. عوضا عن انه لا يتحدث الانكليزية بطلاقة .. فقد كانت علاقاته مع الناس محدودة .. لا يتحدث الا الى من يعرفون لغته الامر الذي جعله منعزلا عن محيطه …. فقد بحث طويلا عن امرأة مناسبة .. وظل يدور ويحاول اقامة علاقات مع بعض الناس الا انهم كانوا يعزفون عنه لعلمهم ان زواجه للمصلحة فقط .. واخيرا اهتدى الى بغيته ..
رأها تتكىء على عصا وتريد ان تعبر الشارع الى الجهة الاخرى .. ولما كانت تستخدم عصا في يدها تتكىء عليها وجسدها مترهل مكتنز بالشحم واللحم .. فقد حاول مساعدتها وامسك بيدها وعبرت الشارع بسلام .. شكرته وقالت له .. هل يمكن ان تكمل معروفك فتوصلني الى سيارتي .. قال لها .. سافعل .. اين سيارتك .. قالت .. انها على بعد غير يسير ربما كان نصف ميل .. لم اجد موققا فاضطررت ان اوقفها في مكان بعيد .. اتكأت على كتفه وسار بها الهوينا الى سيارتها .. كانت تتوقف بين آن وآخر للاستراحة على جانب من الطريق .. وكان يقول لها كلمات رائقة وجميلة عن انها يجب ان تستريح كل ما خطت وشعرت بالتعب .. لمح اثناء سيره واياها محلا ربما كان مقهى او مطعما فدخل اليه ورجا صاحب المحل ان يعطيه كرسيا لدقائق فقط ثم يعيده .. سمح له صاحب المحل .. فكانت ان ارادت الاستراحة قدم لها الكرسي فتجلس عليه لدقائق ثم تواصل المسير .. واخيرا وصلت الى سيارتها .. قالت له : انت انسان مهذب وطيب .. هل لي ان استضيفك على غداء عندي في المنزل .. قال : لكني يا سيدتي ابحث عن عمل .. وعندي موعد مع عامل آخر لنذهب الى محطة للمحروقات فهم يطلبون عمالا .. وقد جهدت في البحث ولكني لم استطع العمل حتى الان .. قالت : اعرف الكثير من الناس .. اريد ان اساعدك كما ساعدتني .. ثم انه ولج الى بيتها الذي لم يسكن فيه أحدا الاها
جلست اليه تحدثه عن محنتها لان اولادها كبروا وتزوجوا ولم يكلف احدهم نفسه ان يسأل عنها .. انها تذهب الى عيادة الطبيب منفردة .. وتتحمل في ذلك مشقة كثيره .. ثم تذهب الى السوق لكي تتسوق لما يحتاجه البيت وتجد ايضا العنت والعذاب حتى تحصل على ما تختزنه في بيتها من طعام ..  ولم يدر انه قد امضى من الوقت الكثير الكثير .. فاذا بالشمس قد غربت .. واذا بالليل قد بدأ يرخي سدوله على المنطقة بكاملها .. وتذكر ان موعده مع صديقه قد مضى عليه اكثر من ساعتين .. تغدى عندها فقد طلبت طعاما بالهاتف ليأتيها رجل يحمله وهو حار لم تستطع ان تتشبث به فلسع يدها .. لكنه قام وتناوله منها وقال لها : اخشى ان السخونة قد لسعتك .. قالت له : يا الله .. ما ارق قلبك .. وبعد سهرة طويلة امتدت حتى العاشرة مساء سألته اثناء الحديث .. هل انت مقيم هنا منذ مدة طويلة .. قال لها : لا سيدتي .. ان اقامتي هنا غيرشرعية .. فقد جهدت في البحث عن زوجة تحمل الجنسية ولكني لم اجد حتى الان ..
ظل يتردد علي بيتها بين آن وآخر لشهرين متتاليين.. كانت تستقبله بالترحاب .. يتحادثان سويا ويتسامران ويمضي الوقت حتى اذا ما جاوز الليل منتصفه يتركها ويذهب الى غرفته اليتيمة ..
