تيران وصنافير من منظور اسرائيلى – بقلم : مصطفى علام المشنب

اراء حرة …
بقلم : مصطفى علام المشنب – مصر …
من الاخطاء التاريخية  الكبرى التى قد لا تغتفر للقيادة  السياسية فى مصر  التخلى والتنازل عن  جزيرتى تيران وصنافير لما لهما من اهمية استراتجية عظيمة  لمصرفمنذ الحرب العالمية الثانية  والجزيرتان محور احداث جسام ومحور اهتمام  دول المنطقة  فهما موضع   التحكم فى حركة  الملاحة فى خليج العقبة و مضيق تيران أن للجزيرتين أهمية استراتيجية كونهما تتحكمان فى حركة الملاحة  الرئيسى لميناء ايلات الاسرائيلى ، حيث تقعان عند مصب الخليج، الأمر الذي يمكنهما من غلق الملاحة في اتجاه خليج العقبة وفى وجهة اسرائيل فى حالة الحرب.
الايدلوجية  الصهيونية تعمل دائما فى تطبيق فكر الصهيونى التوسعى  وإذا ما اصبحت الجزيرتان تابعتين رسميا للملكة وهو ما تعمل  علية اسرائيل منذ زمن طويل ، فمن المحتمل جدا أن تطلب اسرائيل من المملكة ضمان مصالحها في هذه المنطقة وضمان حرية حركة الملاحة  الاسرائيلى فى خليج العقبة والبحر الاحمر والارجح عند  الاسرائيلين   هو احتلال الجزيرتان  بدواعى امنية وحفاظا على الكيان اليهودى وهذا ما تهدف الية اسرائيل تحت ورعاية الولايات المتحده الامريكية والمملكة السعودية لا  يمكنها بالطبع الدخول فى مواجهة عسكرية مع اسرائيل فقد سبق  ان احتلت اسرائيل الجزيرتان  فى عام 1956 و1967 فما كان موقف المملكة السعودية فى ذلك الوقت  ولا يحق لمصرالتدخل العسكرى او  التواجد  على مسرح الاحداث سوى بالشجب  والانكار والاحتجاج  فهذة لعبة تبادل الادوار .
. فالجزيرتان ليس لهما اهمية  استراتجية  ولااقتصادية بالنسبة للسعودين ولكن كل الايحاءات   تتم من قبل  اسرائيل وامريكا للتوتر العلاقات بين البلدين  مصر والسعودية وتحقيق حلم اسرائيل والصهيونية  بالاستيلاء على الجزيرتين وهما  فى حيازة اللمملكة السعودية وابعاد مصر عن مسرح الاحداث .
سياسيا  اسرائيل تبارك عودة  جزيرتى تيران وصنافير الى المملكة السعودية  فمن المنظور الاسرائيلى  ضرورة واهمية عودة  الجزر الى المملكة  السعودية ينهى حالة من القلق والتوتر  داخل المجتمع الاسرائيلى   فمخاوف  اسرائيل من اغلاق مضيق تيران وخليج العقبة فى وجه حركة الملاحة الاسرائيلية لا تنتهى   فخير ضامن لها  هو احتلالها  للجزيرتان  وبسط سيطرتها عليهما  فهى لا تثق بمعاهدات ولا اتفاقيات  ولا تحترم بالطبع  كل المواثيق الدولية .
منذ ما يقرب 60 عاما   تطرق اول رئيس وزراء لاسرائيل ديفيد  بن جوريون لجزيرتى وصنافير تيران وتعهد بأن الأخيرة ستكون الميناء الأول في الجنوب وكان ديفيد بن جوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل يؤمن أنهما سيكونان جزءًا من مملكة إسرائيل,
وقال يعقوب عميدرور، المدير السابق لمجلس الامن القومي الاسرائيلي لراديو الجيش الاسرائيلي أن إدراج إسرائيل في اتفاق مصري سعودي حول تيران وصنافير كان غير عادي.
في صحيفة معاريف الاسرائيلية، كتب الصحفى  يوسي ميلمان: “إن الموافقة التي أعطيت من قبل إسرائيل لمصر لاستعادة السيادة على جزيرتين صغيرتين، تيران وصنافير، إلى المملكة العربية السعودية ليست سوى غيض من فيض من المحادثات السرية الرائعة التي عقدت لديها وراء الكواليس “.
