جولة في الإپونيمات (جـ) بقلم : بروفيسور حسيب شحادة

دراسات ….
ب. حسيب شحادة – جامعة هلسنكي …
* مقياس ريخْتِر – Richter scale
إنّه يقيس حجم الهزّات الأرضية وسُمّي باسم مبتكره خبير الزلازل الأمريكي البروفيسور Charles Francis Richter, 1900-1985 بالاشتراك مع الألماني Beno Gutenberg, 1889-1960، ولذلك يسمّى أحيانًا باسم كليهما، مقياس ريختر/چوتنبرچ. ويتراوح المقياس اللوغريثمي ما بين صفر وعشرة، درجة اثنثين تحدث رجفة ولكن تسجيل رقم ما فوق ستة يعني التسبّب بأضرار في المباني. يذكر أنّ أقوى هزّة أرضية سجّلت إلى الآن وصلت درجة ٨،٦ على مقياس ريختر.
* الأشعّة السينية/أشعة إكس/أشعة رونتجن – -roentgen/röntgen
تحمل الوحدة السابقة لجرعة الإشعاع المؤيّن اسم الفيزيائي الألماني البروفيسور Wilhelm Konrad von Röntgen, 1845-1923 الحائز الأوّل على جائزة نوبل في الفيزياء عام ١٩٠١ على اكتشافه هذه الأشعة التي سمّاها بأشعة x لأنّها لم تكن معروفة له فاستخدم هذا الحرف من علم الجبر. وتستعمل هذه الأشعة بنحو واسع في الطب الشرعي.
* سادية- sadism, sadist, sadistic
هذا الشعور بالمتعة بتعذيب الآخر يحمل اسم الروائي والجندي الفرنسي الأرستقراطي Count Donatien Alphonse Francois de Sade, 1740-1814 ويعرف اختصارًا بـ ماركيز دي ساد. ويذكر أنّ كتابات دي ساد تصوّر الانحراف الجنسي ومن أشهرها: أيّام سدوم المائة والعشرون، ١٧٨٥، وجوستين أو نوائب الفضيلة ١٧٩١ وقد كتبهما بين ثمانينات القرن الثامن عشر وتسعيناته عندما كان يقضي سنين كثيرة في السجن لاقترافه جرائم جنسية. ودي ساد قضى سنوات عمره الأخيرة في مصحّ للأمراض العقلية في إحدى ضواحي باريس. ويقال إنّه اعترف بأنه فاجر ولكن لم يكن قاتلًا، مجرما.

* السَلْمونيلا – salmonella, salmonellosis
اسم بكتيريا بشكل قضيب توجد في أمعاء الحيوانات والإنسان ولها أكثر من ٢٣٠٠ سُلالة والشائع منها محدود العدد، وهذه البكتيريا تسبّب الأمراض ومنها تسمّم الطعام. لا توجد أيّة صلة بين اسم هذه البكتيريا وسمك السلمون طيّب السمعة. وتعود التسمية إلى اسم الطبيب الجرّاح البيطري الأمريكي Daniel Elmer Salmon, 1850-1914 الذي حدّدها للمرّة الأولى. ويُعتقد أنّ حالاتٍ كثيرةً من السلمونيلا قد تسبّبت عند إذابة الدواجن المجمّدة قبل الطبخ. ومن أعراض المصاب بهذه البكتيريا وجع بطن شديد، تقيؤ وإسهال.

* شطيرة/ساندويتش – sandwich
هذه الشطيرة المعروفة للجميع، قِطعتا خبز، الواحدة فوق الأخرى وبينهما إدام ما مسماة على اسم الدبلوماسي واللورد البريطاني John Montague الإيرل الرابع في ساندويتش، 1718-1792 (كنيته: Jemmy Twitcher). وقد عرف عنه أنّه كان مُدمنًا على لعب القِمار وفي بعض الأحيان استمرّ هذا اللعب يومين بدون انقطاع. ولشدّة انغماسه في هذا اللعب لم يتوقّف عنه لتناول بعض الطعام من وقت لآخر، بل كان يطلب من خادمه إحضار الزاد الذي كان على الدوام بمثابة قطعتي خبز وبينهما شرائح من لحم البقر البارد. وبمرور سنين قليلة عُرفت هذه الوجبة الخفيفة باسم ساندويتش بالرغم من أن مثل هذه الوجبة كانت قائمة قبل ذلك الزمن. ويذكر أنّ مجموعة من الجزر في المحيط الهادي سميت بجزر ساندويتش أوّلًا ثم جزر هاواي، وفي العام ١٩٥٩ أصبحت الولاية الخمسين في الولايات المتحدة الأمريكية. والساندويتش الذي كان في العام ١٧٦٢ شبيه بالمتوفّر في أيّامنا هذه.

