بأنتظار الموت عنيفاً – شعر : ذي الجنون الحازب آل فتله

الشعر ….
تتفتحين كزهرةٍ
وكماءِ دجلةَ َ
تصعدين َ سلالم َ الأحلام بي
أمس إنتظرتكِ
وانتظرتكِ في الصباح ِ ولم تجيئي
في المساء ِ جمعتُ أحزاني
سحبتُ كآبتي للبحرِ
لاأدري بأيةِ هوةٍ صرتُ
انتظرتكِ
وانتظرتكِ
وانتظرتكِ
مرت الأعوامُ محبطةً بصدري
مر تأريخي
دماءً كان في عجلون تأريخي
وفي بيروتَ كان مطوقاً بالزيفِ
أيقظني انتمائي للجذورِ
سألتُ عنكِ
وعدتُ للترحال ِ
في بغدادَ أتعبني التسكعُ
وانتظرتكِ في محطةِ موتنا الأولى
انتظرتكِ في محطةِ موتنا الأخرى
أوشكتُ أن أبكي
رجعتُ مكبلاً بالصمتِ
للبيتِ الذي عشنا به زمناً من الذكرى
فلم أجد الذي سميتهُ بيتا
دخلتُ متاهة ً طابوقها جمرٌ
عطشاً
شربتُ مياهنا دمعا
ولاأشكو
لأن مدينةَ الفقراءِ كل بيوتها جمرٌ
وكلّ مياهها دمعُ
وكل أناسها مثلي
هم الفقراء ينتظرونَ مثلي
آه لو تأتينَ لي طيرا
لأمنحهُ دمي
ولنلتقي بالموتِ في بغدادَ
أو لبنانَ
أو في ساحةٍ أخرى
ليصبحَ حزننا حزنا
ويغدو موتنا موتا
فدائيٌّ أنا ياريح
فأصغي لي
فدائيٌّ أنا
والحرُ أن يبقى
ــ22 تموز 1972
بيروت