مخاوف اسرائيل عميقة تجاة الجزيرتان  وازاحة مخاوفها  السياسية والاستراتجية بنقل تبعيتهما الى المملكة السعودية  تعلم جيدا مدى  قدرة  الكيان السعودى على المواجهة العسكرية مع تل ابيب وتكمن  الاهمية الاستراتجية  للجزيرتان لاسرائيل وفى التحكم فى  طريق الملاحة الجنوبى بالنسبة لها .
وعقب   اتفاقية كامب ديفيد رفضت اسرائيل  الانسحاب من الجزيرتان بحجة انهما  لست اراضى مصرية  وعملت اسرائيل  على تدويل الجزيرتان بتواجد قوات الامم المتحدة وقوات حفظ السلام  على الجزيرتان للمراقبة  والزام الطرفين بالاتفاقية وانشاء مطار  صغير لقوات الامم المتحدة وذلك لضمان حركة  الملاحة الاسرائلية فى مضيق تيران بعيدا عن سيطرة الجانب المصرى .
المملكة السعودية تستخدم  المعونات  الاقتصادية لمصر وسيلة للضغط  على الحكومة المصرية  للتخلى والتنازل  عن الجزيرتين  فمنذ ما يزيد عن 30عاما  وهى تستخدم نفس الوسيلة للضغط ولم تقدم الوثائق التاريخية التى  تؤكد حق المملكة  السعودية فى الجزيرتين  وعلى مدار  التاريخ لم يكن للسعودية  اى تواجد تاريخى او بشرى  على ارضى الجزيرتين  وكل ما تقر بة ان الجزيرتين داخل المياة الاقليمية السعودية  كما انهما ايضا داخل المياة الاقليمية المصرية  وبدخول الجزيرتان فى  حيازة وملكية  المملكة السعودية تكون دخلت فى خط المواجهة المباشرا مع اسرائيل  السعودية لا تمتلك خيارات المواجهة العسكرية مع اسرائيل وبذلك فهى وضعت على نفسها مالا تطيقة  ولا تتحملة  فالسياسة  الصهيونية  والحلم الصهيونى ما زال قائما على التوسع واحتلال الارض وسفك الدماء.
بجانب الأهمية الاستراتيجية للجزيرتان أهمية طبيعية، حيث تتميز الجزيرتان بالجمال الكونى البديع  وتتميز  بالشعاب المرجانية العائمة وصفاء مائها وجمال تشكيلاتها المرجانية، وهو ما يجعلها مقصدًا لمحبي رياضات السباحة  الغوص وصيد الاسماك   وكما يمتلكان الجريزتان  كل المقومات التى تجعلهما  قبلة الاستثمار السياحى فى العالم ولما لهما من مقومات سياحية نادرة وتوجد الكثير من الحياة المائية المهددة بالانقراض الأسماك الملونة والسلاحف البحرية كالسلاحف الخضراء والأحياء المائية الأخرى مثل الرخويات وشوكيات الجلد والطحالب البحرية وتمثل الجزيرتان مكانًا فريدًا يأوي إليه العديد من الطيور، منها طائر العقاب النادر “الأوسبرى”.
وبالرجوع الى الوثائق  المصرية بملكية  الجزيرتان  كثير جدا ولا تحصى ويممكننا ذكر بعضها  لعدم الاطالة  فملكية مصر للجزيرتان منذا فجر التاريخ  فالتواجد  المصرى على الجزيرتان  من القدم   ولم يكن فى العصر الحديث وقبل قيام دولة السعودية  وقبل انشاء منظمة الامم المتحدة اوعصبة  الامم .
