تعرف على الفرق الاسلامية : إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية يقول: الوقت قد حان لوقف لوم المسلمين

كتابات ومواد اسلامية …
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد خلال منتدى السلام السنوي الخامس عشر:
إن عدم المساواة والفقر المدقع وتجارة الأسلحة الدولية والسياسات الخارجية غير العادلة هي القوى المحركة للتطرف
قال الخليفة: صعود اليمين المتطرف “يثير مخاوف أيام الماضي المظلمة ”
أثبت حضرته أن الإسلام يرفض كافة أشكال التطرف وأن صراعات اليوم “جيوسياسية” لا علاقة لها بالدين
وقال حضرته إن القوى العالمية قد عميت بسبب قصر النظر وضعف البصر
ألقى أمير المؤمنين حضرة ميرزا مسرور أحمد، إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس (أيده الله تعالى بنصره العزيز)، الخطاب الرئيس في منتدى السلام السنوي الخامس عشر الذي تستضيفه الجماعة الإسلامية الأحمدية في المملكة المتحدة.

وقد أقيم هذا الحدث في مسجد بيت الفتوح في لندن وحضره أكثر من 900 شخص من 31 دولة منهم 570 ضيف من غير الأحمديين بما فيهم وزراء في الحكومة وسفراء دول وأعضاء في البرلمان وغيرهم من كبار الشخصيات والضيوف.
وخلال الحدث، قلّد حضرته السيدة أنجيلينا أليكسييفا، ممثلة الدكتور ليونيد روشال، وهو طبيب أطفال مشهور من موسكو في روسيا ورئيس الصندوق الخيري الدولي لمساعدة الأطفال في أماكن الكوارث والحروب، جائزة الجماعة الإسلامية الأحمدية للنهوض بالسلام تقديرًا على خدماته الطبية والإنسانية المتميزة.

وفي خطابه، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد إن الجماعة الإسلامية الأحمدية لن تتوقف أبداً عن جهودها في نشر السلام في العالم. وحث قادة العالم والحكومات على “تغيير أولوياتهم” والمساعدة في تخفيف معاناة الناس في الدول النامية.
كما أدان حضرته بشدة تجارة الأسلحة الدولية وقال إن أيدي الدول التي تنتج الأسلحة التي تستخدم في البلدان التي مزقتها الحروب “ملطخة بالدماء”. وقال أيضا إن الأطفال الذين يولدون في فقر مدقع أو في مناطق الصراع هم أهداف سهلة وهشة لتجنيدهم من قبل الإرهابيين. وتحدث حضرته عن مخاطر التطرف بين المسلمين والتهديد المتزايد لليمين المتطرف. كما نفى حضرته الادعاءات القائلة بإن التعاليم الإسلامية تشجع أي شكل من أشكال الإرهاب أو التطرف
وفي معرض حديثه عن الجهود المستمرة التي تبذلها الجماعة الإسلامية الأحمدية لنشر السلام وتعزيز الاحترام المتبادل والتسامح، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
“إن ديننا يطالبنا بمحاولة حث الناس في جميع أنحاء العالم، سواءًا كانوا أغنياء أو فقراء، أقوياء أو مضطهدين، متدينين أو غير متدينين على السلام والعدالة”
ومتحدثًا عن الأولويات العالمية، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
“في الآونة الأخيرة، كانت إحدى القضايا التي ناقشها العديد من السياسيين والمفكرين مسألة تغير المناخ وبالتحديد تخفيض انبعاثات الكربون.
السعي إلى حماية البيئة والعناية بكوكبنا يمثل قضية ذات أهمية ونبيلة للغاية بالتأكيد، ومع ذلك ينبغي في الوقت ذاته أن يدرك العالم المتقدم، ولا سيما قادة العالم، أن هناك قضايا أخرى يجب معالجتها بنفس الإصرار

وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد:
“إن الأشخاص الذين يعيشون في أفقر دول العالم لا يهتمون بالبيئة أو بأحدث الأرقام المتعلقة بانبعاثات الكربون؛ بل هم يستيقظون كل يوم متسائلين عما إذا كانوا قادرين على إطعام أطفالهم”.
ومسلطًا الضوء على عواقب الفقر على المدى الطويل، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
“يجب ألا نعتبر هذه المعاناة مشكلة الآخرين، بل يجب أن ندرك أن هذا الفقر تنتج عنه آثار خطيرة على العالم الأوسع وتؤثر بشكل مباشر على السلم والأمن العالميين. وحقيقة أن الأطفال ليس لديهم خيار إلا قضاء أيامهم في جلب المياه لعائلاتهم يعني أنهم غير قادرين على الذهاب إلى المدرسة، أو تحصيل أي شكل من أشكال التعليم. إنهم عالقون في حلقة مفرغة من الأمية والفقر، يبدو أنه لا نهاية لها وهي تدمر المجتمع بشكل كبير.”
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد:
“ويتم اصطياد هذا الشعور بالإحباط من قبل المتطرفين الذين يغرون الفقراء بالمكافآت المالية والوعود بحياة أفضل لعائلاتهم. وبالمثل، فإن استهداف الشباب الأمي يعني أن للمتطرفين مجالا حرا في تحويلهم إلى التطرف وغسل أدمغتهم. ”
ثم قال حضرته:
” يجب عدم النظر إلى الدول الفقيرة باستخفاف، بل يجب أن نعتبرها جزءًا من عائلتنا – إخواننا وأخواتنا. وبمساعدة الدول النامية على الوقوف على قدميها، ومن خلال منح الناس الفرص والأمل، سنكون في الواقع نساعد أنفسنا ونحافظ على مستقبل العالم.”
وفي إشارة إلى صعود القومية والتهديد من اليمين المتطرف في العالم الغربي، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
“نتيجة للهجمات الإرهابية الأخيرة والهجرة الواسعة النطاق إلى الغرب، كان هناك أيضا ارتفاع خطير في النزعات القومية في العديد من البلدان الغربية، مستحضرين مخاوف أيام الماضي المظلمة. ومما يبعث على القلق بشكل خاص أن الجماعات اليمينية المتطرفة أصبحت أكثر جلافة، وقد شهدنا زيادة في مشاركتها في الحكومات وحققت مكاسب سياسية، هم أيضا متطرفون ويسعون إلى تسميم المجتمع الغربي عن طريق تحريض الجماهير ضد أولئك الذين يختلفون عنهم في اللون أو في المعتقدات”.
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد:
“بالإضافة إلى ذلك، أصبح خطاب بعض زعماء العالم النافذين أكثر قومية وعدائية، حيث تعهدوا بوضع حقوق مواطنيهم فوق حقوق الآخرين. لا أشكك في حقيقة أنه تقع على عاتق الحكومات والقادة مسؤولية رعاية شعوبهم وحماية مصالحهم. بالتأكيد، طالما أن القادة يتصرفون بعدالة، ولا ينتهكون حقوق الآخرين، فإن محاولات تحسين حياة مواطنيهم هي فضيلة عظيمة. ولكن السياسات التي تستند على الأنانية والجشع والاستعداد لمصادرة حقوق الآخرين هي سياسات خاطئة ووسيلة لزرع الخلاف والانقسام في العالم”.