الشعر ….
شِعر: أ.د/ عبدالله بن أحمد الفَيْفي – شاعر من السعودية ….
فَـتَّحَ الصُّبْحُ عُـيُوْنًـا في الغَـبَـشْ
فاسْتَحَـى لمـَّا رأى عَـيْـنَي رَهَـشْ
وأَشَــاحَ الفَـجْـرُ عَـنَّـا إِذْ غَــدَا
مَغْـرِبًا في مَـشْرِقٍ فِيْـهِ ارْتَـبـَشْ(*)
طَـفْـلَـةٌ شَـنَّتْ عَوَادِيْ رُوْمِـهَـا
في دُجَى لَـيْـلٍ كأَعْرَاسِ الحَـبَـشْ
مـا رَأَتْ قَـلْـبًا نَـدِيًّـا بِـالهَـوَى
مـا تَـصَبَّـتْـهُ وغَـازِيْهـا بَطَـشْ!
* * *
صَبَّحَتْ فـي كُـلِّ غُـصْنٍ آيـَـةً
مِنْ غَـوالِـيْـها ومَسْرَاهـا نَـقَـشْ
في شَـذَا وَرْدِ النَّـدَى مِنْ وَرْدِهـا
وعلى الرُّمَّـانِ مِنْ وَجْدِي نَمَـشْ
قُلْتُ : يا بِنْـتَ القَوَافِـي ، بَـيِّـنِـيْ
ما عَـسَى أُخْـرَاهُ تَارِيْخُ العَطَـشْ؟
طَـالَ بِـيْ شِعْرِيْ، وطالَتْ غُرْبَتِيْ
في معَانِيْـهِ، بَكَى شِيْـنِيْ الأَجَشْ!
* * *
قُـلْتِ : ما شَأْنِـي بِقَلْبٍ شَـاعِـرٍ
كُـلَّما رَفَّـتْ يَـمَامَاتِـيْ جَهَـشْ؟!
فَـلَـكَ الحُـبُّ ولِــيْ حُـرِّيَّـتِـي
يا أَمِـيْرَ الشِّعْـرِ يا طِفْلَ الدَّهَشْ!
* * *
وانْـتَـهَـيْـنَـا وانْـتَـهَى دِيْـوَانُـنَـا
كَمْ هِلالٍ لو دَنَتْ شَمْسٌ نَـهَـشْ!
لا تُصَدِّقْ حُـبَّ لَـيْـلَـى ؛ طـالمـا
جَـرَّعَتْ قَـيْسًا بِكَاسَاتِ الغَشَشْ
لا تَـبِـعْ قُدْسَكَ، ما مِنْ عُـشْـبَـةٍ
فِـيْهِ تُـبْـتَـاعُ بِـ(قَـارُوْنِ) الحَـوَشْ
كُـلُّ مَنْ يَهْـوَى ولا يُهْـوَى فَقَدْ
صَبَّ نَـارًا بَيْن جَنْـبَـيْـهِ ورَشْ!
أ.د/ عبدالله بن أحمد الفَيْفي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) في لهجات جنوب (الجزيرة العربيَّة) يستعملون «رَبَش» بمعنى: أَرْبَكَ، و«ارتَبَشَ»: ارتبكَ. وهو تعبيرٌ له وجهٌ فصيح، وإنْ كان مندثرًا من العربيَّة. فأرْبَشَت الأرضُ: أورقتْ وتَفَطَّرتْ بمختلف الألوان من العشب. ومكانٌ أَرْبَش وأَبْرَش: مختلف اللون. (انظر: الأزهري، تهذيب اللغة، (ربش)). فلعلَّ الأصل اللهجي مأخوذٌ من هٰذا؛ لما يعتور المرتبِكَ من امتعاق لونٍ وتغيُّر ملامح واضطراب، كالأرض لمَّا تَرْتَبِش.