تخليص – قلم : عبد الرحيم الماسخ

آراء حرة ….
عبد الرحيم الماسخ – مصر ..
ترتيب الحياة معروف للجميع، فلكل مرحلة من مراحل العمر خصوصيتها، و لكل خصوصية احتياجاتها ، بدون معرفة ذلك قد تختلط الامور و تصير عشوائية قابلة للنجاح و الرسوب ، الحياة ليست صدفة ، و تجويدها ضرورة ملزمة ، و عماد ذلك اعادة البناء الحاضن لكل درجات الانطلاق، كلما تصدعت بعض اركانه ، فلا يصح ان نهتم بالانجاب دون الاهتمام بمستقبل الاجيال، الثقافة الادبية مثلا عمادها المواهب الابداعية ، فاذا كان الاهتمام بالمواهب علي قدم و ساق، كانت النتيجة تواجد حركة ادبية هامة و مؤثرة علي الساحة ، اما اذا كان الاهتمام مقصورا علي الفرقعة الاعلامية و التجهيزات المادية دون الاهتمام بالموهبة فلن نجني الا مزيدا من الركود الثقافي ، المهم ان يكون هناك تخطيط مستقبلي، و علي قدر شموله تكون النتيجة مرضية ، لا يوجد في العالم بلد فقير بطبعه او غني بطبعه علي الدوام ، انما هي موارد بشرية و مادية طيعة لمن يستطيع توظيفها في المكان و الوقت المناسبين، رغم ان الاقتصاد الحر يختلف اجرائيا عن الاقتصاد المخطط ، لكن تصريف الامكانيات المتاحة قد يكون مناسبا او غير مناسب لبلوغ الهدف، لا يعقل ان موهبة ما تحاول الخروج الي النور و البقاء بصلابة دون مساعدة حقيقية من الوسط المحيط ، حتي و ان بلغت الموهبة مكانتها اللائقة و لم تجد الاهتمام الكافي اصابها الضمور، و عادت من حيث اتت ، المواهب لا تبدا من فراغ ، فاذا نجحت اصبحت مردودا ايجابيا و دليلا واضحا علي تقدم و رقي مجتمعاتها ، و طبعا البدايات تكون متقاربة الخطوات. كالسباق الرياضي ، ثم يعظم الجهد و يثقل الحمل، و تتباين المحاولات ، و في النهاية لا يبقي الا الاصلح للبقاء ، رغم ان من المبدعين من تخونه ظروف مادية لا دخل له بها ، و منهم من يتخطفه الموت قبل تمام الوصول ووو، المهم استمرار الحياة يحتاج الي استمرار الجهود الفكرية و الابداعية ، و لا يستطيع الاشخاص العاديون عبور تجاربها الصعبة بدون مفاتيح المغاليق الكثيرة المواجهة ، و لذلك لا يجب ان يستكثر العامة علي مبدعيهم بعض العناية و الاهتمام ، كما ان الاهتمام يجب الا يكون معنويا فقط كالترحيب و التصفيق او ماديا فقط كالعمل و السكن ، انما يجب ان يكون الاهتمام بالمواهب في شتي المجالات علي مستوي الشمول الكافي لحفظ كرامتها و دفعها للمزيد من العمل الجاد المخلص