تساؤلات في إغتيال قاسم سليمانى – بقلم د . ناجي صادق شراب

آراء حرة ….
بقلم : ناجي شراب – فلسطي المحتلة …
بعيدا عن الخيارات وردود الأفعال التي يمكن أن تترتب أو تربت على إغتيال قاسم سليمانى قائد فيلق القدس والتي إنحصرت حتى الآن في الهجوم الصاروخي الإيراني على القاعدة العسكرية الأمريكية في العراق. تبقى التساؤلات مطروحه وقائمه وتبحث عن إجابات. بعض هذه الأسلة المباشرة تتعلق بالولايات المتحده وإدارة ترامب ولماذا أقدمت على هذا الإغتيال وما هي أهدافها؟ وهل هذا الإغتيال يأتي في سياق رؤية إستراتيجية واضحه بعيدة المدى للحد من النفوذ والتمدد الإيرانى في المنطقة؟ وهل بمقتله سينتهى ما تطرحه من إرهاب إيرانى ودعم إيران للعديد من الجماعات المتشدده والتى تحمل عداءات للولايات المتحده ؟ وهل قتله سيوقف التمدد إيرانى في المنطقة؟ وبالمقابل أسئلة تتعلق بالسلوك الإيراني قريبة من نفس التساؤلات واولها ألا من بديل لسليمانى ؟ وما مستقبل فيلق القدس وعمله وخططه المستقبلية ؟ وهل إغتياله سيردع إيران ، ويجعلها تنكمش داخل حدودها ، وتقلص مناطق نفوذها ، ونرى إنسحابا إيرانيا من العراق وسوريا؟ وهل ستتخلى إيران عن حزب الله والحوثيين وحماس والجهاد الفلسطينيتين، وكتائب حزب الله الحشد الشعبى في العراق، وعن بقية الحركات الشيعية؟ وهل ستسوعب إيران دروس هذا الإغتيال بالإنفتاح الإيجابى على الدول العربية ألأقرب لها جغرافيا ودينيا وسكانيا؟وهل ستجيد لعبة وحساب الخسائر والمكاسب من هذا الإغتيال؟أمريكيا أذكر ان الولايات المتحده عارضت ومنعت إسرائيل من إغتيال سليمانى عام 2008 وكان بجاور عماد المغنىيه احد قيادات حزب الله البارزه، واليوم عادت وقررت إغتياله بطريقه لم يتوقعها العديد من الخبراء الأمريكيين أنفسهم ، لم يتوقعوا أن الرئيس ترامب يمكن أن يأخذ هذا القرار العسكرى الخطير. وثانيا تدرك الولايات المتحده ان سليمانى وعلى أهميته وقوته لكنه ليس النظام السياسى ألإيرانى وليس الدولة الإيرانية ، بل إن النظام السياسى الإيراني يتلخص في شخصية الفقيه على خامنئى فهو كل القرار السياسى والعسكرى ، وثالثا وكما صرح الرئيس ترامب ونائبه ان الهدف ليس الحرب وليس تغيير النظام السياسى بل محاولة تعديل سلوكه وتغييرها، وهذا يعنى عدم قدرة الولايات المتحده أولا على تغيير النظام، وعدم قدرتها على الأهداف وألأولويات الإستراتيجية العليا والتي يحددها خامنئى ، وإدراكها ان العقوبات الإقتصاديه لم تحقق الهدف منها بل أكسبت النظام الملالى قوة أكبر ، ومنحته كنظام مقومات البقاء. ومن منظور ان سليمانى الرجل الثانى لخامنئى والأكثر نفوذا فقد يكون احد أهداف القرار الأمريكي رسالة لخامنئى نفسه ومحاولة فعلا تغيير ولو جزئى للسلوك السياسى الإيراني وقبوله بالتفاوض حول إتفاق نووي جديد وتحييد الصواريخ الباليستسه ،وتقنين مناطق النفوذ الإيراني ، فالولايات المتحده إن كانت أحد عينيها على السلوك الإيراني فالعين ألأخرى على علاقاتها التحالفيه مع عدد من الدول العربية. والتساؤل المهم الذى يطرح لماذا هذا التوقيت الحرج والصعب للرئيس ترامب والمتعلق بعملية عزله وإقتراب الدخول فى السنة الإنتخابية ، هنا لا يمكن تجاهل الربط بين هذا الإغتيال وتحقيق أهداف شخصيه للرئيس بإحباط عملية العزل، وكسب تأييد قاعدته الإنتخابية انه عندما يوعد ينفذ، ووعد بعودة الجنود الأمريكيين وسيعمل على ذلك. واخيرا هذا القرار لم يأتى إلا بعد حسلبات دقيقه انه لن يترتب عليه حربا مع إيران، لو علمت الولايات تدرك ان هذا الإغتيال سيقود للحرب ما أقدمت عليه فى هذا التوقيت المصيرى للرئيس ترامب.
ومن جانب إيران وكما أشرنا سليمانى كما غيره من القاده ليس إلا ترسا في النظام السياسى الذى يقوده ويتربع على قمته خامنئى، ففقدانه لن يؤثر على اى خطط وأهداف إستراتيجية عليا لإيران، وفى حال نظام كالنظام الإيراني تحكمه القدسيات الدينية ، فيمكن تصور ان يذهب سليمانى لأى سبب من ألأسباب لكن الجديد انه قتل وعلى يد الولايات المتحده وهذا هو الأساس، كان يمكن أن يغتال من قبل معارضه ولا يكون له أي تداعيات، لكن كون عملية الإغتيال من قبل الولايات المتحده كان الاهتمام، بدليل ان شعبية سليمانى لم تكن إلا في إيران ذاتها ، وليست خارجها. غيران إبران تريد أن تستفيد من عملية إغتياله في أكثر من إتجاه ، الضغط على الولايات المتحده ودعم موقفها التفاوضى مستقبلا، وإيران لن تتغير بسبب غياب سليمانى ،ـ ففي مثل هذه نظم توجد العديد من القيادات البديله، ويبقى الهدف الإستراتيجى ألأكبر لإيران الحفاظ على نظامها وبقائه، وتدرك ان الحرب قرار دوله ، والحرب لا تأتى إلا إذا تعرض الأمن القومى او مصالح إيران العليا للتهديد المباشر. إيران لا تريد ان تفقد الدولة والنظام ولا يضرها كثيرا ان تفقد أحد قادتها. وأخيرا أستوعبت إيران رسالة إغتياله أن الهدف هو المشروع الإيراني والإنجازات التي حققتها. وكما يقال بلغة الدول ذات النظم الدينية الحى أبقى من الميت وهنا إيران أبقى من سليمانى.

drnagishurrab@gmail.com