سانتا كلوز/كلاوس (بابا نويل) Santa Claus
سانتا كلوز هو سانت/القدّيس نيقولاس/نيقولا مطران ميرا في آسيا الصغرى في النصف الأوّل من القرن الرابع للميلاد، وهو بدون شكّ أحد أكثر القدّيسين متعددي الجوانب. معترف به بشكل مختلف كقدّيس شفيع روسيا، شفيع الأولاد، المرابين، الملاحين، المثقفين، اللصوص، العذارى، ولذلك لا عجب في وجود الأساطير الكثيرة المحاكة عنه وعن أفعاله. لا ريب في أنّ الاسم سانت نيكولاس هو أصل سانتا كلاوس، وفكرة ذلك العجوز المبتهج الذي يوزّع الهدايا على الصغار زمن ميلاد يسوع المسيح، ويوم عيد سانت كلاوس يحل في السادس من كانون أوّل حيث تقام الاحتفالات. وهذا القدّيس دأب على توزيع الهدايا، من طعام وملابس إلخ. على الفقراء والمساكين عند عيد الميلاد بدون أن يعرفوا هوية الفاعل. ما نعرفه اليوم عن صورة سانتا كلاوس ذي الأسماء المختلفة في شتّى اللغات مثل: Father Christmas, Kris Kringle, Papa Noel, Babbo Natale, Weihnachtsmann, Nikolaus, Santa Claus, Dod Moroz, Ayos Vasilis, Christkind, Jultomten, Julemanden, Julenissen, Kerstman, Joulupukki, Jolasveinn, Daidi na Nollag, Mikulas,Télapo, Gaghant Baba, Hoteisho، ذلك العجوز الطيّب المرح بالرداء الأحمر واللحية البيضاء الطويلة وجرسه وكيس الهدايا إلخ. فتعود إلى عام ١٨٢٣ في أعقاب قصيدة الشاعر الأمريكي كليمنت كلارك مور: The Night Before Christmas- ليلة عيد الميلاد.

* السبت – Saturday
ينحدر اسم اليوم السابع في الأسبوع من اسم إله الزراعة الروماني Saturn. والاسم Saeternes daeg بالإنجليزية القديمة مترجم عن اللانينية Saturni dies، يوم ساتورن.
مرض القدّيس هوبر/هوبرتوس St. Hubert’s Disease
هذا القدّيس (حوالي ٦٥٦-٧٢٧) المولود في فرنسا كان المطران الأوّل لمدينة لييج البلجيكية اليوم ومدينة ماستريخت الهولندية وهو شفيع الصيادين (Jägermeister) والرياضيين والنظّاراتيين وعمّال المعادن ورمزه الظبي. وتقول الأسطورة إنّه كان ذات يوم في رحلة للصيد فرأى ظبيًا أمامه يحمل صليبا مضيئا بين قرنيه. هذا المشهد جعله يؤمن ويصلي ويحكي ظهور يسوع المسيح له. ويُحكى أنّ لنسله كانت القدرة على إشفاء المصاب بداء الكَلَب ومن هنا جاءت التسمية ”مرض القدّيس هوبر“ أي مرض الكلب، rabies, hydrophobia. وثمة ليكير باسم ياچرمايستر مصنوع من ستّة وخمسين نوعًا من الأعشاب والفواكه البرية المختلفة وشعاره رأس ظبي وبين قرنيه صليب مشرق.

