إدارة ترامب وإدراج الأخوان على قوائم الإرهاب – بقلم : انجي الحسيني

آراء حرة …
بقلم : إنجى الحسينى – مصر …
من حين لآخر تلاعب أمريكا حلفائها العرب بإصدار القانون الخاص بشأن إدراج الإخوان على قوائم المنظمات الإرهابية ، وذلك منذ أن قدم السيناتور الجمهوري” تيد كروز” إلى الكونغرس مشروع قانون لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابيةعام 2017 والذى كان قد سبق وقدمه عام  2015 على الرغم من صعوبة إصدار مثل هذا القانون  .
وإستمرارا لنفس السيناريو الهزلى فإن إدارة ترامب أنتهجت نفس النهج في تبني سياسة براغماتية في القضايا الخارجية بمداعبة  حلفائها الجدد بإدراج الإخوان على قوائم الإرهاب، وخاصة  أن مصر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة كانت قد صنفت جماعة “الإخوان المسلمين” تنظيما إرهابيا محظورا من أعوام .. حيث أعلنت صحيفة “وول ستريت جورنال” عام 2017 أن الرئيس ترامب  يستعد لإتخاذ قرار يعلن فيه تصنيف جماعة “الإخوان المسلمين” تنظيما إرهابيا، وإدراجها على لائحة العقوبات الأمريكية أسوة بباقي التنظيمات الإرهابية الأخرى، على الرغم من أن الأمر سيؤثر على علاقات واشنطن بعدة دول من بينها قطر وتركيا التي تحتضن الإخوان وهم الحلفاء القدامى لأمريكا إبان حكم أوباما ، وقد يؤدى ذلك لتعقيد العلاقات مع أنقرة التي تعدُّ حليفاً رئيساً لواشنطن وكذلك دولة قطرالتى تحكم علاقتها المصالح ، فإصدار مثل هذا القانون يعنى عدم الاستمرار في إحتضان القيادات البارزة لهذا التنظيم على أرضها، وعدم الإستمرار في تقديم الدعم المالي والإعلامي والسياسي لهم .
كما إن إصدار مثل هذا القرار قد يضع بريطانيا فى مأزق كبير وهى التى تأوى عدد كبير من القيادات الإخوانية بل ويتجنس عدد كبير منهم بالجنسية البريطانية بل إنه توجد ببريطانيا عدد كبير من المنظمات الإسلامية والتى تعمل تحت غطاء شرعى وغير شرعى والتى تتبع الإخوان المسلمين بطريقة ما  ومن ضمن تلك المنظمات ” مؤسسة قرطبة ” والتى قد نظمت مؤخرا مؤتمرا بعنوان «الإخوان المسلمين في الشرق الأوسط بين الثورة والتحول الديمقراطي وحقائق جديدة» والتى قد أتهمها رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون قبل خمسة أعوام بأنها إحدى جبهات الجماعة، حيث تنظم بشكل دوري لقاءات موسعة لقيادات الجماعة من كافة البلدان، لإعادة تقديم أنفسهم، وترتيب أوراقهم عبر الاستعانة بكبرى شركات العلاقات العامة، التي تعمل على غسل سمعة الإخوان في الغرب، مقابل عشرات الملايين من الدولارات.
وبناءا عليه فإن ما ناقشته لجنة الأمن القومي في الكونجرس الأمريكي منذ أيام قليلة والخاص ، بأن تنظيم الإخوان يمثل خطرا إرهابيا وإنه  يشكل تهديداً للأمن القومي الأمريكي ومطالبة رئيس اللجنة بإدراج الإخوان جماعة إرهابية على غرار ما حدث في الإمارات ومصر والسعودية، وإشارته إلى أن المغرب والأردن وتونس دول داعمة للولايات المنحدة في الحرب على تنظيم داعش، وعلي الجميع أن يضعوا تنظيمات الإخوان على قائمة الإرهاب، ومنها حركة حماس التابعة لتنظيم الإخوان.. ما هوإلا نقاش عبثي .
فالإخوان منظمة إسلامية راديكالية لها شركات عدة في أكثر من 70 دولة من بينهم دول أوروبية وعلى رأسهم إنجلترا كما أن قرار محكمة العدل الأوروبية التابعة للاتحاد الأوروبي، كانت قد قضت عام 2017  بإبقاء حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على قوائم الإرهاب بالإتحاد وهى التى تمثل الجناح الحركى لجماعة الإخوان ،  ثم يأتى قرار الخزانة الأمريكية فى بداية العام الحالى بإدراج “إسماعيل هنية “رئيس الحركة على قوائم الإرهابيين ما هو إلا ترتيب لأوراق اللعبة وتوزيع أدوار وأساليب ضغط على جماعة كانت فى يوم ما أداة تنفيذ مخطط الشرق الأوسط ومازالت تمثل نفس الأداة مهما أختلف الحلفاء ، فالجماعة هم الوحيدون الذين لا يؤمنون بفكرة الوطن وهم يتبعون قول سيدهم ” سيد قطب” (ما الوطن إلا حفنة من تراب عفن)  وعلى هذا الأساس يتصرفون وعلى هذا الأساس أيضا يتم أستخدامهم ولا يمكن أستبدالهم .