فلسطين ….
بقلم : نواف الزرو – كاتب مبدع من الاردن …
في إطار المشهد الصراعي الشامل ما بينها وبين الفسطينيين الصامدين المقاومين على امتداد مساحة فلسطين التاريخية وخارجها، تفتح المؤسسة الإسرائيلية كل الجبهات الممكنة ضد الفلسطينيين بهدف محاصرتهم وإنهاء قضيتهم، من الجبهة العسكرية – الاستخباراتية وسياسات التطهير العرقي، إلى الجبهة السياسية فالإعلامية فالتراثية، فالاقتصادية، فالقانونية والأخلاقية، وكذلك الجبهة الدولية –الأممية-، فوفق المعطيات تشن إسرائيل حرباً واسعة ضد عدّة مؤسسات دولية – أممية – تدّعي أنها “منحازة بالكامل لصالح الفلسطينيين”، وأبرزها: منظمة اليونسكو، التي تعتبرها القيادة الإسرائيلية الاخطر على إسرائيل نظراً لقراراتها التي تنسف الرواية الصهيونية المتعلقة ب”أرض إسرائيل” والأساطير الصهيونية التوراتية، كما تشن إسرائيل حربا أيضاً ضد منظمة “الأونروا” التي ترمز إلى وجود اللاجئين الفلسطينيين وقضية حق العودة، بهدف تصفيتها، بينما تستهدف من جهة ثالثة المفوضية السامية لحقوق الإنسان بسبب نشر لائحة بأسماء الشركات التي تعمل في المستوطنات الصهيونية كما جاء في الإعلام العبري، في حين تستهدف من جهة رابعة الهيئات والمنظات غير الحكومية التي تساند القضية الفلسطينية، كما أن جبهة الحملة الدولية لمقاطعة إسرائيل (BDS) أخذت تحتل في السنوات الأخيرة حيّزاً كبيراً متزايداً في الهواجس والمدارك الإسرائيلية من جهة، وفي الاستراتيجية الحربية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني من جهة ثانية.
ولكن قبل وبعد كل ذلك، تبقى الجبهات التي يفتحها الاحتلال هناك على الارض هي الأخطر، وفي هذا السياق استشهد بخبر هام جدا، وملافت جدا للانتباه، والتفاصيل كثيرة كثيرة ويومية، بل هي ملموسة على الارض الفلسطينية المحتلة على مدار الساعة، والخبر الذي جاء على لسان عميرة هاس مراسلة صحيفة هآرتس العبرية والكاتبة المناهضة لسياسات الاحتلال ضد الفلسطينيين ويجب ان نتوقف عنده ونلفت الانتباه له يقول “ان اسرائيل تشن حربا ضد الفلسطينيين على الف جبهة”، وتوضح:”في ألف جبهة وأكثر، تحارب إسرائيل ضد الفلسطينيين: رجال شرطة وجنود مسلحون وموظفون ومراقبون ومهندسون معماريون ومنظمات يمينية غير حكومية… كل هؤلاء جنود لإسرائيل وهم أكثر من أن يعدوا، والنيابة العامة ورجال القانون والقضاة هم رأس الحربة والرائد في كل حملة”، ونحن نضيف الى كل هؤلاء جيوش المستعمرين المستوطنين الارهابيين الذين يشنون موجات متلاحقة من الاعتداءات الارهابية على الفلسطينيين وتحت حماية جيش الاحتلال، فهم يصولون ويجولون في انحاء القدس والضفة ويعيثون فسادا وتخريبا وقتلا وتشريدا…!
وتشير الكاتبة هاس الى تفاصيل كثيرة جدا تتعلق بسياسات المداهمات والاعتقالات والمحاكمات والمطاردات والاغتيالات، ولكنها تركز على اخطر جبهتين في سياق الحرب الصهيونية الشاملة على الشعب الفلسطيني، وهما الجبهة الجغرافية حيث تشن سلطات الاحتلال-بجيشها ومستعمريها- موجات متلاحقة من الهجمات المتصلة على الارض للاستيلاء عليها وتهويدها، في الوقت الذي تفتح فيه الجبهة الديموغرافية-السكانية- لتضييق الخناق على الفلسطينيين وتحويل حياتهم الى جحيم لا يطاق عبر مئات بل وآلاف الاوامر والتعليمات الادارية والعسكرية.
يستحق هذا الخبر –الحقيقة النشر والتعميم على كل المستويات الأممية بشكل عام، والعربية بشكل خاص، للمعرفة للكثيرين، وربما لهز ضمائر البعض ايضا…!
———————–
Nzaro22@hotmail.com