اراء حرة (:)
إدوارد فيلبس جرجس – نيويورك \ نيوجرسي (:)
” إنسانية الإنسان ” أبدأ اولاً بقصة واقعية هزت مشاعري وليس بكثير عليها أن تهز قلب الحديد ، ” ايفان ليفرساج ” طفل عمره 7 سنوات من مدينة سان جورج بمقاطعة انتاريو الكندية ، اصيب بسرطان في المخ ، واخبرهم الطبيب أنه لن يعيش حتى شهر ديسمبر القادم ، وكان من أحلام الطفل أن يحتفل بالكريسماس ، وعليه تم وضع زينات الكريسماس على كل المحلات والشوارع والمنازل وشارك في الاحتفال الآلاف ومسئولي المدينة والشرطة والمطافي واحضرت إحدى شركات الانتاج السينمائي الثلج الصناعي ليناسب وقت الكريسماس ، وتم الاحتفال به مبكراً لأجل هذا الطفل . هذه هي القصة ، قصة الإنساية كما وضعها الله في جزء خاص في وجدان البشر بعيدة عن كل ما يحمله من عقيدة وجنس ولون وغيرهم من الصفات البشرية الأخرى ، وضعها الله وقال للبشر جميعاً أروني كيف ستتفاعلون معها في حياتكم ، هل ستقدسونها كهبة من الله ، أم تستهينون بها والبعض يتخلص منها كقنبلة موقوتة خشية أن تفجر داخله المظلم لأنه يخشى أن يعيش في النور، جاءت تسمية الإنسانية من الإنسان نفسه كصفة من صفاته ، صفة لا تُرى إلا من خلال أعماله التي تضعه في مرتبة الإنسان أو مرتبة أخرى قد تصل في دونيتها إلى المرتبة الحيوانية أو أقل بكثير لاننا أحيانا كثيرة نرى في سلوكيات بعض الحيوانات ما يطلق التفكير في أنها تحمل بداخلها إنسانية لا يعرفها الكثير من البشر . شيء لا تجهله العين ولا يمكن أن تتجاهله أن الله وضع إنسانية الإنسان داخله غير مرتبطة بأي من تبعياته الأخرى وخاصة العقيدة ، هذا يتضح بالفعل وليس القول في أفعال العديد من البشر أو الدول التي ليست لها عقيدة أو التي لا تؤمن حتى بأي ديانة وضعية ونَصِفَهم بالكفر والإلحاد لكن نرى فيهم إنسانية رائعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، لا يتطرق إلى الذهن أن ما فُعل للطفل ” إيفان ” في مدينة سان جورج أنه فُعل لأن من فعلوه يدينون بالمسيحية أو لأن الطفل معتقده المسيحية ، إطلاقاً ، أنه نبع من إنسانية الإنسان التي قلت أن الله وضعها في كل البشر ، وهذا ممكن أن يتكرر مع أي طفل آخر في أي موقف أو مناسبة بغض النظر عن العرق أو العقيدة أو اللون ، إنها نعمة الله على الإنسان التي يرفضها البعض بحكم الشيطان الذي فتح له ضميره ليلعب به كيفما يشاء ، أين هذه الإنسانية من إنسانية هؤلاء الذين كفروا بهذه النعمة وشمتوا في مصيبة الطائرة الروسية التي سقطت وذهب ضحيتها كل من على متنها الذين بلغ عددهم 224 ضحية ليس لسبب سوى أنهم يدينون بالمسيحية ، بل بلغ سواد نفوسهم الشماتة في موت ال 25 طفلاً لأنهم كانوا سيكبرون وهم يدينون بالأرثوذكسية على حد قولهم ،الشماتة في الموت لا توجد حتى بين الحيوانات!! ، إناس يتظاهرون بأنهم ولاة العقيدة وداخلهم عقيدة يعف عنها الشيطان ، إناس كان يمكن أن يدخلوا تحت قائمة البشر لو كانوا حفظوا وفهموا فقط ” بسم الله الرحمن الرحيم ” وهذه كافية لكي يعلموا في أي طريق نجس يسيرون وإلى أي منتهى سيذهبون ، لو سادت الإنسانية التي وضعها الله داخل الإنسان ولم ينكرها البعض لعاش العالم الفردوس على الأرض !!!!! .
edwardgirges@yahoo.com