“مؤتمر مكة …. ماذا عن الأثمان والتكاليف المطلوب من الأردن دفعها !؟” بقلم : هشام الهبيشان

آراء حرة …
بقلم : هشام الهبيشان- الاردن …
تزامناً مع ما يسمى بمؤتمر مكة “(( هناك مجموعة اسئلة وشكوك تدور حول توقيته ،والنتائج  الكارثية المتوقعة على الأردن بحال الالتزام بمشاريع السعودية في المنطقة  مقابل دعم اقتصادي مشروط)) ” والساعي كما يتحدث السعوديون لانقاذ  الاقتصاد الأردني بعد اسبوع عاصف من الاحتجاجات في الأردن ، مع علمنا للأهداف الحقيقية  لهذا المؤتمر .
وهنا لايمكن لأي متابع لخلفيات هذا المؤتمر وابعاده المتوقعه ، أن ينكر حقيقة  أن هذا المؤتمر يأتي مع الوقت الذي يأمل به ترامب وبضغط حلفائه في الرياض وابو ظبي أن تتجه الأردن  نحو لعب أدوار جديدة في المنطقة ،نيابة عن الأمريكان والسعوديين ، وخصوصاً بالملف السوري واليمني ،فـ اليوم هذا الغزل السعودي – الأمريكي نحو  الأردن وقيادتها السياسية ، يخفي خلفه ما يخفي من كوارث يستهدف دفع الأردن  لها وتحت عناوين عدة .
واليوم ، وتزامناً مع تصريحات  السعوديين الإعلامية  والترويج الإعلامي الهائل  من قبل  بعض الاقطاب الأردنية المرتبطة بالمحور السعودي – الأمريكي لهذا المؤتمر ، والحديث “العاطفي ” والمبني للأسف على “عاطفة حمقاء ” من قبل البعض ،علينا أن لاننسى هنا أن هذا المؤتمر يأتي في الوقت الذي  تتحدث به  السعودية  والأمريكان عن ضرورة نشر قوات عربية  “غير خليجية  ” في شمال شرق سورية لتحل محل قوات الاحتلال الأمريكي المتواجدة بشمال شرق سورية ،والحجة بذلك أن القوات الخليجية منشغلة بالحرب على اليمن ، ومن هنا فقد عاد الحديث عن احتمال جر الأردن إلى مصيدة التدخل العسكري الأردني  في سورية ، بعد الحديث عن تفاهمات تمت بين الأمريكان والسعوديين تستهدف انتشال الأردن “مرحلياً ” من أزمته الاقتصادية  “ولكن ضمن شروط محددة ، واليوم ايضاً  هناك حديث سعودي – اماراتي  يدور خلف الكواليس عن احتمالات قوية لدفع الأردن  لنشر  وحدات عسكرية “برية ” وزجها بمعركة الحديدة اليمنية والتي مازال السعودي للآن يعاني بها تحديداً .
وهنا لا بدّ أن نعترف جميعاً ، بأنّ أي خطوة أردنية عسكرية نحو الذهاب للمستنقع السوري واليمني ، وحتى وان كان هذا الذهاب بالتوافق مع الجميع ،فلن تكون العودة منه سهلة كما يعتقد البعض ‘وستكون إثمانه و كلفه عاليه جداً على النظام الأردني نفسه  .
والسؤال هنا  هل  يعلم النظام  الأردني  بهذا المشروع السعودي والهادف إلى زج الأردن  بمشروعه التدميري في المنطقة ، وأن كان يعلم ذلك لماذا ذهب إلى هذا المؤتمر بالأصل ؟؟!!  ، مع علم النظام الأردني ، أن هناك إستراتيجية واضحة المعالم وتنتهجها بعض القوى الدولية والإقليمية على الدولة الأردنية  ، ومن خلف الكواليس ، بدأت تفرض واقعاً وإيقاعاً جديدين لطريقة عملها ومخطط سيرها ، فما يجري الآن التخطيط له “للأردن ”  ما هو إلا “مخطط كارثي “يستهدف جر الأردن خارجياً  إلى  حرب استنزاف للجيش العربي الأردني “كقوة اخيرة وواجهة تؤمن للأردن على الاقل الاستقرار الداخلي وحماية من الاخطار الخارجية “.
ونحن هنا اذ ندرك حيداً ،  حجم الضغوط الاقتصادية ،التي تواجه الأردن اليوم  ، والتي بدأت تلقي بظلالها وتداعياتها مؤخراً على صانع ومتخذ القرار الأردني ، ولكن كل ذلك لايبرر لأحد أن “يناقش مجرد النقاش ” موضوع زج الجيش العربي الأردني بتدخل محتمل في الحرب على سورية أو اليمن ‘ تحت عناوين وحجج واهية ومنها “محاربة تنظيم داعش والتصدي للتمدد الإيراني “، وهنا بدورنا نؤكد أنّ المزاج الشعبي الأردني رافض لهذا التدخل وهو قادر على الضغط على صانع ومتخذ قرار التدخل إن حصل .
ختاماً ، يأمل ترامب ويضغط من الرياض أن تتجه الأردن  نحو لعب أدوار جديدة في المنطقة ،نيابة عن الأمريكان والسعوديين ،فاليوم هذا الغزل السعودي – الأمريكي نحو الأردن وقيادتها السياسية “بعد عاصفة من الخلافات حول ملف القدس ومجموعة ملفات في المنطقة ” ، يخفي خلفه ما يخفي من كوارث يستهدف دفع  الأردن لها وتحت عناوين عدة ،نحن هنا بدورنا لن نستعجل تطورات الاحداث ،وسننتظر تطورات الواقع وحقائقه على الارض في الاسابيع والاشهر القليلة المقبلة ،وعندها حتماً نستطيع أن نبلور تحليل سليم لتطور الأحداث المرتبطة” بمؤتمر مكة “.
*كاتب وناشط سياسي – الأردن .
hesham.habeshan@yahoo.com