اراء حرة ..
بقلم : وليد رباح – نيوجرسي …
قليلون هم الذين يعرفون الأسماء التي وردت في صدر هذه الكلمة .. لكني اطمئنهم اننا في هذا الزمان عدنا الى عبادة الاصنام .. (وسأوضح ذلك فيما بعد) .. فالللات والعزى ومناة .. أسماء لاصنام كان العرب يعبدونها قبل الإسلام .. يقدمون لها الضحايا .. يجوع ابناؤهم لكي يشبع الصنم .. وان قال (رب) المعبد للعربي طلق امرأتك فسيذهب من فوره كي يطلقها .. وان قال له ضح بجملك فانه يقدمه قربانا .. وان امره بان يوئد طفلته ذهب من فوره الى اقرب كومة للرمال لكي يحفرها ويهيل اكواما منها على جسدها الصغير .. وخلف الصنم هناك من يعد النقود الذهبية او الفضية التي تلقى تحت اقدام الاصنام بفرح وابتسامة وسرية.. وعندما يخرج (العابدون) تجتمع شلة اللصوص التي تختفي خلف ستار لكي يجمعوا ما القاء المغفلون ويتقاسمون المبالغ وفي سرهم يستهزئون ويصمون المتبرعين بالغفلة ..
وكان سدنة المعابد اكثر الناس غناء وثروة .. لكنهم يخفونها تحت البستهم الفضفاضة وقلنسواتهم المزركشة التي تخيف الناس وترعبهم .. تماما مثلما يفعل رجال الدين من كل الأديان في هذا الزمان والزمان الذي مضى .. اذ لم يرد نص في كل الشرائع عن لباس الشيخ او الحبر او القسيس .. وانما هي اختراعات دنيوية كي يتميزوا عن الناس سواء كان عابدين او مغفلين .
ولست هنا اقلل من شأن الأديان جميعا .. فرجل الدين يوم الحساب لا يمثل الا نفسه .. انسان فيه كل مثالب الإنسانية ومحاسنها .. فمنهم من يخدم أبناء دينه بالحسنى .. ومنهم من يخرج النقود من جيوبهم لثروة يكتنزها .. ولا يختلف في ذلك الشيخ او الحبر او القسيس .. فكلهم سواسية .
ولقد كتبت هذه الكلمة استعباطا بعد أن رأيت رجال الدين من كل الأديان يجمعون الثروة ربما لقولهم ان تلك النقود لاعمار مسجد او ترميم كنيسة او انشاء معبد .. ويقتطع من الثروة التي يجمعونها شيئا سواء كان كثيرا او قليلا لجيوبهم .. والله اعلم بهم .
وبما انني لا اعرف القسس والرهبان والاحبار لاني لست من دينهم .. بل كانت قراآتي لهذه الأديان سريعة موجزة .. وهكذا خلقني الله تابعا لدين كان آبائي عليه .. فاني اعرف الشيخ الذي أقول له .. يوم الحساب يا سيدي ويا معلمي اذا ما اصغيت اليك وسرت على نهجك فلماذا انا فقير وانت غني .. اركض خلف اللقمة وتركض امامي ولا الحقها بينما تعيش انت في بحبوحة ولك من الأنصار والمؤيدين والمريدين ما نعجز عن كتابته .. وان قام بنقدك من يراك حقيقة فان الاف الالسنة تمتد اليه لكي لا يقترب منك ..مع ان الله سبحانه امرنا بان نكتب او نقول ما في نفوسنا دون حرج ان كان ذلك في صالح المجموع .. واقصد بالمجموع هنا من يصلي ويعبد الله سواء كان حقيقة او مراأة او غير ذلك .. فالنية هي الفيصل بين الحق والباطل .. ولست اعرف من هذا ومن ذاك .. ولذا فاني اتركهم لله الذي امرهم ان يقسطوا والكثير منهم لا يقسطون .. فمن نقدهم او كشف ما يقومون به تقوم الدنيا على رؤوسهم ولا تقعد .. ولذا .. فاني أطالب أولئك بان يقوموا بانشاء لجنة في كل مسجد مكونة من أناس ثقة مفصولة كليا عن المسجد.. حتى اذا ثبت ان النقود التي تأتي يساء استخدامها او هي تصرف لمصلحة الناس والمصلين ومن يحتاج اليها . فان لجنة المسجد والامام تثبت انها وانه على سراط في صرف النقود .. والا .. فالعكس صحيحا
نحن لا نتهم أحدا بعينه .. ولكن الشيخ انسان مثلنا يجب محاسبته .. واللجنة التي تدير المسجد إداريا يجب ان تحاسب .. ولم اجد مسجدا حتى اليوم يقوم بنشر موازنته على المكشوف لكي يعرف المتبرعون اين ذهبت نقودهم .. والا فنحن نعاجا تساق الى المذبح .
اعرف ان هذه الكلمة سوف تثير البعض على من كتب .. ومنهم من يقول باللهجة العامية ( روح بلط البحر) وان النقود اوبعضا منها تصرف وتذهب لانشاء مسجد جديد مع اننا لا نحتاج الى المساجد بقدر ما نحتاج فيه الى المدارس .. فالملايين التي تنفق يجب ان تنفق على المدارس سواء كانت دينية او تكنولوجيه .. كما نعرف أيضا ان المدارس الدينية ممنوعة في هذا البلد العلماني .. لكننا ندرس الأطفال دينهم ( من تحت الطاوله ) ولا نعرفهم ان هناك تكنولوجيا حديثة قد ترفع من شأن الانسان المسلم .. فهل يستطيع الدين ( رغم ايماني به ) ان يدلنا كيف تخترع الطائرة والصاروخ وريادة الفضاء .. اننا في عالم متقدم يجب العيش فيه وبناءه مثلما يبنيه الاخرون .. كما يجب ان نعرف كل دولار يصرف سواء على المسجد والمدارس ومنفعتها من خلال اللجنة التي وصفتها سابقا .. والا فنحن نعاج وخرفان نساق الى المذبح دون حتى ان نمأمىء .. واني لاعتقد ان الله سبحانه يحاسب كل من قام باستغفال الناس وسحب النقود من جيوبهم لصرفها فيما ينفع وفيما لا ينفع .. وكما قلت فيما سبق .. نحن على يقين ان هناك شيوخا يسيرون على طريق الله فلا تغرهم الدنيا .. وفيهم أيضا من يعرف الله بالاسم وغرته الدنيا واصبح تابعا لها .. فهل من مجيب . مع يقيني ان البعض سيغضب .. وبعض آخر يشد على يدي .. فلقد سمعت الكثير .. لكني لا اعول على الاتهامات بقدر ما اعول على ان تكون الاشياء مكتوبة وموقعة و موثقه .. وتصبحون على المحبة .