وفي ليلة قالت له بعد ان فكرت طويلا …. اسمع .. اني اراك طيب القلب عطوف وحنون .. ما رأيك لو تزوجنا .. انا بالحقيقة لا اريد زوجا .. وانما من يساعدني على هذه الحياة .. عندي من النقود ما يكفي .. لكني اريد شخصا يستطيع مساعدتي عندما اذهب الى الطبيب او الى مكان التسوق او أن يأخذ عبئا مما اقوم به بدلا مني .. نظر اليها طويلا وقال : اخشى ان لا يوافق ابناؤك على هذا الزواج .. قالت : وما شأن اولادي بي .. اني لم ارهم منذ سنوات .. لقد قادتهم سبل الحياة الى نسياني تماما مع انني جهدت في تربيتهم وتعليمهم حتى تخرجوا من الجامعات ولكن احدهم لم يكلف نفسه حتى بالسؤال عني .. واحمد الله على انني امتلك هذا البيت  وهو مدفوع بكامله .. والا تشردت في ملاجىء العجزة حتى نهاية حياتي .. قال لها : دعيني افكر بالامر .. قالت .. خذ وقتك بالتفكير .. وانا واثق انك ستكون سعيدا للاقامة في بيتي .. فانا وحيدة كما ترى .. واني احتاج الى رفقة .. قال : حسنا .. سوف آتي اليك بعد ظهر الغد .. نتحدث .. ثم انه غادر بعد ان سلم عليها وقبل رأسها فاغرورقت عيناها بالدموع ..
في طريقه الى حيث كان يسكن مع بعض الشباب في غرفة واحدة .. فكر كثيرا .. جاءته الظنون فقال لنفسه .. اذا كان حقا ما تقوله انها تريد انيسا وليس زوجا .. فاني اوافق .. وقال ثانية لنفسه .. لكني اخشى ان اتعذب في هذه الرحلة الطويلة .. عوضا عن اني في الخامسة والثلاثين .. اما عمرها فانه يتجاوز الستين .. ربما اكثر او اقل .. ولكن .. ما سؤال نفسي عن عمرها وقد قالت لي انها تحتاج الى انيس .. لماذا لا اوافق .. ولماذا استشير اصحابي .. سوف اقول لها في الغد اني موافق . لكنه بعد لآي قال لنفسه .. سوف استشير صديقا لي اثق به ..
ولما كان الرجل يعرفني معرفة شخصية فقد جاء الي وقال لي الحكاية .. قلت له : اسمع يا هذا .. اذا كان الهدف الزواج الحقيقي فلا تقدم عليه .. واذا كان الهدف حصولك على الاقامة الدائمة فانت وشأنك .. ولكني اقول لك .. ان كل هذه الزيجات التي  تتم بناء على  عدم التكافؤ سوف تورث المشاكل الكثيرة .. الم تسمع بالمثل الذي يقول في بلادنا .. انه يتمسكن حتى يتمكن .. قال : انت تعرف ان لي اولادا في الوطن ارفدهم ببعض النقود .. ولقد طلقت زوجتي منذ زمن في البلاد .. اما الاولاد فانهم يعيشون مع امي في القرية .. اخشى ان تطول اقامتي هنا فلا احصل على مبتغاي .. قلت : ليس لك من خيار .. اذا كنت تنوي ان تأخذ الاقامة فتوكل على الله .. وتزوج .. حتى لو كان هنالك مشاكل يمكن ان تحل بالكثير من الحكمه .. قال : اذن سأقول لها بموافقتي عندما ازورها الليله .
هكذا  تزوجنا .. رحبت بي كأنما قد وجدت كنزا ثمينا .. وجاء اليها صويحباتها لتهنئتها فتعرفت اليهن .. كن في مثل سنها .. وقد فرحن لها فرحا طاغيا واخذت تحدثهن كيف تعرفنا .. وكيف ساعدتها .. وكذبت اذ قالت انه عرض علي الزواج فوافقت .. والتزمت الصمت فلم اشأ ان اكذبها  ..
في الايام التالية اكتشفت انها  تريد الزواج فعلا وليس كما قالت  لكني بدأت المشوار ولن اتوقف عند حدود حتى احصل على بغيتي ولا اخفي انني كرهت الاقامة معها في البداية .. فتصورتها افعى تريد ان تلسعني .. واخذت افكر بالامر مثلما كان حقيقة وليس خيالا ..فاقول لنفسي ..
سر بنا يا صديقي قليلاً لمشاهدة هذا المنظر : امرأة يبلغ وزنها ثلاثمائة باوند على الأقل.. تسير في الشارع متكئة على ذراع شاب في سن أولاد أولادها.. ينقلها من مكان إلى آخر بكل عناية خيفة أن تقع وتنكسر رقبتها.. يسهر معها ليلا في أحسن المطاعم لتدفع فاتورتها .. تحيطه بعناية فائقة وتطعمه كما تطعم الدجاجة فراخها.. تخاف عليه من الريح إذا هبت.. ومن النسيم إن مر على جبهته.. تغار عليه من نفسه..وتحيطه بكل أنواع العناية خيفة أن يطير من يدها.. وهو يحتمل  كل ذلك من أجل عيون الكرت الاخضرالذي أصبح هاجس من لا يمتلكه.
