منوعات ….
بقلم : إدوارد فيلبس جرجس – نيويورك ….
ما هو تعريف الضمير ؟ ، كيف نعرف الأخلاق ؟ ، هل توجد رابطة بين الضمير والأخلاق أم أحدهما يعمل في اتجاه والآخر يعمل في اتجاه آخر . الضمير هو ذلك الشيء الغير مرئي الذي يعمل داخل الإنسان وينكز قلبه إذا حاول الابتعاد عن الطريق المستقيم في دينه أو دنياه وبالرغم من أنه لا شكل له كعضو إلا أنه يمكن الحكم عليه بالموت أو الحياة ، أما الأخلاق فهي السلوكيات التي تؤهل للحكم على أي فرد إذا كان من أصحابها أم تركها خلفه . من وجهة نظري الشخصية أنهما في معظم الأحوال منفصلان ، إلا في حالة واحدة إن لم يعلنا الاتحاد والاتحاد بشدة فباطلة هي النتائج ، حالة كل من اتخذ على عاتقه أن يعمل في المجال الإنساني وخاصة المهن الطبية بدءاً من التومرجي مروراً بهيئة التمريض ووصولاً إلى الأطباء . الكثير من المشاهد الآن يؤكد أن البعض ممن يمارسون هذه المهنة قد باعوا ضمائرهم وأخلاقياتهم . في جريدة اليوم السابع قرأت عن أشياء مدعومة بالصور تقول أنني لن أكون قد ابتعدت عن الحقيقة إذا قلت أن كلمة الصحة ” معناها في القاموس ” المرض ” أو ” الموت ” أو قل ما تشاء عن أنواع ” التلوث . في محافظة الدقهلية مركز بلقاس وبالتحديد داخل مستشفى” شمس ” نتيجة التفتيش كشفت عن مخالفات جسيمة مثل الألات والأدوات الجراحية التي اكتست بالصدأ والأدوية المنتهية الصلاحية ومعامل تحاليل بدون ترخيص وعدم تواجد أطباء أستقبال أو تمريض أما النظافة فحدث ولا حرج ، كل هذه المخالفات نظرتُ إليها على أنها أشياء عادية وغير غريبة على كثير من المستشفيات التي افتقدت الضمير والأخلاق ، لكن ما شدني هو ما ذُكر بأن هيئة التفتيش تتبعت رائحة كريهة داخل المستشفي إلى أن وصلت إلى أسماك من المسماة بالقراميط ومفردها ” قرموط ” معدة للتنظيف داخل حوض لغسيل الأدوات الجراحية ، كذبت أنا هذا الافتراء وقلت أن الموضوع لن يزيد عن قرموط شقي عاشر قرموطة ووعدها بالزواج لكنه تخلى عنها بعد أن حبلت منه فذهبت إلى المستشفى للتخلص من الجنين لكنه ندم وركض خلفها ليعلنها حبه وبأنه سيتزوجها وسينسب المولود إليه ويسميه قرموط بن قراميطو ولم يجدا سوى حوض غسيل الألات الجراحية ليعلنا بداخله زواجهما !!!!!! . أما مستشفى حميات محافظة ” بني سويف ” فلقد تحول فناء المستشفي إلى موقف للتوك توك والدراجات البخارية ، أما بالنسبة للنظافة فلا داعي للتطرق إليها ثانية سوى بالقول من السيء للأسوأ ، لكن الموضوع الأهم أن القراميط تحولت هنا إلى أعداد هائلة من القطط والمعروف أن القطط ناقلة للأمراض ولم تحرك الهيئة الطبية ساكناً ، ويقال والعهدة على الراوي أنه يتم تأجير الأسِرة للقطط لأغراض سيئة والعائد يوزع كمكافآت. أما قمة مأساة انعدام الضمير وموت الأخلاق فلقد تمت في إحدى مستشفيات القاهرة ،” نجوى ” ذهبت للمستشفى لتضع مولودها لكن الطبيب ” أ. ح ” والمفروض أنه من الأطباء الكبار أخطأ بفداحة مما أدى لإصابتها بنزيف ولم تسعفها أكياس الدم ” 12 كيس ” دفع الأهل ثمنها مضاعفاً وتقاضى الطبيب أجره بالكامل وحاسبتهم المستشفى لآخر مليم ثم ودعت نجوى الحياة تاركة مولودها لليتم . عذراً أيها الضمير ، معذرة أيتها الأخلاق .
edwardgirges@yahoo.com