فالسيادة المصرية  على  البحر الاحمر  منذ عصر الفراعنة والتواجد البشرى المصرى المتمثل فى بدو وعرب سيناء الذين يعيشون على ما تمدهم بة الجزيرتان من حشائش ونباتات ولاطعام  دوابهم وحيوناتهم  وذهابهم بصورة دائمة  للجزيرتان للصيد  والرعى  وقد قام عدد من الباحثين بالاجتهاد بتقديم  ما يثبت  بالوثائق  ملكية مصر للجزيرتان فقد نشر الباحث تقادم الخطيب  عدة وثائق وهى  أن الخريطة الروسية لمصر، والموجودة بمكتبة برلين، والتي نشرها الخطيب أيضًا، جاءت لتؤكد تبعية جزيرتي تيران وصنافير لمصر، وتكويدهم على الخريطة الروسية لمصر بكود رقم 10.منذ ما يقرب من ثلاث قرون   تؤكد ملكة مصر للجزيرتان  وكذلك خرائط للحملة الفرنسية  تؤكد  ملكة مصر للجزيرتان  كذلك خريطة مصر التي رسمها،  Radefeld, Carl Christian fant،1788-1874، نجد فيها  اسم جزيرة تيران، وتبعيتها للسيادة المصرية.
وللحق اقول يوجد الكثير من الوثائق الدولية والاثباتات الفعلية التى تؤكد ملكية مصر للجزيرتان وبخلاف عدم وجود وثائق سعودية تؤكد انهما اراضى سعودية  سوا انها تؤكد انهما  يقعان فى المياة  الاقليمية السعودية  وللعلم فهما داخل المياة الاقليمية المصرية  وتبعد عن شرم الشيخ 3ونصف كيلوا متر ولا يوجد  تواجد بشرى  او تاريخى للسعودين على ارض تيران وصنافير   ,
وما يدعوا للاستغراب  والدهشة  هواجتهاد و حرص الحكومة المصرية  على اثبات ان الجزيرتان تابعتين للسعودية  وطمس كل الوثائق والاثبات والحقائق  التى تؤكد انهما مصريتان  وتكميم  الافواة بالقوة  التى تتفوة بانهما مصريتان  فهل يعقل هذا  من اجل دعم اقتصادى بخس  ان نتخلى عن العمق  الاستراتيجى  المصرى  فالشعب المصرى هو الذى حارب فى 48 و56 و67و73 وضحى  باغلى شبابة  من اجل استرداد  الارض  وسالت دماء  مئات الالاف من المصريبن فى سبيل الارض ودفع الشعب المصرى  الثمن عشرات السنوات من التقشف  والفقر من اجل دعم الجيش والانتصار فى الحرب واسترداد الارض  واكثر من مائتين مليار من الدولارات فهل بعد كل هذا يكون التنازل والتخلى عن الارض بقرار سياسى  دون اسانيد ووثائق ألا يعنى وجود مصر وقواتها العسكرية  فى الجزيرتين منذ الحرب العالمية الثانية دليل  واثبات على ملكيتها مصر للجزيرتين؟ خلال الحرب العالمية الثانية، كانت القوات المصرية على المتواجدة على   تيران وصنافير لحماية قناة السويس والجبهة الشرقية لمصر .
وفقا لممثل مصر في اجتماع مجلس الأمن 659 للأمم المتحدة في 15 شباط 1954 وفي الجلسة نفسها، في مصر ممثل يعتبر تيران وصنافير  الجزر جزء لا يتجزأ من أراضي مصر لأنها كانت تحت الإدارة المصرية منذ عام 1906,
وذكر ابن الياس فى كتابة بدائع الزهور فى وقائع الدهورمنذ مايقرب من ستة قرون  قال ابو الصلب امية الاندلسى ان حد ارض مصر من الغرب  برقة الى مدينة ايلة(ايلات )  شرقا,  وبذلك فمن الطبيعى  تواجد الجزيرتان فى المياة الاقلمية المصرية وتحت السيادة المصرية
كتب المستكشف الفنلندي جورج والن، الذي زار سيناء مرتين في القرن ال19، أن القبائل المحلية في سيناء تستخدم الجزيرتين للبقاء فى الحياة وفى سيناء
. كما حدد نعوم باشا شقير  في كتابة “تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها”والتي نشر في عام 1916، الجزيرتين كجزء من سيناء. نعوم شقير هو أحد الشوام الذين هاجروا إلى مصر حوالي عام 1884، من هنا جاء اهتمام شقير بسيناء وقبائلها وطرقها وجغرافيتها، ووضع كل خبراته الحياتية والمعلومات التي جمعها عن سيناء في هذا الكتاب وظل فى سيناء ما يقرب من 20عاما يفعل الواقع بالدراسة والبحث فى سيناء ، وشارك أيضًا في المفاوضات المصرية – الإنجليزية مع الدولة العثمانية أثناء أزمة طابا الأولى عام 1906، لرسم الحدود بين مصر وفلسطين التي كانت خاضعة آنذاك للسلطان العثماني.