وصورة أخرى: أنت شاب يافع تنام قرب عجوز جاوزت الستين او السبعين.يعلو شخيرها إلى السماء بفعل وجبة الطعام الدسمة التي زادت وزنها ثلاث باوندات أخرى.. فشخرت ونخرت ووضعت يدها على رقبتك تتحسسها خشية أن تطير إلى عالم آخر .. تتفرس في وجهها باهتمام.. تلعن البلد الذي هاجرت منه  والبلد الذي أنت مقيم فيه.. هذا اللحم الذي (يمغط) مثل العلكة على البلاط أيام الصيف المريعة.. وهذه الذراع التي تقيسها فإذا بها أعرض وأتخن من وسطك المياس الذي كنت تباهي به أقرانك.. وذلك الوجه المتهدل الذي حفرت فيه السنون وديانا وغدا متشققا كالأرض العطشى.. هذا العجزالذي أن (أخرج ريحا) فسيعم العالم الخراب وتنتشر أسلحة الدمار عبر البيت.. هاتان العينان التي تنام صاحبتهما بإحداهما أما الأخرى فتظل مفتوحة تنظر إليك وتراقبك.. هذه القدم التي تشبه قدم الحراث في الغيط  أو المارس أيام الصيف اللزجة.. وهذا البطن المتهدل طية إثر أخرى مثلما تطوي بدلة عتيقة أكل عليها الدهر وشرب.. وتلك الخدود البارزة التي تعلوها لحوم تخفي لونها المساحيق والحمرة .. هاتان الأذنان اللتان تشبهان أذني عيروط ابن شمهورش ملك الجان.. أصابع اليد اليمنى تشبه منكاشا للزراعة.. أما أصابع اليسرى فيحلو لك أن تتفرس فيها لكي تتخيل مجموعة من الثعابين ذوات الجلد المموج يكفي أن ينقض عليك إحداها لكي تذهب إلى الجحيم.. ومع كل هذا المنظر الذي يخدرك تحلم بأن (تقبض) على الكارت الأخضر لكي تتباهي به أمام أصحابك في الوطن وتقول لهم .. ها قد حصلت عليه (بأسهل) الطرق.
أما الحلم الاخر :..  فقد فصلت لنفسي حلما كيما ازور الوطن بعد ان احصل على الكرت الاخضر.. فوافقت شرط ان لا اغيب عنها اكثر من عشرة ايام .. فحلمت قبل ان اغادر امريكا الى وطني .. ان أضع ورقة المائة دولار بارزة في جيب قميصي الصيفي لكي أجلس في مقهى القرية .. ثم اقول لنفغسي : يا ولد .. سوف تنفش ريشك مثل ديك متعفن.. تنسى ما مر بك من عذاب ومن سهر ومن رؤية تلك الحيزبون التي تلازمك صورتها حتى وأنت في قريتك.. تقضي أياما ثم تعود إلى العذاب ثانية..تعد الأيام والليالي بفارغ الصبر أن تمضي مسرعة.. لكنها تسير بطيئة مملة كأنما هي قطار يسير على سكة حديد مهترئة.. فيصبح اليوم شهرا والشهر عاما والعام قرنا كاملا.. والساعة لا تجري في مخيلتك إلا كل ساعة لدقائق معدودة.. وتجهد أن تنفذ لها رغباتها الجهنمية حتى لو كانت  لبن العصفور حتى لا ترفض الذهاب برفقتك إلى دائرة الجوازات والهجرة. فتعلن أنك خائن ومنافق وأنها لا تريدك زوجا لها.. فيضيع كل تعب كابدته من أجل تلك الورقة اللعينة.
وفي رحلة العذاب الطويلة ربما حبلت المرأة حملاً كاذباً.. وولدت ألف مرة.. فرغم أن سن اليأس قد أدركها فهي تذهب إلى الأطباء لكي توهمك أنها حامل.. تظن أن ذلك يمكن أن يحميها فلا تهرب مع الريح.. فإن حالفك الحظ وحملت فإن العلم قادر على أن يجعل من الماء طحينة.. وبقدرة قادر تلد الأم الحيزبون.. ثم تقضي بقية عمرك تعمل  ليلاً ونهاراً لكي تغطي مصاريف (الولد) الذي يكبر وتكبر معه مشاكله.. وبعدها فقط تدرك أنك تسب وتشتم العالم والكرين كارت واليوم الذي ولدت فيه..لأنك وقعت في شر أعمالك.
غير ان ظنوني التي فكرت بها لم تكن على المقاس الذي وصفته .. صحيح ان المرأة كانت في سعادة لا توصف .. وكنت استمع اليها وهي مع صويحباتها تحكي لهم عن مآثري .. فاقرذلك في سري ولا اطلعها .. انني سمعت ..لكن المشكلة ان نومي الى جانبها كان يعطيني احباطا قويا فلا اشعر انني من الرجال ..واخيرا .. وبعد طول عذاب .. حصلت على الكرين كارت .. فكانت فرحتي طاغية ..