صيف القدّيس لوقا St Luke’s Summer
لفظة ”لوقا“ وباليونانية Λουκᾶς أي لوكاس ترد غالبًا اختصارًا للكلمة اللاتينية Lucanus ومعناها ”المستنير/حامل النور“. يعتقد أنّ لوقا الإنجيلي كان طبيبًا، ففي رسالة بولس الرسول إلى كنيسة كولوسي ٤: ١٤ نقرأ ”ويسلّم عليكم لوقا الطبيب الحبيب وديماس“. وفي مكان آخر سمّاه بولس ”الرفيق الوحيد“، الرسالة الثانية لتيموثاوس ١١: ٤. كما كان لوقا المولود في أنطاكيا (ورأي آخر يقول في الإسكندرية) رسّامًا وأوّل من رسم أيقونة العذراء مع يسوع وهو مؤلّف الإنجيل الثالث وأعمال الرسل (الإبركسس في روما عام ٦٣) ورفيق القديس بولس في أسفاره وهو القديس شفيع الأطباء والفنانين، وتوفي لوقا عام ٩٠ . ويوم عيد القدّيس لوقا يحلّ في الثامن عشر من تشرين ثان (ووفق التقويم الذي سبق الغريغورياني السابع من تشرين ثان) ومنه نبعت العبارة: صيف لوقا، فترة غير عادية من الطقس المعتدل الدافيء في منتصف تشرين ثان.

* السِفْلِس/مرض الزُّهْري – syphylis
اسم هذا المرض التناسلي المعدي مشتقّ من اسم شخصية في قصيدة نشرت عام ١٥٣٠ بعنوان Syphilis sive Morbus Gallicus أي سِفْلِس أو المرض الفرنسي بقلم الطبيب والشاعر الإيطالي Girolamo Fracastro, 1483-1553. تحكي هذه القصيدة أنّ بطل الكتاب والراعي سفلس يغيظ إله الشمس لدرجة أنّه أصيب بهذا المرض للمرّة الأولى. ومن المحتمل أن الشاعر فراكاسترو قد اشتقّ الاسم سفلس من اللفظة الإغريقية suphilos أي ”محبّ /مربّي/الخنازير“.
*يوم الخميس – Thursday
أصله من الإنجليزية القديمة Thursdaeg أي يوم ثور/Thor، إله نوردي للرعد. ويحكى أن هذا الإله كان يُحدث الرعد بعربة تجرّها كباش من الماعز عبر السماء وبيده مِطرقة ضخمة وقد اعتبر أقوى وأبسل الآلهة في الشمال.

* ڤالنتاين/عيد الحبّ – valentine
بطاقة تُرسل في الرابع عشر من شُباط دون ذكر الاسم إلى حبيب/ة القلب وأوّل رسالة كهذه تحمل التاريخ ١٨٢٤، ويتحدّر الاسم من أحد شهيدين مسيحيين عاشا في القرن الثالث للميلاد. أحدهما القدّيس ڤالنتاين، كاهن روماني استشهد حوالي العام ٢٧٠ لأنّه ساعد مؤمنين مضطهدين. والثاني القدّيس ڤالنتاين كان أسقف مدينة تيرني في إيطاليا واستشهد في روما في نفس الوقت تقريبا. في الواقع لا علاقة بين عيد القدّيس ڤالنتاين، الرابع عشر من شباط والتودّد وبين أيّ من القدّيسين المذكورين. التقاليد المتعلّقة بالقدّيس ڤالنتاين تعود إلى عيد لوبركاليا Lupercalia، في الخامس عشر من شباط والاعتقاد الشائع بأنّ الرابع عشر من شباط هو تاريخ انتقاء العصافير أزواجها. ويذكر أن اللفظة اللاتينية valentia معناها ”قوّة، مقدرة“.
وكتب الشاعر الإنجليزي المعروف جيفري تشوسر ١٣٤٣-١٤٠٠
For this was on seynt Volantynys day
Whan euery bryd cometh there to chese his make.
[Chaucer, “Parlement of Foules,” c. 1381]

