ما يحتاجه الأردن .. – بقلم : د . سمير ايوب

آراء حرة ….
بقلم : د . سمير محمد ايوب – الاردن ….
رسائل الأردنيين في هبة أيار 2018 ، تؤكد لكل بصير مستنير ، أن ما يحتاجه الوطن ، على جبهة الفقر والقهر والفساد ، أكثر ممّا يحدث حتى الآن ، من فعل ومن ردود فعلٍ . الوطن بحاجة قبل الإضطرار ، إلى إنتفاضة جمعية شاملة ، في التفكير وفي التدبير .
بمثل هذا أو قريبا من هذا ، منذ أمد بعيد ، في أوراقه النقاشية السبع ، كتب جلالة الملك ونشر. وأمام رجال الإعلام تحدث بوضوح للشباب قائلا : تملكون جُلَّ مفاتيح الحلول . هيا ، إستلموا زمام المبادرة . لمصلحة الوطن ، ووفق روح العقد الإجتماعي مع الحكومة  ، إضغطوا في كل الإتجاهات . إرفعوا أصواتكم  في وجه كل مقصر متخاذل ، أو مستغل خان ما أؤتمن عليه .
بعيدا عن الملاوَمَةِ  في طبخة الحصى ، والتذاكي في تلبيس طرابيش الوهم حول ما حصل ، لا بد من الإعتراف الصريح المُريح ، بأن جُلَّ أهلِ الوطن مخلصين في حراكهم وعلى حق . وهم على دراية كافية بواقعهم ، وبهواجسهم وأحلامهم . وباسلوب وأدوات تحقيقها ومواجهتها .
وحتى ضمن أجندة المرجعيات المتعددة ، التي لا بد أن يعمل معها الرئيس المكلف ، وفي لججها العميقة ، عليه لإنجاز التغيير المنشود ، إلتقاط  هموم الناس وأحلامهم ، والتوحد معها لا حرفها عن مساراتها ، أو تقزيمها ، أو تجريفها أوإختزالها بمفاضلة ساذجة ، بين خبزٍ شحيحٍ وأمن مغموسٍ بالقهر .
لينجح المكلف في إنبات سواعد قادرة لأحلام الناس ، كما هي في الرؤية الملكية ، على كل قوى الوطن الرسمية والشعبية ، أن لا تحاصر مباشرة أو مداورة ، إرادته في إنتقاء فريق عمله ، في مساحات ضيقة ، من أكياس الولاء أو صناديق المحاصصة .
لتنتصرالجهود في فكفكة أحاجي الفقر الموهوم والمدعوم ، دون إرتهان لأحد ، يواجه الفقر بالبناء والتنمية لا بالتسول . دون إسقاط المراهنة على الإنسان . فهو كما تقول الأدبيات الملكية ، اعز وأغلى ما تملكون . ولكن ليس بالجباية ولا بالسرقة ، بل بضبط كل أشكال الإنفاق الشكلي ، وإسترداد المال العام المنهوب .
لقد كان إستهتار البعض لما اؤتمن عليه من قوة رسمية  ، فاضح لعجز القانون الرادع من جهة ، وضعف الضبط العشائري من جهة أخرى. أما آن الأوان لإعادة الإعتبار والتمسك الكامل بمقتضيات وتبعات المواطنة الحقة ؟! إنها منظومة ثلاثية متكاملة متساندة ، تضم في رحابها : المساواة والعدالة والقانون  .
خاصة وان المرحلة السياسية دقيقة جدا الآن . يغشاها طاعون صهيوامريكي حالك السواد . يتربص تحديدا بالأردن وبفلسطين . لفرض كونفدرالية أردنية  فلسطينية  إسرائيلية . تكون قاعدة لدمج العدو الصهيوني ، في كل تضاريس أمة العرب .
نحن في الأردن وفلسطين ، أمام خيارين : إمّا الإستسلام للإستعباد والرق السياسي القادم ، وإما الإستعداد للمجابهة . والمجابهة لا تكون إلا بوضوح في الرؤية ، وإبداع في المقاومة ومعادلاتها . والمقاومة لا تكون الا في وطن قوي . تتجسد معايير قوته أول ما تتجسد ، بوحدة الأحرار من أهله .