في عام 1937 كانت الحكومة المصرية عملت الخريطة المصرية  التي اعترفت بان كل من جزر تيران وصنافير كجزء من الأراضي المصرية، وذلك باستخدام نفس الألوان المستخدمة في سيناءعلى الجزيرتان .
وفقا لذلك الخريطة اتخذت الحكومة المصرية قرار ارسال قوات الى الجزيرتين في يناير كانون الثاني 1950. وفي فبراير 1950 أصدرت وزارة المالية المصرية مذكرة داخلية تفيد بان الجزيرتان اراضى مصرية .
في عام 1950عندما قامت القوات المصرية بالسيطرة على الجزيرتان ، بعث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد العزيز آل سعود برقية إلى الملك فاروق من مصر المصادقة على القرار المصري بالسيطرة على جزيرتى تيران وصنافير لحماية البلاد ,
وما تقدمة الحكومة المصرية  من اثبات للطعن على حكم القضاء الادارى ما هو الا مراسلات داخلية  للاستفسار وللعلم ولم يكن  وثائق تاريخية .
وقد قدم  الباحث اشرف شعبان اكثر من 22 من الخرائط لمصر من مقتنيات مكتبة جامعة ستانفورد، تعود هذة الخرائط للفترة من سنة ١٨٠١- ١٩٠٦ والتي تبين بوضوح أن جزيرتي تيران وصنافير تقع في الحدود السياسية والجغرافية المصرية  وليست ضمن الحدود السعودية، ويمكن للجميع الاطلاع على  الـ 22 خريطة التي تثبت مصرية جزيرتى تيران وصنافير ويمكن للباحثين الاطلاع على جميع الوثائق عن طريق النت ،
ففى تاريخ العالم تكون الملكية بواقع  السيادة والانتفاع والتواجد على  الارض والاستفادة والسيطرة  ولا تكون بمجرد  القول والادعاء  فنجد فى التاريخ المعاصر  فرنسا وامتلالكها وسيطرتها على جزر بولينيزية تقع في جنوب المحيط  الهادى  فكم تبلغ المسافة بين الوطن الام فرنسا  وجزر بولينيزية الاف الكيلوا مترات
وبالمثل نجد جزر  لا ريونيونهي جزيرة فرنسية فى المحيط الهندي، شرق مدغشقر، على بعد حوالي 200 كم (120 ميلاً) من موريشيوس، أقرب جزيرة
وتوجد العشرات من الجزر التى تمتلكها فرنسا فيما يسمى مقاطعات وأقاليم ما وراء البحار الفرنسية
وبالمثل بريطانيا  تمتلك  الكثير من الجزر فيما يعرف بأقاليم ما وراء البحار البريطانية،  مثل أنغويلا في منطقة الكاريبي و برمودا في شمال المحيط الأطلسي و المقاطعة البريطانية في القارة القطبية الجنوبيةو المقاطعة البريطانية في المحيط الهندي و جزر العذراء البريطانية في البحر الكاريبي و جزر كايمان في البحر الكاريبي و جزر فوكلاند في جنوب المحيط الأطلسي و جزر بيكيرن في المحيط الهادي و سانت هيلينا وهي مجموعة جزر في المحيط الأطلسي و جزر جنوب جورجيا وجنوب ساندويتش في المحيط الأطلسي والكثير من الجزر الخاضعة للتاج الملكى البريطانى  التى قد يطول المقال بسردها , فلا يخفى علينا الدور الاسرائيلى  فى الصراع العربى  واشعال  فتيل الحروب والصراعات  العرقية والطائفية  الازمات فى الامةالعربية  و الاسلامية فالالتفاف حول المصالح العربية والاسلامية هو من دعائم وركائز  القوة والتقدم  ومصالح  الشعوب ونفعهم و سيادة  الامم  والاتحاد  للامة العربية والاسلامية  خير من التشتت والتفرقة  وهو ما يحدث الان  فى الكثير من الدول العربية.
بقلم / مصطفى علام المشنب
Zmalk1414@gmail.com