أحداث نيوزيلاندا: هل هو طوق نجاة للدول الإسلامية – بقلم : د. وجيه الجوهري

آراء حرة …
فلوريدا: د. وجيه الجوهري – امريكا
استيقظ الناس في ربوع العالم على خبر المجزرة النيوزيلاندية التي تناقلها الفيسبوك..حية.. واضحة ..جلية ،في ال 15 من مارس/ آذار 2019. الحدث الذي زلزل العالم الإسلامي وقت صلاة الجمعة.. هذا العالم الإسلامي الذي كان ومازال يُتهم بالإرهاب ورعايته! هل انتشار الكراهية والعنف سيثلج صدور الفاشية الجديدة.. معظم القتلى المسلمين أناس فروا من الحروب والاضطهاد ليجدوا في نيوزيلاندا ملاذاً آمناً.. الموت الذي فروا منه وجدوه في مجتمعهم الجديد ومِن قبل أناس مهاجرين أوهمهم الغباء أنهم أصحاب أرض ويجب قتل أتباع محمد لانهم بقايا الدولة العثمانية وأنهم من سلالة من ينشرون الإرهاب في أوروبا وغيرها. القتل في دور العبادة لم يفرق بين مسجد أو كنيسة أو معبد
أن تطاول الجناة من خلال مشهد حي في قالب من قوالب الفيديوجيم من فصيلة DOOM ما هو الا تطاول على الاستخبارات العالمية وعلى من غض الطرف عن مجزرة ضد الإنسانية قبل أن تكون مجزرة ضد عدد عزل من مسلمي المهجر.
قال رب العزة “وامشوا في مناكبها وكلوا من رزقة” بينما نرى الإحتماء في الدول المتقدمة ما هو الا مشي نحو الهاوية.. هاوية الفاشية الجديدة.. هاوية الاستخبارات الفاشلة.. هاوية الأمن المتآكل.. هاوية السوشيال ميديا بما فيها من شلل نصفي، واذن لا تسمع ، وعين لا ترى أو تكتب، ولسان آلمه الحديث كثيرًا عن الحريات!
هل ستنجح نيوزيلاندا في إمتصاص غضب العالم الإسلامي ..وهل سينجح ترامب في نفي تهمة رعاية الإرهاب اليميني والفاشية الجديدة في إضطهاد المسلمين! وهل سيتوقف مواقع التواصل الاجتماعي عن رعاية الإرهاب ومنحه منصات إعلامية لبث الجريمة حية لكل ما يريده أم سيُقدم نفس المنصات للمتشددين الإسلامين لنشر مشاريعهم المستقبلية! أتذكر في فترة 2001 عندما كانت الحكومة الأمريكية تُرحل من يتفوه بأي كلمة عبر السوشيال ميديا ذات مغزي أو إيحاء بتعاطف مع أي من المتشددين.
نيوزيلاندا هذا الحمل الوديع صاحب ” لورد أوف زا رينج” أو كما يعرف ب ” سيد الخواتم” أصبحت بين جمعة وظهيرتها في بؤرة الإرهاب .. تَوهم الغرب والشرق أن الإرهاب عربي وإسلامي ونسوا أو تناسوا إن الإرهاب كيان بلا وطن أو دين محدد.
هذا العمل الإرهابي قدّم ل” الدولة الإسلامية” و”القاعدة” و”منظمات الجهاد” طوق نجاة للخروج من كبوتها ونيل التعاطف المرغوب بين غالبية الجموع المسلمة. وكما قال الحاج “نيوتن” في القانون الثالث من قوانين الحركة في الميكانيكا التقليدية أن لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار ومضاد له في الإتجاه..ننتظر حلول الدولة النيوزيلاندية لهذا الأمر الجلل وكذلك رؤساء الدولة الغربية.
للأسف اذا فقد المغتربون في المهجر عنصر الأمان وشعروا بالتقصير الأمني والاستخباراتي لحمايتهم ربما ستتحول إنطباعاتهم وإتجاهاتهم نحو تورا بورا..اذا سادت الفوضى فقد تتحول المساجد الى ثكنات عسكرية من أجل حماية المستضعفين وربما تتكالب شركات الأمن في القيام بهذه المهام من أمثال شركات ” بلاك وتر” و ” بن لادن ليمت” و ” الظواهري إخوان” وغيرها من شركات الردع الحاسم.
وكما قال رب العزة في سورة النساء، الآية: (102) :
﴿ وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ﴾.
اذا وصل المسلمون لهذه الحالة فقل للعالم”سلام قولا من رب رحيم”.