اراء حرة …
بقلم : وليد رباح – نيوجرسي …
الخبر : طالبت منسق عام ائتلاف شباب بيحب مصر الاعلامية شادية الحصرى من الرئيس عبد الفتاح السيسي الاهتمام بالشباب بتعين وزير للسعادة واخر للزواج ويتم اختيار هؤلاء الوزراء من الشباب فقط.
التعليق : اولا – انا لا اتدخل في شئون مصر الداخلية.. سواء انشأ الرئيس عبد الفتاح السيسي وزارة للربح واخرى للخسارة وثالثة لترتيب القبلة في شوارع المحروسة .. ورابعة لاجازة التحرش بالنساء واخرى وزير للاعتقالات والاعدامات والوصول الى وزير لغرفة النوم .. فهذا لا يهمني كثيرا .. ما يهمني هو .. هل مصر بسياسييها وقضها وقضيضها تسير نحو الاحسن ام انها وصلت الى الحضيض وبدا جزء كبير من شعبها قد وصل الى مرحلة (التخريف) والعجز عن التفكير في وقت احوج ما تكون فيه مصر الى العقلاء لا الى المجانين …
وثانيا : الاحزاب العربية كلها بدءا من السلفيين والاخوان وانتهاء بحزب شباب بيحب مصر .. حسب رأيي لا يعملون لمصلحة مصر .. فالوطن وقت المحنة بحاجة الى التآلف ورص الصفوف والتفكير العميق في اساليب نهضة البلد الذي اعتبره ميزانا حساسا كما هو ميزان الذهب ان اختل توازنه فانما يختل الوطن العربي بكاملة .. ولست عميلا لمخابرات مصر ولا لمن يعارضها من اهلها .. فلا يهمني ما يكتبه الاخوان على وسائل التواصل الاجتماعي .. ووضع صور لقتلى بالجملة في اطراف هذا العالم على انها من سجون مصر ومن صنع الرئيس .. وكأنما رئيس مصر قد اصبحت مهمته ان يزوج وان (يفرفش) الشعب المصري بتعيين وزير للسعادة .. وكان اولى بالمقترح ان يطالب الرئيس بتعيين وزير للخبز وآخر للحوم وثالث للجيش ورابع للتحقيق فيما يدعيه الاخوان عن مذبحة رابعة العدوية .. ولا انسى وزير خامس مهمته التحقق من عدالة مصربشخص قضاتها والافراج عن المعتقلين الابرياء المتهمين باحداث تمس امن مصر ووزير آخر لالغاء عقوبة الاعدام التي اصبحت مثل شرب الماء في الصيف القائظ ..
أما الذين يهربون من مصر الى الخارج وطالبي اللجوء السياسي في رأيي فهم جبناء ..لان الحكمة ان تعارض وانت في داخل البلد الذي لا يعجبك الحكم فيه .. سواء اعتقلت ام عذبت ام تشردت وليتعظوا بما للشعب الفلسطيني من معتقلين لم يغادروا وطنهم رغم وجود اكثر من عشرة الاف معتقل في السجون الاسرائيلية ولكن الشعب لم يغادر وطنه بالجملة الى الخارج .. والعشرة الاف نسبة الى تعداد سكان مصر لا يبلغون واحد بالمئه من مجموع الشعب المصري .. فكيف بشعب هو اكبر الشعوب العربية عددا وعدة .
وثالثا : في بلد مثل مصر .. ورث الرئيس فيه جملة من الكوارث بفعل ما صنعه حكامها السابقون لا تحل القضايا بمثل ما تقترحه الاحزاب التافهة التي لا هم لها سوى القبض والصرف على حساب الشعب .. واكثرها ما هو مرتبط بالدول الغربية التي تنشىء منظمات يقال انها انسانية ومع ذلك يلهفون ملايين الدولارات ويهربونها الى الخارج ويهربون من مصر لصرفها وتكييف انفسهم وعائلاتهم ثم يقولون لك انهم هاربون من الظلم .. من يهرب من الظلم فهو جبان .. وعليه ان يظل في بلده حتى وان كانت خرائب وانما يناضل في داخلها لتغيير الوضع .