* وِنْدالي/مخرِّب – vandal
كلّ من يخرّب أو يُلحق الضرر بالممتلكات عمدًا يُطلق عليه هذا الاسم المشتقّ من Vandals وهم شعب جرماني انتقل من إسكندناڤيا جنوبًا إلى الغال وإسبانيا وجنوب إفريقيا في القرون الأربعة الأولى للميلاد وفي العام ٤٥٥ نهب روما. ربّما يعود أصل الاسم إلى الكلمة الجرمانية الأصلية المفترضة *wandljaz أي ”المتجوّل“. والدمار الذي ألحقه ذلك الشعب كان هائلًا فغدا اسم ذلك الشعب الوندالي رديفًا للدمار الوحشي.

* ڤولت – volt
إنّه الوَحدة لقياس القوّة الكهربائية المحرّكة أو فرق الجهد الكهربائي ورمزها الحرف v وهي تحمل اسم الفيزيائي الإيطالي Count Alessandro Volta, 1745–1827 الشهير باختراعه البطارية الحقيقية الأولى سنة ١٧٧٥ وبتجاربه وقد حاز على الكثير من المنح والميداليات من قبل دول كثيرة.

* فحص ڤاسّرمان – Wassermann test
هذا الفحص أو ردّ الفعل بستعمل للكشف عن السِفلس، داء الزُّهْري ويحمل اسم مخترعه عالم الجراثيم الألماني August von Wassermann, 1866-1925. آوچست كان مساعدًا لروبرت كوخ في معهده للأمراض المعدية في برلين ثم أصبح مديرًا لقسم العلاج التجريبي وأبحاث المصل. وفي العام ١٩٠٦ طوّر فحصًا لكشف السفلس في دم جسم مضاد معيّن. ويُعرف هذا العالِم أيضًا بتطويره فحصًا تشخيصيًا لداء السلّ.

* واط – Watt
وَحدة القوّة وتحمل اسم مُبتكرها المهندس الأسكتلندي James Watt 1736-1819 الشهير بشكل خاصّ في تطويره للآلة البخارية عام ١٧٦٩ في جامعة غلاسكو ثم تعاون في العام ١٧٧٤/١٧٧٥ مع المهندس ورجل الأعمال Matthew Boulton, 1728-1809، لتصنيع محرّكات بخارية. ومن اختراعاته ماكنة لنسخ المخطوطات. والجدير بالذكر أنّ المصطلح horsepower ”قوّة حصان“ (٧٣٥،٥-٦٤٥،٧ واط) قد أوجده هو وبولتون.

* الأربعاء – Wednesday
الاسم الأجنبي ليوم الأربعاء ينحدر من الإنجليزية القديمة Wodnesdaeg، يوم وودن أو أُدِن، و Woden اسم إله الحكمة والثقافة والحرب والأبطال الذي مات في معركة وأَحضره مرافقوه مختارو المذبوح (Valkkyries) إلى قاعة سماوية اسمها Valhalla حيث يستقبِل فيها أبطالًا ذُبحوا في المعارك. توْقه للحكمة كان عظيمًا لدرجة أنّه تخلّى عن عينه اليمنى ليتمكّن من الشرب من نافورة ميمر للمعرفة (Mimir) وميمر اسم العملاق الذي يحرُس بئر الحكمة.

بيت وِنْدي – Wendy house
ويسمّى أيضًا playhouse, إنّه بيت نموذجي صغير حيث يلعب فيه الأولاد. وهذا الاسم مأخوذ من ذلك البيت الذي بُني من أجل الفتاة وِنْدي المذكورة في مسرحية ”پيتر پان أو: الصبي الذي لن يكبر“ بقلم الروائي والكاتب المسرحي Sir James Matthew Barrie, 1860-1937.

اعتمدت بشكل خاصّ على هذين الكتابين:
Martin H. Manser, The Wordsworth Dictionary of Eponyms. A Colourful Guide to Characters Immortalised in Language. Great Britain: Sphere Books, 1988, 213 pp.
Cyril Leslie Beeching, A Dictionary of Eponyms. Oxford, New York, Oxford University Press, 1988, 214 pp.