ايران والعرب …من يصل للنووي أولا ؟ بقلم : خالد احمد واكد

دراسات ….
بقلم : خالد احمد واكد – مصر …
قد لا يعلم الكثيرين ان البدايات الأولى للبرنامج النووي الايراني قد بدء فعليا في فترة خمسينيات القرن العشرين بمساعدة من الولايات المتحدة نفسها التي ترفض اليوم وتعارض البرنامج النووي الإيراني ، وكان ذلك جزء من برنامج “الذرة من أجل السلام” حيث قام الشاه بوضع الأساس لبرنامج ايران النووي يوم 5 مارس عام 1957 م عندما تم الإعلان عن “الإتفاق المقترح للتعاون في مجال البحوث ومجال الإستخدامات السلمية للطاقة الذرية” تحت رعاية برنامج ايزنهاور الذرة من أجل السلام”.
وبعد عشر سنوات وفي عام1967م ، تأسس مركز طهران للبحوث النووية (TNRC)، وتديره منظمة الطاقة الذرية الإيرانية. وقد تم تجهيز مركز طهران بمفاعل أبحاث نووية حينها بقدرة 5 ميغاواط والتي منحتها الولايات المتحدة والتي قامت بتغذيته بيورانيوم عالي التخصيب.
من حق ايران كما كل دول العالم ان تصبح قوة عظمى في وجه القوى العظمى الاخرى المتحكمة والمسيطرة على مقدرات كل شعوب العالم . كما اصبحت الهند وباكستان ومن قبلهم الصين وحتى كوريا الشمالية الذين امتلكوا اسلحة الردع النووي لكن مع فارق ان هذه الدول لم تؤذي جيرانها ولا المجتمع الدولي ولا تتدخل في شؤون إقليمها كما تفعل ايران التي منذ اربعة عقود وهي تتعملق وتتعظم على جيرانها العرب المسلمين المسالمين تسفك الدماء وتدمر المدن والقرى هذا ليس من العظمة في شئ وانما إسفاف وسفاهة جيو سياسية ، فالتاريخ المعاصر والقديم كله عبر ودروس لمن يفهم العبرة فامبراطورية اليابان تعسفت في احتلالها لجيرانها دمرت وخربت وقتلت الالاف من اجل ان تكون امبراطورية عظمى وتحقق لها ذلك فترة من الفترات حيث اصبح شرق اسيا بالكامل مستعمرة يابانية لكن عندما تمادت كثيرا وارادت الوصول الى ما هو ابعد من ذلك فما كان الا ان يتدخل الامريكان لوقف التمدد الياباني لتبدآ قصة القوة العظمى الجديدة شرطي العالم الولايات المتحدة ، وعندما سعت المانيا لتصبح قوة عظمى فاشية وحققت ذلك حيث سقطت أمامها اكبر قوتين في العالم حينها بريطانبا وفرنسا ونصف اوروبا فما كان الا ان يتدخل الأميركان لإنقاذ اوروبا والعالم من الفاشية وهزيمتهم وتحرير اوروبا والعالم .

ايران ومعاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية :
قامت ايران على اثر تأسيس مركز البحوث النووية بتوقيع معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية عام 1968، وصدقت عليها في عام 1970، مما جعل البرنامج النووي الإيراني تحت المراقبة ومتابعة الوكالة الدولية للطاقة الذرية حيث كانت الولايات المتحدة والحكومات الأوروبية الغربية الداعمين والمساهمين في البرنامج النووي الإيراني حتى قامت الثورة الايرانية عام 1979 وأطاحت بالشاه ، حينها أوصى الخميني بحل كل أبحاث الاسلحة النووية السرية للبرنامج، حيث اعتبر هذه الأسلحة محظورة بموجب الأخلاق والدين الإسلامي
ولكنه سرعان ما أعاد السماح بإجراء بحوث صغيرة النطاق في الطاقات النووية، وسمح بإعادة تشغيل البرنامج خلال الحرب الإيرانية العراقية، ولكن خضع البرنامج لتوسع كبير بعد وفاة الخميني في عام 1989. وقد اكتمل هذه المرة بمساعدة روسيا عبر وكالة روساتوم الروسية الحكومية. وكانت ايران قد اعلنت أنها تعمل على إنشاء محطة جديدة للطاقة النووية قدرته 360 ميجاوات. فالبرنامج النووي الإيراني شمل عدة مواقع بحث، اثنين من مناجم اليورانيوم ومفاعل أبحاث، ومرافق معالجة اليورانيوم التي تشمل محطات تخصيب اليورانيوم الثلاثة المعروفة.يعتبر مفاعل بوشهر أول محطة للطاقة النووية في إيران، وكانت ايران قد أوضحت بأنها تسعى لتصنيع محطات متوسطة الحجم لإنتاج الطاقة واستكشاف مناجم اليورانيوم في المستقبل. وذلك في نوفمبر 2011، وقد انتقدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مجلس محافظي إيران. وبعد تقرير الوكالة خلص إلى أن إيران على الأرجح قد أجرت البحوث والتجارب الرامية إلى تطوير قدرات الأسلحة النووية قبل عام 2003 م

