سخرية كالبكاء (:::)
بقلم : وليد رباح – نيوجرسي (:::)
ترددت كثيرا قبل ان اكتب ما اكتبه عن الحجاب ..رغم انني احب المرأة المحجبه .. ليس لتدين بي اولرقة في قلبي او حتى لزوغان عيني او لفراغها .. ولكن لاني اعتبره من مكملات الجمال عند المرأة .. وأنا حر في تقييمي للجمال مثلما انت حر فيما تحشو به معدتك .. وقبل ان يشتمني البعض ويتهمني حسادي اني داعشي .. دعوني اوضح لكم ما الذي يدعوني لذلك .. اصبر قليلا وتحسس (ذيلك) يا صديقي .
فذيلك اعزك الله اذا ما انعم الله عليك به وبرز للعيان ورأه الناس يخترق ملبسك حتى يبلغ قامتك .. تركض الى المرآة وتلفه حول خصرك كي تخفيه لانه (يعرك) ويضيفك الى صنف الحيوان .. وليس لهذا الامر دخل في حبي للحجاب او كرهي له .. فليس في جسدي ما يجعلني اخجل من نفسي .. كما ليس في جسد المرأة ( أي امرأة) او مظهرها ( ما يعيب) لانها ببساطه امرأه.. وكل ما فيها جميل حتى وان كانت غوريللا .. غير ان المخفي اعظم .. هناك اسباب اخرى تدعوني لذلك .. قلت لك اصبر قليلا وتحسس (ذيلك) . فان اعجبك ما اقوله صفق .. وان لم يعجبك ارفع اصبعك الوسطى امام عيني .
لقد قيل في الزمن الجميل ان جمال المرأة في اخفاء ما يجب ستره .. وسأعطي لك مثلا سلبا وايجابا.. ان اجدادنا كانوا على حق في ذلك ..
انت هنا في امريكا .. معروضة لحوم الجميلات او ممن كن على حسن أو ما زلن او ولى جمالهن في هذا الصيف للعامة والخاصه .. وقد تبهرك النظرة الاولى .. ولكنك تعزف عن الثانية .. لماذا ؟؟ لان العادة قد اخذت من المرأة اعز ما تملكه وما كان يجب اخفاؤه .. وللتذكير ثانية .. ليس هذا تدينا .. فقد امرك الله ان تغض البصر .. ايا كان دينك .. ولم يأمر بقسر الناس على الستر . فهم احرار فيما يفعلون .. والدليل على ذلك ان اجدادنا في زمن ليس بعيدا كانوا لا يقيمون وزنا للحجاب .. فكنت ترى النساء سافرات في معظمهن .. تأسيا بالحضارة الغربية التي بدأت تنتشر في اوليات القرن العشرين .. ثم زالت نغمة ( الحضارة) بعد ظهور من قالوا انهم (صحوه) ولكننا لم نسمع بان احدهم اعتدى على احداهن لانها سافره .. وكانت اولهن وليست اخراهن السيده هدى شعراوي .. رائدة الحركة النسائية في مصر .. وكان الرجل ينحني للمرأة احتراما .. أما اليوم .. (ولا اكمل) .. اذن العلة تكمن فيك انت .. اما ان كانت تلك اللحوم المعروضة مخفاه .. فانك كرجل ( ليس متدينا) ان تخمن ما المغطى فتشتهيه .. اما ان كنت متدينا فانك تعزف عن النظر في وقت تظل تفكر فيما هو مخفي .. فانت انسان يا صديقي .. رضي البعض ام غضب .. ولا القي بالا للرجال الذين يخفون في انفسهم ما لا يريدون اذاعته على الملآ .. فاني اعرف ما يعتمل في نفوسهم .. ولكن الخشية في معظمها لا تأتي من الله .. وانما من الناس .. الا من رحم ربي .. واني لاعرف الكثير ممن يظهرون التدين الزائف يلعنونني .. على اعتبار ان هذه الكلمة دعوة للسفور .. ولقد قلت لك في المقدمة اصبر يا عزيزي وتحسس ذيلك . وفي الخلاصة حتى لا اطيل على القارىء .. فان العادة في نفس الانسان تجعله يعزف عما هو معروض الى اللامعروض .. لكي يبدا عقله بالتفكير سواء سلبا او ايجابا .. وقد اعتبر ما كتبت في الاسطر القليلة مما سبق جزءا من اولا ..