وفي يوم كان حارا مع الشمس اللاهبة .. لكزتني خفيفا وكنا نائمين .. فاذا بها تعاني .. قالت : ارجوك ..ارسلني الى المستشفى أكاد ان اموت .. قلت لها : انا ولا انت يا سيدتي .. ان صحبتك جميلة .. ولا استطيع الاستغناء عنك .. قالت : اسمع .. لقد كتبت هذا البيت باسمك .. وعندي في البنك ما ينوف على عشرين الف دولار ساتركها لك .. قلت لها .. واولادك .. قالت : اولادي معظمهم من الاطباء والمهندسين .. ومكانتهم المالية لا بأس بها .. هذا ما اعرفه عنهم منذ سنوات .. ولا ادري ما هم عليه اليوم .. قلت : سلامتك .. ارجو ان نذهب الى المستشفى وتأتين الى البيت بعافية .. قالت : لا اعرف ما يخبؤه القدر .. واشهد انك كنت بارا بي .. قلت لها : اذن ارتد ملابسك ولنذهب بسرعة الى المستشفى .. وهناك .. قال لي الطبيب بعد الفحوصات  انها بحاجة الى رعاية في المستشفى .. قد يستغرق ذلك اياما طويلة .. قلت لها .. حسن .. ساظل على عهدي في رعايتك .. حتى تبلين من المرض ..
بعد عشرة ايام من وجودها في المستشفى .. خرجت معافاة .. اتت الى البيت في زفة من صويحباتها .. ولا اخفيكم انني فرحت لذلك .. لانني تعودت عليها .. ولا استطيع ان اقيم في مكان آخر سوى في هذا البيت الذي كتبته باسمي كما قالت .. وفي صباح يوم مشمس قالت لي : اتعرف محاميا عربيا شهيرا .. قلت نعم.. هناك واحد على الشارع الرئيس بمدينة باترسون .. قالت : هل تذهب بي اليه .. قلت : لا بأس .. ثم ذهبنا اليه فقالت لي عندما ولجت الى غرفته .. ابق هنا في الخارج .. فان كلاما سيدور بيني وبينه .. وعندما انهي كلامي معه ارسلني الى البيت ..  وهكذا سارت بنا الحياة لسنوات ثلاث اخرى .. لكنها في النهاية ذهبت الى وجه ربها فترحمت عليها ..
بعد موتها بثلاثة اسابيع .. اذا بالمحامي يتصل بي .. جئت اليه فقال لي : زوجتك يا سيدي اودعت عندي وثيقة تجيز ان تمتلك بيتها .. وتركت لك ثروة تقدر باربعة وخمسين الف دولار .. قلت : يا الله .. هذه المرأة عجيبة وغريبة .. وهكذا اصبحت اشم رائحة الدولار عن قرب ..
وفي يوم بعد وفاتها بسنة .. جاء الى بيتها احد اولادها .. فقد قرأ في بعض الصحف الامريكية اعلانا وضعته لها عن مرور عام على موتها.. فاذا به يصعد الى الدور العلوي حيث اقيم …. قلت له بعد ان عرفني بنفسه .. امك يا سيدي ذهبت الى رحمة الله منذ سنه .. قال : أعرف ذلك من خلال ما قرأته في صحيفة امريكية .. ولكن .. لماذا تسكن هذا البيت .. قلت له : كانت زوجتي .. وقد كتبت هذا البيت باسمي قبل وفاتها .. غضب الرجل وقال لي : هذه نكتة .. قلت . انها ليست نكته . واريته الاوراق التي امتلكها فقال لي : سنقابل بعضنا بعضا في المحكمه .. ظلت القضية في المحكمة لاكثر من سنه .. وعندما لفظ القاضي بالحكم .. كان البيت لي .. وكانت الثروة التي تركتها لي ايضا .. وهكذا ذهب ابنها الى بيته بعد ان لم تعطه المحكمة شيئا .. بل على العكس .. حكمت عليه بالرسوم والمصاريف التي صرفتها وعطلي وضرري في الايام التي كانت فيها المحاكمة جارية ..
في غضون ذلك .. كنت سعيدا .. فقد حصلت على الجنسية الامريكية .. واحضرت اولادي من الوطن فجاءوا بعد سنة من تاريخ تقديمي اوراق الهجرة لهم .. وهكذا تراني .. افتح بقالة جميلة يتوارد اليها الناس من كل حدب وصوب .. وفي كل مرة اذهب الى قبرها فاواسيها ببعض الكلمات واقول لنفسي .. ترى .. هل تسمعني .. ثم اعود وانا ادعو له بالرحمه .