من كل اتجاه – تهب الرياح من كل اتجاه .. هكذا أفكر أنا – بقلم : ادوارد جرجس

آراء حرة ….
إدوارد فيلبس جرجس – نيويورك …..
عندما تغيب الشمس ويأتي الظلام ، تلقائيا نحرك مفتاح الإضاءة ليحل النور ويعطي بهجة للمكان ، اتخيل لو أن الصباح الكهربائي لم يكن موجودا ، وحتى الآن نستخدم المشاعل والمصابيح التي توقد بالكيروسين ، بالتأكيد أن الحياة ستصبح كئيبة ، وكما يعطي المصباح الكهربائي بهجة ، الأم في المنزل هي بهجته ، ولولا الأم ما كنا تمتعنا ببهجة المصباح الكهربائي ، لأن أديسون الغبي كان لن يتمكن من اختراعه ، ربما هذه القصة البسيطة تعطينا المذاق الحلو والحنان للأم بالنسبة لأطفالها ، القصة الحقيقية تقول : عندما عاد الطفل إلى المنزل قال لأمه : هذه رسالة من إدارة المدرسة . قاومت الأم دموعها وهي تقرأ الرسالة لطفلها بصوت عالي ، إبنك عبقري والمدرسة صغيرة عليه وعلى قدراته ، عليك أن تعلميه في المنزل . مرت السنوات وتوفيت والدة أديسون ، والذي تحول إلى أكبر مخترع في تاريخ البشرية . وفي أحد الأيام وهو يقوم بالبحث في خزانة أمه ، عثر على رسالة كان نصها ، “إبنك غبي جداً ، فمن صباح الغد لن ندخله المدرسة ،  بكى أديسون كثيرا وبعدها كتب في دفتر مذكراته ، أديسون كان طفلا غبيا ، لكن بفضل والدته الرائعة ، تحول لعبقري . هذه هي الأم التي أضاءت حياة أديسون وأضاءت حياتنا أيضا ، استطاعت أن تحول غباء الأبن إلى ذكاء خارق ونبوغ لا حد له ، أحببت من خلالها أن أقول لكل الأمهات ، كونوا مثل والدة أديسون مع أطفالكم . قصة إديسون شيقة ، سأقتطف منها بعض اللقطات. نشأ في أسرة فقيرة ، حين أتم عامه السادس عشر، تعلم مبادئ البرق اللاسلكي وشغل وظيفة عامل تلغراف طوال السنوات الأربع التالية، ثم البرق اللاسلكي، توالى فى شغل المناصب العليا فيما بعد نتيجة لقراءته لكتاب فارادي ” بحوث تجريبية فى الكهرباء”، ليشكل نقطة فارقة فى حياته حيث تم اكتشاف مقدرته على إصلاح أعطال جهاز الإرسال المركزى، لم يتوقف عند هذا الحد بل أجرى تحسينات متميزة على جهاز البرق الكاتب فكافئته الشركة بمبلغ كبير ما مهد له الطريق، ليفتتح مصنعه الخاص فى نيويورك لصنع أجهزة البرق الكاتبة فوصلت شهرته إلى مسامع الناس . اخترع إديسون المرسل الكربونى للهاتف وهو أول آلة تلغرافية ترسل آليا, ويسجل أصوات الناخبين إلا أنه لم يجد من يشتريه , ذات مرة  كان يعبث بقطعة من عجينة الكربون وراح يقلبها بين كفيه ثم شرع يصرخ وجدتُها!  حيث قرع الإلهام باب عقله ووصل إليه فكرة أن هذه العجينة تؤدى دور الفتيلة بشكل أفضل من غيرها من المواد التى جربها من ذى قبل, حاول بعدها مرارا مع فريق من المهندسين لإدخال الفكرة حيز التنفيذ، فيما ساعده فرانسيس أبتون على تحويل لفافة عجينة الكربون إلى فتيلة وظلا هكذا حتى عام 1879 مولد المصباح الكهربائى وخروجه إلى الحياة حيث صنعا مصباحا يعمل حتى 40 ساعة, لكن أديسون لم يقنع به فلا أحد يريد مصباحا يحترق بعد ساعات قليلة، استمرت محاولاته إلى أن استطاع أن يصنع مصباح أسلاك ومفاتيح ومولد كهربائى. كانت رحلة حياته حافلة بالعطاءات ، وكان الفضل كله لأمه التي أبت أن ترضخ لما وصفت به المدرسة أديسون بأنه ” غبي ” ، فثابرت حتى علمته وفتحت أمامه المجال ليدخل إلى عالم العلماء ، تحية لهذه الأم العظيمة
edwardgirges@yahoo.com