ورابعا : ان الكذب الذي يمارسه الهاربون من ان مصر وصلت الى الحضيض وان كافة المشاريع التي يعلن عنها مسؤولو مصر هي كذب وادعاء .. فيسمون قناة السويس تفريعة اومشاريع الاسكان التي سلمت للمستفيدين منها ( هكص ) وتسليح الجيش ( خراريف على وزن خواريف) فهل على الرئيس كما قال طيب الذكر الرئيس الاسبق حسني مبارك .. ( منين .. هل انكش الارض فتخرج البطيخ .. ) فحسني مبارك لم يكن مزارعا ليقول ذلك .. وكان اولى به ان يقول ( هل نزرع الارض لاطعام الجياع وحل الازمة ) ..
وخامسا : رغم احترامي للاخوان ولست معارضا ( لديانتهم ) التي اعتبرها ( ديانة سياسية) للوصول الى الحكم بالمعنى الذي افهمه .. رغم ما يقومون به من تشويه لصورة حكام مصر ومحاولاتهم في الخارج لاظهار مصر وكأنها غدت مستودعا ضخما للسجون والاعتقالات وليس غير ذلك .. فاني اطالبهم فقط .. ان لغة التشويه التي يتمسكون بها ليست حلالازمة مصر .. وانما هي تكريس للازمة .. وحلمهم باعادة هذا وذاك الى الحكم هي محاولات لا تتفق مع الواقع .. وانما هي احلام اليقظة يمارسونها فقط في احلام ما بعد منتصف الليل .. فمن ذهب لا يعود رغم احترامي للرئيس السابق محمد مرسي الذي اعتقل مظلوما كما اعتقد .. وعلى رئيس مصر ان كان يريد مصلحة مصر ان يفرج عنه وان يفاوضه ( وذلك ليس عيبا ) وانما هي القوة التي يجب ان يتمتع بها الرئيس لحل الازمة السياسية التي تضرب البلد بالكثير من الاختلال ..
وسادسا : لم يعط الرئيس عبد الفتاح السيسي الفرصة لكي يصلح .. فقد كان حكمه لمصر سنة او اكثر من ذلك قليلا .. فهل سكت الشعب المصري او الاخوان فيه عن حكم مبارك الذي دام ثلاثين عاما متواصلة من الظلم والجبر والقوة والاعتقال من قبل مباحث امن الدولة وتمسكوا باخطاء الرئيس الحالي ان كان هنالك اخطاء .. اين كان الاخوان المسلمون ذلك الوقت .. فالسكوت ثلاثين عاما لا يجيز لك ان تحارب رئيسا سواء بالسلاح او بالكلمة الا اذا علمت ما اجراه من اصلاحات او ما قام به من تخريب للوطن .. اعطه الفرصة اولا ومن ثم حاسبه ..وقد يقولون لك ان مرسي ايضا لم يأخذ حظه من الوقت للاصلاح .. واني اقول لهم ( ان الجواب يقرأ من عنوانه ) وليس التحدث امام المايكروفونات هو الحقيقة ..
وسابعا : مصر تعاني نعم .. ومصرتناضل من اجل البقاء نعم .. ومصر فيها تسعين مليونا من البشر لا تحل ازمتهم بالصراخ خارج مصر او حتى في داخلها .. ولا انكر ان الاخوان جزء مهم من نسيج مصر .. ولكن الذي يقومون به من الخطأ الواضح الفاضح .. فالصراخ لا يجدي .. ولقد جربنا الصراخ خمسة وستين عاما من اجل فلسطين والدعاء على اليهود .. لكنهم كانوا يزدادون قوة .. فهل يأتي الصراخ الا مثل ( الضراط على البلاط) مع الاعتذار لبجاحة الجملة .. وتصبحون على المحبة .