الشعر (:::)
شعر : عبد الرحيم الماسخ – مصر (::::)
لماذا الحُزن ُ ؟
قال السامعون لشِعري َ الباكي
كأن ّ القدس َ قد عادت تُغنِّي خلف َ شُبّاكي
أحاول ُ – يعرف ُ النسيان ُ – دون يدَي َّ ألقاه ُ
و قد يبِس َ اللسان ُ فكيف يحمل ُ عنه ُ مسعاه ُ ؟
أحاول ُ ………….
و الخيال ُ يعود ُ بي لطفولتي وحدي
أدوس ُ الشوك َ بالقدَمين حافيتين في اللحد ِ
نداءُ الأرض ِ يدفعُني لِيُجهِدَني على جهدي
و أمّي تثقب ُ النسيان َ هامسة َ الهوى بعدي :
وراءك َ يصعد ُ التاريخ ُ
هذي الأرض ُ و الناس ُ
و أنت على طريق ِ المجد ِ دون الفكر ِ إحساس ُ
تغيّرت ِ الرؤى , فالناس ُ ينزلقون في البئر
وراء َ تلألؤ ِ القمر الأخير ِ على غصون الريح ِ
تختلف ُ الظنون ُ
يُفسِّر ُ النسيان ُ موعد َ من أقام كراحل ٍ أبدا
يفسِّر ُ أن ّ ما سيكون ُ كانَ
و ما سيجيء ُ جاء َ
و أن ّ ما سيعود ُ عاد َ
يفسِر ُ التغريد َ و الإنشاد َ
ثورة َ ثائر ٍ عبرت ْ
و عَبرة َ عابر ٍ ذابت ْ فما صبرت ْ
يفسِّر ُ من سيخسر ُ طائعُ اللذّات ِ
قابض ُ جمرة ِ التكذيب ِ و الإثبات ِ
صابر ُ غمرة ِ الحرث ِ الذي بالدمع يرسم ُ بؤرة َ الإنبات ِ
قلت ُ الشعر َ
قالوا الحزن َ
كي تتفرّع َ الأمواج ُ بحرا
تستعيد َ بيوتُنا الطينيّة ُ المُدنا
و أوقفت ُ الطيور َ لِتسمع َ
الطمي َ الذي وضع َ الرِّداء َ لسقطتي الأبدع َ
صاح َ و صفّق َ الصمت ُ , استعاد َ لنبته ِ عِرقاً فعرقا
ضمّت ِ الأيام ُ بعضاً غربة و لِقا
كأنك َ آدم ٌ
و كأنني
فكلامُك َ المسحوب ُ من بئر النهاية ِ شع َّ أطربي
و أظلم َ سال , للصحراء ِ سرّبني
و غرّد َ برّد َ الآلام َ تحت َ ضفائر ِ البدَن ِ
كأنك آدم ٌ و كأنني
تتقدّم ُ السعي َ الذي اكتملت ْ معالمُه ُ بأغنية ٍ لعُشّاق ِ
و أمنية ٍ لمُنطلِقين من ظمأ ٍ إلى ساقي
و أمن ٍ , كل ُّ حرب ٍ تحت رايته ِ إلى آخر ِ إشراق ِ
كأنك آدم ٌ و كأنني
الأحلام ُ تُطلقني لأين لأين ؟؟
و الآلام ُ تمسِكني
إلى الجنة ِ شوقي طال َ
ضاع َ العمر ُ ترحالا
وراء َ مساقط ِ السَكن ِ
بنُوك َ أم الحنان ُ ؟
أبوك أم صبر ٌ و إيمان ُ ؟
و أمُّك أم طوايا الأرض ِ ما مالوا و لا خانوا
و أنت الصفحة ُ الأولى إلى الكتب ِ السماويّه ْ
وجوه ُ الكون ِ لفتتُك التي من موته ِ حيّه ْ
بقايا ما أصاب َ الله ُ حين سقى الهُدى سعيه ْ
تحب ُّ و تكره ُ الأيام َ , تنساها و تذكرُها
فعِش ْ أبدا ً و مُت ْ أبدا
و مُد َّ لتستعيد َ – يدَي – غروبِك َ في الضياء ِ
و سِرْ وراء َ الكون ِ , فوق َ الماء ِ في خيطِك َ مُنتبها
و سِر ْ , فسِّر ْ فأنت ضمير ُ من ذهبوا و من جاؤوا
و قصِّر ْ كل َّ درب ٍ للحقيقة ِ
كي يمس َّ دواءك الداء ُ
لِتحضن َ خيمة ُ الأنداء ِ ورد َ الفجر
كي يتبسّم َ الأطفال ُ دون تدحرُج ِ الحجر ِ
لِتسرح َ في الكلام ِ الأغنيات ُ
لِتستقر َّ الذات ُ
و الإنصات ُ يجرفها إلى البحر .