العقل الشيطاني وانفجارات فرنسا..

اراء حرة (:)
بقلم : بكر السباتين (:)
من قال بأن المفاوضات مع المختطفين لم تكن مفيد في سياق المحنة التي تعرضت لها فرنسا مساء الجمعة الموافق الثالث عشر من نوفمبر العام الجاري، حينما  هزت العاصمة باريس سبع  هجمات هي الأعنف في تاريخ البلاد حيث خلفت عشرات القتلى والجرحى، بالإضافة إلى عمليات احتجاز لعشرات الرهائن دفعت الرئيس الفرنسي لإعلان حالة الطوارئ.
على أقل تقدير كان من الممكن التقليل من عدد الضحايا من خلال رسم خطط أكثر ضمانة من أجل سلامة أرواح الأبرياء.. وإلا فماذا يعني عملية الاقتحام ما دامت أدت إلى إبادة جميع الرهائن!؟ وكان بالإمكان من خلال التفاوض معرفه هوية المجرمين ومن ثم التعامل سياسياً مع الموفق للجم الأفواه التي أخذت توزع التهم جزافاً على خصوم كل طرف في إطار تصفية الحسابات.
الموقف مساء الجمعة كان جللاً، والعملية بأجزائها كانت منسقة وتدل على أن العقل المدبر لها كان يمسك بجميع خيوطها.. بدءاً من إطلاق النار قرب أحد المطاعم في فرنسا وصولاً إلى الانفجاران التي حدثت في محيط استاد فرنسا الدولي أثناء مباراة لكرة القدم بين المنتخبين الألماني والفرنسي كان يحضرها الرئيس فرانسوا هولاند.
والتي نجم عنها سقوط 142 قتيلاً ما أدى إلى انتشار حالة من الفوضى والرعب في عموم فرنسا وجيرانها وخاصة بلجيكا..
لو تشكلت لجنة طارئة (سياسية وأمنية) للتفاوض مع المجرمين لخفت حدة الكارثة إلى أدنى مستوياتها..
في المحصلة يفهم من سياق الحدث بأن الهدف من العملية هو الإرهاب وبث الرعب في قلوب المواطنين الفرنسيين.. ولا شك أن انعكاسات ذلك ستتجليى ما بعد هذا التاريخ في إعادة الحدود بين منظومة دول الاتحاد الأوروبي إلى سابق عهدها، إضافة إلى أن اليمين الأوروبي سينجح في تصدر المشهد السياسي لقمع المهاجرين في مخيماتهم ناهيك عن الضغط على مسلمي أوروبا لتقديم تنازلاتهم للتماهي مع المجتمعات الأوروبية من أجل العيش بسلام.. فمن هو يا ترى ذلك العقل الشيطاني المدبر الذي فكر بذلك!؟