اما ثانيا .. فان الحجاب عوضا عن انه يخفي المحاسن التي يمكن ان تودي بمثلي الى حبل المشنقه .. فانه يخفى عند البعض منهن المساوىء ايضا .. واذا لم تتعظ عليك بقراءة التالي :
قبل اشهر وفي بلد كبير مثل مصر معظم النساء فيه من المحجبات .. اعلنت هيئة او هيئات من النساء عزوفهن عن الحجاب . واعلنت كل من المجتمعات انهن سيخلعن الحجاب في ساحة التحرير على ملأ .. واجتمعن لتحديد موعد لذلك .. وهللت الصحافة الصفراء وفضائيات الهشك فشك لهذا الامر .. غير انهن لم يجتمعن في ساحة التحرير او غيرها وسكتن سكوت الموتى .. ولم ندر ما الذي حدث .. هل السلطات هي التي منعت ذلك ام انهن رأين ان هذا مخالفة للمجموع .. لكن احد الذين يدسون انوفهم في هذه المعمعة ارسل لي ما اقوله فضحكت حتى ابتلت عيناي .. واعتقد انك لو قرأت هذه الكلمة فان ضحكاتك سوف تبلغ الشارع الثاني من مكان سكنك .. والخلاصة كانت كما يلي :
اجتمعت من كن يقدن الحملة بين صراخ وزعيق وصياح .. بعضهن صبايا واخريات في منتصف العمر وبعض منهن في ارذله .. واختلطت الكلمات بينهن بين الحابل والنابل .. وكانت في الجمع امرأة عجوز محجبة فقالت : مهلا سيداتي ٍ.. قد اجتمعتن للفظ الحجاب .. فانتن كلكن محجبات الا البعض على ما ارى .. نحن هنا كلنا سيدات .. ولا حرج ان تخلع كل حجابها لنرى ما هو مخفي.. نظرت كل منهن الى التي تجاورها وبحلقت في وجهها .. فكثر اللغظ .. غير ان العجوز اصرت على ان تخلع كل حجابها وقالت : لا حرج في ذلك فكلنا من السيدات .. وقامت رئيس الجمع بخلع حجابها امام الاخريات فاذا بشعرها مسبسب كأنه مكوي من ساعته .. وشجعتهن على خلع حجاباتهن او احجبتهن فكانت الكارثه .. ظهر الشعر ( الاكرت ) الذي لم يزره المشط منذ اسابيع وغدا مثل الاشواك.. وسرح في بعضهن القمل مثل اسراب العصافير عندما تطير رفا واحدا فكثر الهرش والحك .. حتى ان احداهن ( كتت ) شعرها فاذا بكميات من الغبار تتناثر على المتجاورات كأنها زوبعة .. ومالت احداهن على الاخرى وقالت لها : هذه فضيحه .. علينا بمغادرة المكان .. وصاحت احداهن باعلى صوتها .. يا ستار استر يا رب .. اذ عرفت ربها في هذه الساعه .. فقد كان شعرها عندما خلعت حجابها مثل شعر المعزة فرق هنا وكثة هناك فضحكن جميعا .. وعندئذ تحدثت المرأة العجوز التي احدثت هذه ( المظاهرة) النسائية .. ربنا ستر عليكن وانتن فضحتن انفسكن .. وهكذا انتهت ( تسريحة الشيطان ) الى غير عوده .. وتفرقن كما اجتمعن .. وانتهى ..
أما ثالثا: ليس للحجاب دخل في النظافه .. فبعضهن متحجبات ولكن رائحة المسك تنبع من حجابهن .. وبعضهن ايضا محجبات ولكن العفن يستقر ما بين الشعيرات فيكره الانسان الرائحه .. بعضهن مزهوات بالحجاب وبعضهن الاخر يرتدينه قسرا وهن كارهات خاصة في هذا الصيف القائظ .. بعضهن لا ترى شعورهن الماء الا في المناسبات .. وبعضهن الاخريات يلمع فيها الشعر مثل مفرقعات الاحتفال بالاعياد الوطنية .. ولكنني اقول لك اصبر وتحسس ذيلك يا صديقي .. واكمل حتى النهايه ..
اني اعتبر الحجاب للمرأة ستروجمال .. ولن اتنبه او انتبه لمن يقول ان شعر المرأة ليس عوره .. وانما هو جمال في الشكل ورقة في الحضور .. وسواء كانت المرأة على هذا الدين او ذاك .. فاني اقدر حريتهن فيما يفعلن .. ولست ممن يمتلك وكالة من الله ان احلل او احرم .. هذه مهنة من يفتي .. اذا كان مؤهلا للفتوى .. ولكني اقر واعترف .. ان المرأة هي المرأة .. وان جمالها يعتمد اولا على خلقها ونظافتها.. ومن ثم لباسها وحجابها وما ترتديه .. فالمرأة هي امي واختي وزوجتي وابنتي .. كلهن جميلات ..
واخيرا : تحضرني في هذه ( المعمعة الكتابية ) كلمة قالها وزير ايطالي عندما عرض برلمانهم اقتراحا من نائب فيه .. ان يصدر قانونا يحرم الحجاب .. فقال الوزير كلمته الشهيرة .. وكانت قبل ايام .. اذ قال وفعل التالي: جاء برسم لسيدتنا وسيدة الدنيا العذراء مريم .. التي قال الله فيها سبحانه ( يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ) وعندما عرض القانون المقترح .. اشار الى رسم السيدة العذراء .. وقال : كيف تريدونني ان اصدر قانونا يمنع الحجاب .. مع ان سيدة الدنيا بحجاب .. وهكذا صفق له الجميع بما فيهم المعارضون .. وكل حجاب وانتم بخير .