آراء حرة ….
بقلم : إدوارد فيلبس جرجس – نيويورك ….
أيام بل ساعات وينقلب عام 2016 كما انقلب الذي قبله ويأتي عام 2017 كما أتى الذي قبله ، دائرة الزمن التي لا تتوقف ولا يستطيع أي بشر على إيقافها إلا إذا تصدر لقرص الشمس وأمسك به أو ربط الكرة الأرضية بأحبال وعلقها في عنقه ، تحلو السخرية أمام المستحيل ، السخرية منصبة على بني البشر أو أبناء آدم الذين لو طالوا لفعلوها لكن هيهات ، قد يُسمح لهم بالاقتراب من القمر أو حتى الهبوط عليه ، لكن يوجد الخط الأحمر الذي لا يمكنهم مجرد الاقتراب منه حتى في الأحلام ، الزمن الذي يديره الخالق من أعلى ، والعمر المحدد بالساعة والثانية ، لكن عجرفة البشر جعلتهم ينظرون إلى عقولهم وعضلاتهم ولو أن العضلات أصبحت تعمل فيهم أكثر من العقول بكل عظمة وفخر وتباهي من الكبير إلى الصغير في هذا العالم المترامي الأطراف الذي يسير على الأرض وهو ينفش ريشه كالطاووس ويغني لنفسه ” يا أرض اتهدي ما عليكي قدي ” وقد حجب الغرور عن عينيه أن عقارب الساعة لا تتوقف وقد يأتي اليوم الذي يبول فيه على نفسه ويعامل معاملة الأطفال وأين عظمتك وغرورك يا إنسان ؟!. آسف ، هل من المعقول أن تكون هذه كلمات يكتبها قلم عاقل ونحن على مشارف العام الجديد ؟! ، ولماذا لا ؟! ، قلم لم تبهره أضواء الاحتفال المتلألأة بالعام الجديد ، وكأنها الهروب من ظلام القلوب ، قلم يغوص في الواقع وهو على اعتاب العام الجديد ، تنازعه فكرة هل العام المنقلب تغير فيه شيء عن العام الذي قبله ، أم هو صورة طبق الأصل منه ومن كل الأعوام السابقة ، وسؤال أسأله والشكوك تدور حوله ، هل سيتغير عام 2017 عن عام 2016 ، هذا في علم الغيب ، الحقيقة الواحدة التي يمكنني أن أؤكدها ، أن أوباما سيخرج من البيت الأبيض بعد ثمانية سنوات عجاف وأنه سيترك لقب الرئيس لتدفعه زوجته كل صباح إلى المطبخ ليغسل الأواني ، وأن ترامب سيدخل البيت الأبيض وقد يزيح الخزي الذي لحق باسم أمريكا وقد يضيف خزياً جديداً ، وهذا علمه عند الله ، كلمات أُنفث بها عن داخلي الذي يشفق على شجرة الميلاد للسيد المسيح ( سيدنا عيسي ) ويردد هل يصح أن نحتفل بعيد ميلادك وأيدينا ملوثة بالدماء ؟! ، لكن الأمل أبداً لن يفارقني ، أنظر إلى السماء وأنا أضع فوقها نجمة المشرق وأبتهل أن يأتي عام 2017 بالخير على الجميع ، يأتي بالبركة ، أن يبيض ثوبه ويحافظ عليه ولا تلوثه أي بقعة من الدماء ، أن يتصالح البشر مع أنفسهم ويلقون بكل تبعات خطاياهم على مكر الشيطان ويطلبون المغفرة من الله ، لا أريد أن يتوجع قلبي أكثر مما توجع وهو يرى دماء الأبرياء تروي الأرض فتنبت لنا الشر ، لا أريد أن أسمع عن بشر يفقد حياته وهو يطلب كسرة من الخبز لتبعد عن عنقه يد عزرائيل ، أريد أن أرى كل رايات العالم في راية سلام واحدة ، أن أرى عالماً خالياً من الإرهاب ، أعدكم بأنه لو حدث هذا وكان لي العمر لاحتفل معكم بالعام الجديد 2018 بأنني سأقف فوق تمثال الحرية وأغني ” سنه حلوه ياجميل ” وبجانبي ” شعبله ” إيــــــــــه .
edwardgirges@yahoo.com