قدرة حماس العسكرية وتوازن الرعب في تغيير قواعد الاشتباك.. بقلم : بكر السباتين

آراء حرة …..
بقلم : بكر السباتين …
وما علاقة “البنتكوين” بإيصال الدعم إلى حماس؟ وأسئلة أخرى..
حماس في حروبها المقبلة مع الكيان الإسرائيلي تركز على تطوير أسلحتها بحيث تؤمن الحد المطلوب من الردع للحفاظ على توازن الرعب الذي يكف يد “إسرائيل” الطائلة عن ضرب غزة كلما ارتأت ذلك.. أي أن جزءاً كبيراً من خيوط اللعبة باتت في يد المقاومة المتمترسة في غزة. ويكفي أن حماس إذا قالت فعلت وأثرت على نتائج أي حرب محتملة.
وهذا ما جعل أنصار المقاومة يراهنون بشدة على فعاليتها؛ الأمر الذي جلب لها دعماً مالياً من كل أنحاء العالم بالإضافة إلى الدعم المالي والتقني غير المشروط الذي توفره إيران لحركتي الجهاد الإسلامي وحماس في قطاع غزة .. هذا إذا أخذنا بعين الاعتبار الدعم الذي يصل حماس عن طريق عملة البينتكوين الافتراضية.. حيث كشف لنا الناطق باسم كتائب القسام “أبو عبيدة” يوم الخميس 31 يناير 2019، في تغريده له على تويتر، أن استقبال الدعم للمقاومة يكون “عبر عنوان المحفظة الرسمي بالموقع الإلكتروني للكتائب” من خلال عملة “بتكوين” الافتراضية. وقال: “إن العدو الصهيوني يحارب المقاومة من خلال محاولة قطع الدعم عنها بكل السبل”.
وكما هو معلوم فإن “البيتكوين” عبارة عن عملة (افتراضية) تعتبر الأكثر أماناً في الحالات المشابهة لحصار غزة،؛ لأن التبادل بهذه العملة يتم بين العملاء بعيداً عن أعين المراقبين من خلال حصالات (محفظات نقود) وغرف مظلمة في الإنترنت حصراً، ولا يُعرف لمن تعود ملكية تلك الحصالات كما توضع في رصيد وهمي، مع إمكانية مزاولة عمليات البيع والشراء به من خلال الإنترنت فقط.
وبالعودة إلى صواريخ القسام بكل أنواعها فإنها باتت تشكل الخطر الأكبر على الأمن الإسرائيلي نظراً لكون خبراء حماس استغنوا نسبياً عن الخبرات الإيرانية وباتت الصواريخ الموجودة في الترسانة الحمساوية خاضعة للتطوير من قبل خبراء حماس وكادرها العلمي المتميز والقادر على التعاطي مع المواد الأولية المتاحة باقتدار.. لتوفر هذه الكفاءات أجيالاً جديدة من هذه الصواريخ مع منصات إطلاقها التي فاجأت العدو وحاصرت نظريته الأمنية التي تعتمد على جاهزية القبة الحديدية التي انهارت أمام صواريخ المقاومة التي أصابت العمق الإسرائيلي باقتدار.
ففي سياق ذلك ذكرت القناة الـ12 في التلفزيون العبريّ أن حماس باتت تمتلك صواريخ قصيرة المدى جديدة تشكل تحدياً لمنظومة “القبة الحديدية” المضادة لمثل هذا النوع من الصواريخ. وأضافت القناة، نقلاً عن مصادر أمنيّة إسرائيلية رفيعة أنه في إطار استعدادات حماس للمعركة المقبلة مع إسرائيل فإنّها لا تتوقف عن تجديد ترسانة الأسلحة التي بحوزتها، وبشكلٍ خاص فإن هذا الصاروخ الجديد قصير المدى الذي يحمل كمية كبيرة من المتفجرات يمكنه إلحاق الضرار الشديد في الموقع المستهدف الأمر الذي جعل نتنياهو في عدوانه الأخير على غزة يطلب الوساطة من مصر لإقاف الحرب راضخاً لمطالب المقاومة التكتيكية في إطار ما كان مطروحاً حينذاك.
من جانبه قال مصدر عسكري في جيش الاحتلال الإسرائيلي إن حماس في القطاع تمتلك أكثر من خمسة عشر ألف صاروخ، بأمدية وأحجام مختلفة، مُضيفاً، وفق ما نشره موقع “مفزاك لايف” العبريّ، إنّ حماس لا تزال تبني وتطور في منظومتها العسكرية، لا سيما في تصنيع الأسلحة والقذائف الصاروخية مختلفة الأمدية، وتابع إنّ مقاتلي حماس لديهم قدرات عسكرية هجومية كبيرة مُختلفة عمّا كانت عليه قبل حرب صيف 2014، وأنّ الحركة تصوب كامل طاقتها ليل نهار منذ انتهاء الحرب الأخير في تطوير ترسانتها ومنظومتها العسكرية، مُشدّدًا على أنّه من بين الـخمسة عشر ألف صاروخ، فإن هناك أكثر من ألف صاروخ بعيد المدى يصل مداه إلى حيفا وغوش دان.
كيف وصلت هذه الصواريخ أو موادها الأولية إلى القطاع المحاصر!؟ لا أحد يعلم إلا خبراء حماس وجهازها الاستخباري الذي يشتغل بفعالية شديدة.. لا بل أن الإسرائيليين فوجئوا بالقدرات الإلكترونية التي باتت بحوزة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومكنتها من اختراق أجهزة اتصال جنودهم وضباطهم، واستقاء معلومات عسكرية حساسة.
هذه الجاهزية تقض مضجع قادة الكيان الإسرائيلي بينما تزيد من إيمان المقاومة بالقدرة على التصدي لأي هجوم إسرائيلي مباغت، لا بل أنها قادرة على تكبيد العدو خسائر لا تحتمل بعد أن مرغت أنف الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر بالأرض.. في إطار فرض المقاومة لتوازن استراتيجي مناسب في ظل هذه الظروف العصيبة بحيث تمكن المقاومة من خلال ذلك تغيير قواعد الاشتباك.