القصة …..
قصة : بكر السباتين …
اشترى متعوس الحظ حذاءً بالياً من سوق الملابس القديمة.. دهنه جيداً.. ودق بعض المسامير التي كانت نافرة تحت ضبانه المتآكل.. وانتعله نافشاً ريشه كأنه امتلك الدنيا.. فالحذاء بالنسبة لفقير مثله يعني امتلاك سيارة فارهة.. ثم مضى يطوف به الأزقة التي لم تعد تتسع لفرحته الغامرة.. وعيون الدهشة تطل عليه من النوافذ المفتوحة، وأقرانه في الجوار يباركون له هذه الغنيمة الجميلة.. لكن المتعوس فكر على طريقة الجرة والعسل.. سيبيع هذا الحذاء في السوق بسقف السيل.. ونجح ليعود حافياً إلى البيت والأرباح في جيبه المثقوب بعد أن عقد بطانته بخيط متين وجده على الأرض:” لا بأس فالتجارة مغامرة” ثم ينتعل حذاءَ أخيه المثقوب المدسوس تحت خزانة الملابس المتهالكة. يخرج المتعوس هذه المرة وأحلامه تداعبه متسائلاً في سره عن أفضل السبل التي سيستثمر بها ما جناه من نقود. لكن جرة العسل هذه المرة انكسرت لتضيع أحلامه! إذ أن ثمة مفاجأة كانت تنتظره.. فعلى قارعة الطريق كانت الشرطة له بالمرصاد.. فتم اعتقاله والأسئلة تزدحم في رأسه..وأمام المحقق أدرك كيف أن التعاسة ولدت معه كما كانت تقول أمه العمياء”أنت قليل الحظ كوالدك المرحوم الذي تركنا جوعى في مهب الريح”. إذ وجد المتعوس كل أطراف صفقة الحذاء قيد التحقيق.. حتى إذا ما أشار أحدهم إليه بالبنان” هذا هو اللص”؛ تحول وجهه في لحظات إلى حبة بندورة من جراء الصفع والركل.. وبَلِمَ عاجزاً عن رد التهمة.. ثم زُجَّ في السجن”. فصار المتعوس يحلم وهو قابع فيه بأن يمشي حافي القدمين عائداً إلى بيته الذي غاص بالباحثين عنه”هل من أخبار عنه!” ولم تنته الحكاية