هل أصاب الجنون شعب مصر

هل اصاب الجنون شعب مصرد
كلمة رئيس التحرير (::)
بقلم : وليد رباح (::)
توضيح : هذه كلمة تفسر واقع الحال ولكنها لا تعطي الحلول .. وقد يفهم البعض انها تنحاز الى جانب دون الاخر فيما يجري بمصر وهذا من الخطأ .. فلست مع الاخوان فيما يجري .. كما اني لست مع نظام الحكم لان كل نظام في هذا العالم له اخطاؤه وله مآثره .. ولست حكما في ذلك .. ولا تحكم على ما كتبت الا بعد قراءة هذه الكلمة حتى آخرها .. لانها كما قلت .. تفسر واقع الحال فقط  وتعطي وجهة نظر ربما كانت صائبه .
***
اولا – الاخوان
مقدمه : منذ يفاعتي ضربت عقلي بحجر وانتميت لاسبوع واحد للاخوان .. وفي اول عظة لاخواني قال للمجموعة التي كانت ستة افراد .. عندما اقول كلمة لا يراجعني فيها احد .. ولا يحق لك ان تنقد ..  لا تتنفس الا بالقدر الذي تدخل فيه الهواء الى رئتك ..فمن هو اعلى منك مرتبة في الاخوان كلامه مثل القرآن تماما لا يجب النقاش فيه ولا يجب عليك سوى الطاعه .. وانبريت اشير  على كف يدي اليسرى وادخت اصابعي الاربعة فيها وقلت .. اني اعترض .. فقال لي الواعظ .. استمع الي فقط ولا تعترض .. قلت : أيعني هذا ان هذه المجموعة يجب ان تصاب بالخرس .. قال : نعم .. فانت اخرس اللسان حتى انتهي من العظة ومن ثم تنفرد بي وتقول لي ما تريد .. قلت : يا شيخنا .. من الافضل اذن ان تهرع الى مقص لتقص لساني .. عندها لا استطيع الكلام .. ابتسم الجمع الصغير وواحدهم اخذ يقهقه .. فقال الواعظ .. انتم ..لا يجب ان تكونوا في هذه المجموعه .. ثم انهى الاجتماع الاول قائلا .. والذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون ..
ملحق لواقع الحال :
لم ار او اسمع او ابصر في حياتي .. جزءا مكونا للشعب المصري كالاخوان المسلمين . واني اعترف وبكل قوة انهم مكونا ضخما يمكن اذا ما تكاتف للخير ان يفعل شيئا لمصلحة مصر .. ولم ادرك الا متأخرا ان هذا المكون يرغب رغبة اكيدة في افقار الشعب المصري من خلال تدمير مؤسساته سواء كلاما او فعلا .. ولا اعني هنا مؤسسة الحكم .. بل تسفيه ما يقام من مشاريع سواء ما كان في عرفهم تافها او فيه بعض الخير .. فقناة السويس الجديدة عندهم تفريعه .. ومشروع المليون مسكن عندهم (بكش) .. واحياء الطرق واصلاحها وانشائها نوعا من اهدار اموال مصر ..  والاصلاح الزراعي عندهم نكبات للفلاحين .. وانشاء الكباري والجسور نوعا من الفكاهة .. وتسليح الجيش عندهم (نكتة)  واذا ما سقطت طائرة مدنية كما حدث للطائرة الروسية فانهم يفرحون ويهللون ويكبرون وكأنهم  دخلوا التاريخ وامتلآت صفحات الفيس بوك وتويتر وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي بالفرح والتهليل والدعاء .. واتهم في كل ذلك الرئيس المصري وكأنه هو الوحيد الذي يأمر وينهي وليس معه طاقم يدير المصلحة المصريه ….كل ذلك اضافة الى الكلمات السوقية والمعيبة التي لا يجب ان تصدر عن مسلم .. ولقد رأينا بانفسنا ما جرى في نيويورك من كلمات نابية يندى لها الجبين .. فكيف يسمون انفسهم (الاخوان المسلمون) أهذه اخلاق الاسلام . واني لاتساءل .. ما الذي فعله النظام السابق في سنة من حكمه لمصلحة الشعب المصري ، ولا اقول شعوب المنطقة .. بل اخصص .. فرغم قصر المده .. فانها تعادل مدة الرئيس المصري الحالي في الحكم .. ولذا يجب ان نفاضل . مع الاخذ بعين الاعتبار انني لست مع هذا وذاك .
فاذا ما رأوا حفرة في الطريق قالوا : فعلها السيسي ..  وان جاء اعصار على مصر قالوا تآمر السيسي مع  مجريات  العواصف فكان احد اسبابها او كلها .. وان طافت شوارع الاسكندرية بالمياه قالوا : هو نظام الحكم الذي لا يهتم بالوطن .. ونسوا ان المياه في هذه السنة غمرت ولاية تكساس في اكبر دولة في العالم ولكننا لم نسمع كلمة واحدة من امريكي يقول انه اوباما .. وهرعت كل مكونات المجتمع المدنية للمساعدة في انقاذ من نكبوا .. ونسوا ايضا ان المياه غمرت الاردن بكامله .. وانبرى الشعب الاردني للمساعده .. وحدث ذلك في لبنان والسعودية وبعض دول اوربا .. ونحن نفهم وندرك ان الشعوب التي نكبت بالفيضان تعرف ان طاقة استيعاب المجاري فيها قد غدت مع سقوط الامطار والسيول قد فاقت استيعابها للمياه الغزيره .. فهل امريكا مثلا لا تهتم بالمجاري مع اننا نعلم ان مجاري الامطار فيها تسير فيها السيارات تحت الارض لاصلاح عطب او تنظيف عائق . ومع كل ذلك .. فاننا لم نسمع او نرى على صفحات التواصل الاجتماعي من قام مني الاخوان بمساعدة الذين نكبوا في الفيضانات تخصيصا ..بل سمعنا فقط اللوم والتقريع .
اما ثانيا لهذا الفرع .. فان الاخوان مع كل الاحترام يتبنون تشويه الصورة لاعادة حكمهم لمصر من خلال اعادة الرئيس مرسي .. وقد يكون لهم بعض الحق في ذلك ..الا ان هذه قضية سياسية وليست دينية .. ولا يعني ما اقول انني اؤيد ما حدث من انقلاب على الشرعية كما يقولون .. بل اعني انهم يريدون اعادته للحكم حتى وان رأوا الشعب المصري بكامله يمد يده في الطرقات لكي يشحذ لقمته .. اي انهم يريدون ان تعود  (الشرعية ) حتى ولو كانت مصر كلها حجارة تنفع لرصف الطرقات ومات كل الشعب جوعا ولم يبق سوى الاخوان لكي يحكموا .. اني اتمثلهم بروما وهي تحترق .. ونيرون يتفرج في قصره الرئاسي ويغني ويعزف مرحا وفرحا .. ولا يهمهم ان تخرج مصر من محنتها .. ما يهمهم ان يعود الحكم السابق الى سابق عهده .. انه الانتصار الذي ينتظرون .. الحكم .. ولاشىء غير الحكم .
مداخله : ارجو ان لا اصاب باللعنة عندما يقرأ احدهم ما كتبت آنفا .. وعليه ان يقرأ كما اسلفت حتى نهاية الكلمه .. فأنا لا ابرىء النظام الحالي في مصر .. ولكن ….. تابعوا