مصر وبرنامجها النووي :
الحقيقة ان اول بلد عربي فكر وبدأ برنامج للطاقة النووية هي جمهورية مصر العربية وذلك في عام 1954؛ عندما تم إنشاء أول مفاعل نووي للأبحاث حمل اسم مفاعل البحث والتدريب التجريبي-1 (ETRR-1) وقد تم الحصول عليه من الاتحاد السوفيتي عام 1958 حينما أعلن جمال عبد الناصرعن افتتاح المفاعل في (أنشاص الرمل ) على مقربة من دلتا النيل
وذلك في عام 1964 وكان من المقرر أن يُنتج المفاعل 150 ميغاواط و في عام 1976 تأسست محطات طاقة نووية صغيرة الى ان تأسس مفاعل نووي هو الأهم والابرز في مدينة الضبعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط عام 1983 م.
ومن المعروف انه في عام 1968 وقعت مصر على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية لكنها أجلت التصديق عليها بعدما تُأكد لها أن إسرائيل قامت بتطوير برنامج للأسلحة النووية. لكن بعد كارثة تشيرنوبيل 1986جمدت مصر كل ما يتعلق بمشروعاتها النووية مما افقد مصر الكثير من الخبراء والعلماء الذين اضطروا إلى السفر إلى الخارج بحثا عن فرص العمل. بعضهم انضم للعمل في برنامج العراق النووي وآخرون هاجروا باتجاه كندا وهولندا .

العراق وبناء المفاعل النووي :
اما العراق فقد بدأ البرنامج النووي لديهم بعد توقيع مذكرة تفاهم مع الاتحاد السوفيتي في17 أغسطس عام 1959م، لبناء مفاعل نووي ، وفي 1968م تم الانتهاء من بناء مفاعل بحثي صغير من نوع (IRT-2000 مع منشآت قادرة على إنتاج النظائر المشعة بالقرب من بغداد ،وفي سنة 1975م، قام صدام حسين بزيارة موسكو وطلب بناء محطة نووية متطورة، ولكن السوفييت اشترطوا أن تكون المحطة تحت سيطرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولكن العراق رفض، وبعدها في 15 أبريل من نفس السنة، وقعت إتفاقية تعاون بين الطرفين وتعد هذه الإتفاقية تالية لإتفاقية عام 1959م ، وبعدها بستة أشهر وافقت فرنسا على بيع 72 كيلوغرام من اليورانيوم بدرجة 93 ، كما وافق الفرنسيين على بناء محطة نووية دون سيطرة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبكلفة 3 مليار دولار.
في أواخر السبعينات أمر صدام بإنشاء برنامج أسلحة نووية سري حينما اشترى العراق مفاعل نووي من طراز (Osiris)، وكان المفاعل معد لأغراض نووية بحثية سلمي ، ولكن إسرائيل شككت بدوافع العراق، واعتبرت إنه سيستخدم لصناعة أسلحة نووية ،ولكن في 7 حزيران 1981م، قامت إسرائيل بشن هجوم مفاجئ بسرب طائرات إف-16 منطلقة من قاعدة سيناء والتي كانت تحت السيطرة الإسرائيلية آنذاك وعبر أراضي المملكة السعودية ووصولاً للعراق، وقامت بتدمير مفاعل تموز 1 وتموز 2 الذي كان تحت قيد الإنشاء على بعد 17 كيلومتر من جنوب شرق بغدا، كما تم قصف المنشآت النووية العراقيية بشدة في حرب الخليج الثانية، وتلتها فترة التفتيش على المنشآت من قبل المفتشين الدوليين، ومرت بمراحل عدة بين المنع والسماح لهم بالتفتيش، وتعرضت المنشآت النووية لأضرار وسرقت في حرب الخليج الثالثة.

العرب وضرورة السير في برنامجهم النووي :
لكن تبقى الحقيقة التي يجب علينا كعرب ان نعلمها ونفقهها جيدا ان الولايات المتحدة لن تستطيع منع ايران من امتلاك السلاح النووي مهما حاولت وقالت وعاقبت ، فهي لم تستطع منع كورياالشمالية من صنع قنبلتها النووية والذرية وربما حتى امتلاكها للقنبلة الهيدروجينية وهي التي مفروض عليها عقوبات وحصار دام اكثر من خمس عقود ، ولم تستطيع مراجعة اسرائيل ومنعها من صنع قنابلها النووية ، ولم تتمكن من حرمان باكستانالاسلامية في خطو نفس خطوة جارتها الهند في امتلاك سلاحها النووي فكيف لن ان نصدق او نثق في ان الولايات المتحدة ستمنع ايران من حقها النووي والمعلوم لدينا ان البرنامج النووي الايراني اساسه الولايات المتحدة التي قدمت برنامجها الشاه قبل ستين عاما تحت عنوان (الذرة من اجل السلام ) .
فما على العرب وحلفاء الولايات المتحدة الا السير في خطى ابران والبدء ببرنامجهم النووي الموحد والدخول معمان الدول المنتجة للطاقة النووية و القادرة على امتلاك وصنع قنابلها النووية للردع اولا وليطلق عليه ( برنامج النووي من اجل الامن والامان )
فالسعودية والامارات رسميا أعلنوا عن تطلعهم بل بالفعل اتخذوا خطوات جريئة في سبيل امتلاك الطاقة النووية سلميا ورحلة الالف ميغاواط تبدأ بخطوة .
لاخيار امام العرب الا ذلك فكل الامكانيات المادية والعلمية. متوفرة لدى العرب ولم يبقى الا الشروع في عدة برامج نووية في عدة بلدان عربية تحت هدف واحد الردع اولا لتحقيق الامن والامان ثانيا .