تهب الرياح من كل اتجاه : هكذا افكر انا – بقلم : ادوارد جرجس

آراء حرة ….
بقلم : إدوارد فيلبس جرجس
الكلمات الأولى التي أكتبها بعد أن هبطت بي الطائرة إلى أرض الوطن ، ولو سألني أي أحد ، عن رأيي فيما أشاهاده بعد غياب أكثر من عام ، سأجيبه كل شيء تكاتك ، والتكاتك جمع توكتوك ، والتوكتوك اتخذه دائما إشارة لكل ما هو لامعقول ، حقيقي الشعب يعيش في اللامعقول وللأسف لا معقول المعيشة  جر معه لا معقول الأخلاقيات والضمير والسلوكيات  ، أقولها وأنا مرتاح الضمير وأحمل كل أمانة وشرف القلم ، أقولها وأنا أعيش فيها ليس بصفتي متضررا فأنا لا أدعي أن غلاء الأسعار قد أصابني في مقتل ، لكن يوجد من أصابهم في مقتل دون مبالغة أو تلاعب بالألفاظ ، فليس من صالحي أو يفيدني بشئ أن أكتب في هذا الموضوع ، فأنا مع ثورة 30 يونية قلبا وقالبا ، ومع خطوات الرئيس التي يسعى بها إلى الإصلاح بصورة جدية وليس رتق الثوب القديم بقطعة جديدة فيأخذ الجديد من القديم ويزداد تهلهله ويتحول الأمر إلى الأسوأ ، لكن على الرئيس أيضا أن ينظر بعين فاحصة إلى القرارات التي يتخذها  بعض من يتولون المسئولية  ليس من باب الخوف على البلد ، لكنه الخوف إلى حد الموت على الكرسي ، والطمع في نيل حزمة من التصفيق والتكريم  ، دون النظر إلى المأساة الحقيقية التي يعيش فيها معظم الشعب والتي دخلت إلى حيز اللامعقول مما جميعه وبكل ما تحمله الكلمة من جنون ، وليس أمام الدولة إذا أرادت الخروج من حيز اللامعقول إلى المعقول سوى طريقين ، أولهما التأني في المرحلة القادمة عند إصدار أي قرار متسرع لإلغاء ما تبقى من الدعم على بعض السلع الذي يؤدي على الجانب الآخر إلى رفع الأسعار وفي هذه الحالة لا تنطبق كلمة ” رفع الأسعار ” والأفضل أن نقول ” حرق الأسعار ” لأنها بالفعل وصلت إلى قمة القمة واستفحلت ، والثاني أن تتولى الجهات المنوط بها المراقبة عملها كما يجب وليس بثرثرة المقاهي ، وأن تكون المراقبة بصفة دائمة وليس بالصيحات التي تظل على الأكثر عدة أيام  ثم العودة  ، وهذا هو ما اعتدنا عليه من المسئولين دائما ، وأقول دائما بمعنى في كل الفترات السابقة وحتى الآن ، لا تغيير ولا تبديل ، ويزداد بعد كل مرة الجشع والطمع لكل أصحاب الضمائر الميتة وما أكثرهم الآن وقد تحولوا إلى غيلان لا يصلح معهم تفاهم أو نقاش ، لم أكن أجرؤ أن أكتب كلمة واحدة وأنا خارج الوطن معتمدا على ما أقرأه أو أسمعه فقط ، لكن كلماتي بكل مرارتها هي إشارة حقيقية للمعاناة التي يعيشها الشعب ، ولو كتبت عن كل ما رأيته من اللامعقول ربما  أُبكى أصحاب الضمائر ، إن من يغفل أو يتغافل عن معاناة الشعب التي زادت عن حدها ويقف ليصفق فوق المنابر دون أن يبدي إعتراضه على واقع اللامعقول ، ليس جديراً لأن يكتب له أمام جنسيته أنه مصري ، كم من التفهاء صفقوا لأخطاء مراحل الحكم السابقة ، وذهبوا إلى مزبلة التاريخ ، الوطنية أن نقول وتعلو اصواتنا بكل صراحة ، فهذا اتمام لثورة بدأت منذ 30 يونيو وليس ضدها ، الوطنية أن نقول يأهل الله أعبروا بالشعب من اللامعقول إلى المعقول ولكم الثواب ، يا أهل الله أدوا دوركم في الرقابة بكل جدية وليكن لكم في التكاتك عبرة .