نظام الحكم :
لا اؤيد او احبذ ان يأتي نظام الحكم ( أي حكم ) على ظهر دبابه .. ولا اؤيد انظمة الحكم العسكرية ايا كان شكلها حتى ولو ادعت الديمقراطية .. كما لا اؤيد الاعتقالات لفئة معينة عارضت نظام الحكم .. ولا اؤيد الاحتلال الذي يقوم به شعب ضد شعب آخر مثلما تفعل اسرائيل .. فمصيرها كما أبين تاليا .. ولكني اؤيد بكل قوة الضرب بيد من حديد على من يقوم بالتفجيرات او ايذاء الناس او التلاعب بالامن لمصلحته.. حتى ولو كان السيسي دكتاتورا .. فان هذه الدكتاتورية محبذة لدي عندما تكون في صالح المجموع .. ولاضرب بذلك مثلا : لقد بني الاتحاد السوفيتي زمن الحكم الشيوعي على جبل اسمه الدكتاتوية .. ولكن ذلك الاتحاد قد غدا ينافس اكبر دولة في العالم من حيث القوة .. سواء كان في الاقتصاد او القوة العسكرية . بل لقد اصبح قوة عسكرية يخافها الغرب بكامله .. ولا اريد ان أتطرق عن سبب سقوطه .. فالدكتاتورية عادة تسقط ولو بعد حين . وامثلة اخرى في التاريخ .. لقد بنت الدكتاتورية في روما القديمة امبراطورية ضخمة بحيث تسلطت على جزء كبير من هذا العالم .. ولا يغرنك مجلسا الشعب والشورى او سمها كما شئت .. فقد كانت تلك المجالس  العوبة بيد الامبراطور .. وقامت هذه الامبراطورية بقتل الكثير من المفكرين والناشطين سواء بالسم او السيف .. ولكنها سقطت لان الدكتاتورية كما اسلفت تسقط ولو بعد حين . وهناك الكثير من الامثلة ولكني اكتفي ..
اما مصر التي هي عزيزة على كل عربي ولا نريد لها الا الخير .. فقد كانت خزائنها فارغة عندما جاء السيسي على ظهر دبابة سواء كانت غربية او شرقية .. مصانع عامة بيعت زمن السادات ( بتراب الفلوس) بحجة الخصخصه .. وحكم جاء بعد السادات لثلاثين عاما او تزيد قليلا افرغ مصر من خزائنها المتبقية .. فئة من الشعب ان ظل هنالك شعب حكمت مصر بالفساد والرشوة والمحسوبية حتى غدا الشرطي في الشارع يقبض على المجرم فيدفع له فيسرحه ويفك قيوده . مليارات تكدس في خزائن الفاسدين والمفسدين والشعب جائع .. بلغت نسبة البطالة فيها نسبة لم تصله دولة في العالم حتى جمهوريات الموز في الساحل الجنوبي للقارة الامريكية ..  ثم ثار الشعب ضد الظلم وجاء الرئيس مرسي ليجد كل شىء قد بات خرابا .. ثم ثار الشعب ثانية واصبح بعدها الحكم عسكريا .. بمعنى ان الفترة التي اعطيت للرئيس مرسي كانت غير كافية للاصلاح .. ولم نسمع الا خطابات تقدم الوعود .. والفترة التي حكم فيها السيسي ايضا ليست كافية للاصلاح .. الا ان سنة هناك وسنة هنا اعطت للشعب بعض الامل بان السنين القادمة سوف تكون مختلفة .
جاء الرئيس السيس لكي يعرف من اين تؤكل الكتف .. المال هو العصب .. ومصر خزائنها فارغه .. ولم يبق له الا الاستعانة بمؤسسة الجيش التي كانت ولم تزل عونا للشعب المصري . تلك المؤسسة التي يسفهها الاخوان مع ان طاقمها بالكامل مصري صميم .. بربكم .. هل رأيتم في هذا العالم من يقوم بتسفيه جيشه مثلما يفعل البعض في مصر او خارج مصر .. بحجة ان الجيش يد النظام التي تضرب .. حتى وان كان  ذلك كذلك .. هل يسفه المصري مصريا آخرقد دمه رخيصا في سبيل مصر لانه يد النظام .. مع ان العقل يقول اذا اردت ان تعارض فعارض الفرد ولا تعارض المجموع .. حتى الله سبحانه لا يحاسب الناس يوم القيامة بالمجاميع بل فرادى ..
كان وما زال الجيش هو المعول الاول في حكم الرئيس السيسي .. ثم اتجه الى دول ترى في مصر مقدمة للامن العربي بكامله فلجأ الى دول الخليج لتنفيذ المشاريع التي طرحت ولاقى الاستجابة بعد الاقتناع .. فماذا يضير ان يأخذ من هذا وذاك لبناء مصر من جديد .. ولا اريد ان اقول انه اراق دم وجهه ليس لاموال يكدسها لمصلحته .. بل لمصلحة مصر .. واعذروني على ذلك .. فاني ارى بعض ما لا يراه الاخرون في هذا المضمار .
قد اكتب ضد قناعة الاخرين .. ولكنها قناعتي التي تقول : اعط الفرصة اولا … ثم حاسب ثانيا .. ولا يقولن احدكم ان الفرصة لم تعط للرئيس مرسي .. ولكن خروج الملايين من الشعب الذي طالب بالتنحي كان اكثر من ثلثي الشعب المصري .. ولا اقول انه اكثر .. لان هناك تهويل في العدد .. فساحة التحرير لا تتسع الا لمليون فقط .. وليس ثلاثين مليونا كما قيل .. انه التهويل . وربما كان العدد الذي قيل يشمل كل محافظات مصر .. الله اعلم .

