منوعات ….
بقلم : بكر السباتين – الأردن ….
اعتقل في الأردن الدكتور أسامه عكنان، صاحب مبادرة التجديد العربية، مساء الخميس الموافق 12 مايو 2016 من قبل الأجهزة الأمنية الأردنية التي اقتحمت بيته في الرصيفة ليحول إلى مدعي العام. ولم تفصح الجهات المعنية عن الأسباب حتى هذه اللحظة. ليطرح السؤال نفسه:
فماذا يعني اعتقال المفكر الحر، د. أسامه عكنان من قبل الأجهزة الأمنية الأردنية؛ غير أن معايير الحرية أمست حكراً على الحكومات العمياء، التي لا تعي معنى أن يقطع دابر الفكر النير، القادر على تشخيص الأزمات واجتراح الحلول التي تأخذ معطياتها المكانية ومحدداتها القانونية من جوهرها المكاني والاجتماعي في وطن لا يزاود عليه!!
فالدكتور عكنان صاحب مشروع نهضوي نير. ولديه رؤيته الخاصة المشبعة بالخيارات المنطقية الخلافية القائمة على مبدأ الاجتهاد والعصف الفكري؛ ما يسترعي التعامل معه من قبل الحكومة في ذات السياق والمستوى من التفكير الحر الممنهج على الحوار وقبول الآخر.
أنا هنا لا أتحدث عن نبي معصوم من الخطأ؛ ولكنني أيضاً لا أجازف باتهامه على أنه داعشي أو إرهابي مضلل أو مفكر يسعى لتقويض مرتكزات الدولة دون دليل. وعلى أقل تقدير فهو يسمو بفكره عن كل الموبيقات التي يرتع بنعيمها الزائل كل المطبعين والفاسدين الذين يتاجرون بالوطنية ويستغلون مناصبهم للمآرب الشخصية في عموم عالمنا العربي، وهم مكشوفون للقاضي والداني، وليس منهم المفكر أسامه عكنان، الذي دأب على بناء مشروعه النهضوي منذ سنوات، من خلال مبادرة التجديد العربي..
ورغم اختلافي معه في كثير من القضايا إلا أن الدكتور أسامه عكنان مفكر دأب على مناقشة القضايا الحساسة باقتدار. واعتقاله من قبل الأجهزة الأمنية الأردنية بدون إبداء الأسباب الواضحة للرأي العام الأردني يعتبر انتهاكاً لحقوق الإنسان وخاصة الحق في التعبير.. والحكومات التي تلتهم العقول المخلصة للوطن قد تلتهمها الغربان أيضاً.. وسيتحول الوطن من خلال إدارتها الأمنية إلى سلعة رخيصة لتجار السياسة من الفاسدين؛ تلك الطغمة التي ستطعم بقاياه للديدان.. فيما يظل الفكر محلقاًً عالياً بهموم الوطن المغبون..فهل نرتضي نحن الذين نعشق تراب هذا الوطن، ونرفض المزايدات على ذلك، هذا المصير المشؤوم!!وكيف سنفهم بعد ذلك ما تسوقه الحكومة على أن الأردن واحة للحرية!
منتظرين أن يحدد الإدعاء العام التهم التي اعتقل عكنان على أساسها كي نتفهم السبب..مدكراً في ذات السياق بأن كل الشرفاء الذين يحبون الوطن يطالبون بإطلاق سراحه انسجاما مع مبادئ حقوق الإنسان.
لقد خيبت الحكومة ظن كل الأردنيين الشرفاء! إذ كانوا ينتظرون منها خبراً يثلج الصدور وينعش كرامتنا بإغلاق السفارة الإسرائيلية في عمان بدلاً من اعتقال رجل أحب وطنه وعبر بالكتابة عن خوفه عليه رغم جهلنا باسباب اعتقاله.. “عجبي”