كلام ليس في محله – بقلم : واثق الجابري – العراق

آراء حرة …..
واثق الجابري – العراق ….
عشرات الأمثلة لقواميس الكلمات وقوانينها، لكنها كالعادة وضعت في غير محلها، فأدت الى إنتاج عقدة في الحاضر مرتبطة بالماضي، ولن تتقدم الى الأمام، وستؤدي بالضرر على المواطن والمصلحة العامة وبنية المؤسسة التي صارت تراوح في مكانها، بل حتى العالم بدأ ينظر لكثير منا لعدم إمتلاكنا رؤية إستراتيجية تستشرف المستقبل بخطط إستراتيجية.
جل ما يشغل القوى السياسية، وما يكتب عنه الكتاب، ويتحدث عنه المحللون ويتوقع نتائجه المجتمع بخوف كمحصلة لسابق الحديث، هو خلاف وإفتعال أزمات ونهاية كل أزمة ..أزمة أشد
يعتقد بعضهم أن الحل بهذه الطريقة هو حسنة ومنجز، ولا يفكر كم أستنزفنا وإستهلكنا من الكلام، وكم تولدت من الكراهية والعقد والشكوك، وعدم وضوح ملامح العمل السياسي، وحتى التفكير المجتمعي إبتعد عن التفسير المنطقي، لوجود من ينطلق بفكر مخالف ثم يعود بمخالفة ما كان يدعو له.
إستخدم معظم الساسة والكتاب والمحللون، مقدمات متشابهة في معظمها لا تدل على طموح مستقبلي، وصار من الواضح على أنها محاولات مستهلكة، وأن العراق ما بعد 2003 تأسس على أنقاض نظام دكتاتوري، والمسؤول الفلاني لا يستطيع العمل بشكل جيد، لوجود تراكمات تركها سابقه، وأن العملية السياسية بل حتى الواقع المجتمعي والإقتصادي والصحي والتربوي وكل ما يخص الحياة العامة، لا يمكن إصلاحه أبداً، وعلينا قبول الحاضر بكل عيوبه.
هكذا إقتصر الحديث بتدوير الماضي، والإستغراق بالحديث عنه، فمرة نتحدث عن أن العراق صاحب حضارة عميقة وكبيرة لا يناسبها الواقع، وآخرى يطول الحديث عن عقد الحاضر وفقدان الحلول، ولم نأخذ الأخطاء كنقطة إنطلاق الى مستقبل يبحث عن حلول، وعقدة الماضي لا تغادرنا في كل خطبنا وكأننا لا نفكر بالمستقبل، أو لا نبحث عن حاضر يلعن الماضي بحسن الأفعال، دون الحاجة إلى مقدمات نلعن بها الماضي.
الكلمات هي ذات الكلمات، سلاح ذو حدين، وصحيح أن الماضي مرتبط بالحاضر، وهذا بالمستقبل، ومن لا يعرف الماضي لا يعيش الحاضر ولا يفكر بمستقبل، لكن الإستغراق بالماضي واليأس من الحاضر، لا يجعل للمستقبل صورة في الأذهان، وهذا ما يعطي إنطباع عام على أن لا خروج من تراكمات الماضي، ولا تحسين لحاضر نحصد نتائجه في المستقبل.
الإتكاء على تراكمات الماضي، وإعادة المقدمات المستهلكة، لن تزرع أملا في الحاضر، ولا إشراقا في المستقبل، وإن كان بعض الساسة لا يملكون سوى التذرع بالماضي، فواجب الكتاب والمحللين والساسة الوطنيين؛ مغادرة الماضي والتحليق نحو المستقبل، والحديث الطويل عن الماضي كلام في غير محله.
الماضي مؤلم، والحاضر فيه عثرات، لكن للمستقبل سبل لا يمكن الوصول لها باليأس والإحباط والتنصل من المسؤولية