اعتراض : لست ممن يؤيدون الرئيس الحالي في كل ما يصنع .. ولست مع المطبلين والمزمرين للرئيس لاني لا اتدخل في شئون غيري .. ولكني من موقع ان مصر اذا ما نهضت  فان الشعوب العربية كلها تنهض .. وان سقطت لا سمح الله .. فان العرب يصبحون صفرا على يسار الكلمات .  وانا ككاتب اريد لمصر ان تكون الاولى .. لانها الامل ..اعطوه الفرصة ثم حاسبوه .. ولا تقولوا انه لم يعط الرئيس السابق فرصة .. فان واقع الحال يقول غير ذلك .

النتيجه : كان على الرئيس السيسي ان يعطي الاخوان فرصة اخرى من خلال المؤتمرات والنقاشات .. لا من خلال الاعتقالات والسجون .. فهم يشكلون جزءا مهما من الشعب المصري .. وقدموا فيما سبق خدمات جلى للمواطنين في مصر .. ولا ننسى الجمعيات التي شكلت لخدمة الناس بالمجان .. فالاخوان جزء من النسيج المجتمعي الذي يجب الحفاظ عليه لا هدمه ..
ونحن في واقع هذا الحال : كان على الاخوان ان يهدأوا .. ولا يسفهون الجيش والشرطة والاداة الحاكمه .. فالماضي لا يمكن ان يعود .. انه المستقبل الذي يجب ان يناضلوا فيه لنهضة مصر .. واقع الحال يقول كذلك .. والا .. فانهم يناضلون فقط لعودة الحكم .. ولا بأس ان يكون ذلك الحكم على خراب يعم الجميع ..

تابع للنتيجه : نريد مصر اقوى .. نريد ان يعمها الخير ولا تعمها القنابل والرصاص والاعتقالات .. ولا يهمني ما يقوله الناس او بعضهم عن الرئيس او رجال الحكم .. فسواء كان هذا الحكم دكتاتوريا او ديمقراطيا فكل ما خلقه الله زائل .. ولا يبق الا الشعب .. هذا الشعب الذي قدم وما زال يقدم من دمه وقوته الشىء الكثير .. فاتعظوا يا اولي الالباب .