إلى أين تتّجه البلاد ؟

دراسات (::)
بقلم : محمد علي القايدي – تونس (:)
منذ أشهر قليلة ، كثر اللغط  والتعليقات عمّا يحدث داخل ” النداء” وما اعترى جسده غير المتجانسة أعضاؤه من علل ومصائب أصابته منذ نشأته الجنينيّة وولادته القيصريّة قبل الأوان والتي تعدّ غير طبيعيّة على الإطلاق ، ممّا ينذر بانفجاره وتشظّيه إلى مجموعات متنافرة وكتل متناحرة قد تزيد الأمور تعقيدا والوضع احتقانا وتصعيدا ، ولا احد من داخل”
النداء” أومن خارجه عدى الشرفاء ، يفكّر في مستقبل هذا البلد الذي أثخن جراحا  وطال نزيفه حتّى ساءت حالته أكثر من اللزوم .
خطير ما يحدث في بلادي التي  منّ عليها الله  بموقع جغرافي متميز ، جعلها مركز اهتمام القريب والبعيد فلم تسلم من طمع الطامعين وحقد الحاقدين وتآمر المتآمرين  وخاصة على ثورة شعبها المختطفة  والتي أجهضت
عمدا ، و   ممّن ؟ ؟ ؟ … ويا للأسف من ” مثقفينا العلمانيين اليساريين
الإقصائيين والحداثيين  المنبتّين المستأسدين بالأجنبي”  خرّيجي المدارس البورقيبيّة و النوفمبريّة والفرنسيّة أي  من نخب عميلة ساقطة ساذجة عديمة الضمير لا قيم ولا أخلاق لها  آلت على نفسها خدمة الأعداء على حساب مصلحة  البلاد والعباد مقابل تحقيق مآرب شخصيّة زائلة  ، وهذا ما أكّده أحد أمناء حزب من أحزاب المعارضة الذي صرّح مؤخّرا :” أنّ  تونس تخضع لإملاءات خارجية وعدد من السياسيين عملاء لمشروع استعماري …
فرنسا ولحسابات إستراتيجية مصلحيّة  تعتبر أن منطقة شمال إفريقيا ـ  زايد
ليبيا بعد الإطاحة  بنظام معمّرالقذّافي الوطني ـ  تدخل ضمن دائرة نفوذها
الواسعة سابقا وحاضرا ومستقبلا  ولا تريد أن ينازعها في ذلك أحد .
ولذا تراها حريصة كل الحرص على احتواء شعوب المنطقة  و فعل أيّ  شيء لإبقائها تحت سيطرتها المطلقة مستعينة بأبنائها بالتبنّي ، فقد أعطت لنفسها حقّ التدخل في شؤوننا الداخليّة لفرض نمط من العيش والسلوك يتّفق
و مخططاتها التغريبيّة التخريبيّة  ، باختصار شبح عودة الاستعمار لازال قائما و يخامر عددا كبيرا من السياسيين الفرنسيين الذين بيدهم سلطة القرار فتراهم يمهّدون الأجواء ويتصيدون الفرص ، بتأجيجهم  للصراعات المذهبيّة والدينيّة والعرقيّة بين أبناء الوطن الواحد والبلد الواحد لإنهاكه وإضعافه وإذا لزم تقسيمه كي لا تخرج أيّ من هذه الدول من دائرة نفوذها و أن لا تنعم شعوبها التوّاقة لحياة أفضل ، بالاستقرار ونعمة الاستقلال ، كلفها ما كلّفها وعلى شعوب المنطقة أن لا تحلم  بما يسمّى حقّا بالاستقلال السياسي والاقتصادي  والثقافي والصناعي والزراعي أي فك الارتباط  مع الغرب عامة وفرنسا خاصة ، وتصبح صاحبة السيادة والقرار و الريادة  تتحكم في خيراتها ومواردها ، وتختار بكل حرّية من يحكمها بدون تدخّل من أيّ جهة كانت قصد اللحاق بركب الحضارة على غرار ماليزيا وإيران وبلدان أخرى ، بعد إرساء نظام ديمقراطي حقيقي يعتمد مبدأ الشورى والحوكمة الرشيدة والشفافيّة ومقاومة الفساد المالي والأخلاقي أي أن من حقّ  شعوب المنطقة أن تقرّر مصيرها بنفسها وتسطّر برامجها التنمويّة والاقتصاديّة معتمدة على سواعد وخبرات  أبنائها المخلصين الرافضين للهيمنة الأجنبية .
وعلى المهتمين بالشأن السياسي الذين ساءهم الوضع المزري الذي تتخبط فيه البلاد نتيجة تلاعب الفاعلين المؤثرين في المشهد السياسي القاتم من سياسيين وإعلاميين ورجال أعمال الذين يخدمون أجندات خارجيّة ولا يفكرون إلاّ في مصالحهم الضيقة بعد أن  أدخلوا البلاد في نفق مظلم وفوضى عارمة ومتاهات يصعب الخروج منها بسلام فقد كانوا ـ
وهذا موثّق ـ  وراء تخريب وتدمير اقتصاد البلاد .  نعم على الجميع بما
فيها مكونات المجتمع المدني فضح المتآمرين وكشفهم للرأي العام والسعي لمقاضاتهم بتهمة الخيانة العظمى ومنعهم من ممارسة العمل السياسي في المستقبل . فنخبنا ومثقّفونا ينطبق عليهم قول الشاعر :
لهفي على تونس الغرّاء  باكية  ” ” ”  قد باعها الأوغاد  بأبخس
الأثمان                                                      سلبوها
شرفها تحت جنح الظلام ” ” ”  فلا خير في سادة  تبيع الأوطان
لك الله يا تونس حافظا ومنجيا .
الأستاذ : محمد علي القايدي
باجة في : 9 نوفمبر  2015  تونس