كذب المطربـــــون …. ولو صدقــــــــوا! – بقلم : وليد رباح

منوعات ….
بقلم : وليد رباح …..
لست ادري ما الذي يدفع شابا ناهضا ينتظره مستقبل باهر زاهر الى التضحية بعينيه معلنا استعداده للتبرع بهما لحبيبة قلبه كعربون محبة ووفاء او تأكيدا على حبه وهيامه بهذه (المفعوصة) مهما كان جمالها او مركزها او حسبها ونسبها.
ثم ماذا سيكون موقف هذه المحبوبة التي قد تسعدها تضحية  الحبيب شكلا، اما موضوعا فإنها ستجد امامها اولا: برطمانا انيقا ملفوفا بورق انيق يحوي بداخله عينين جاحظتين تسبحان في سائل معقم كانتا فيما مضى لشاب اهبل فضل ان يعيش باقي ايام حياته مكفوفا يتحسس طريقه بعصاه البيضاء او مستعينا بمن يصادفه لسحبه عبر شارع مزدحم، بعد ان تكون المحبوبة سبب كل هذه البلاوي قد (فلسعت) هربا من صحبة هذا الاعمى المعتوه. فضلا عن استحالة الزواج منه بعد ان يصبح عبئا وعالة عليها وعلى الاخرين..!
“لو تطلب عينيه … أجيبهم لك هدية”…! يا سلام!!
…هل رأيتم او سمعتم (افشر) من هذا الكلام الذي انتشر بنفس المعنى ولنفس الغرض على السنة الاخوة المطربين والمطربات؟… وتضور معي ان محبوبة هذا المطرب (طلعت في دماغها) ان تختبر مصداقية هذا المحب المستهام واصرت على تنفيذه لوعده او قبلت عرضه المغري فوافقته وانتظرت منه ان يهديها فعلا عينيه.
فماذا يا ترى سيكون موقف “اخينا” حين يضع حبه وحبيبته في كفة ويضع عينيه في الكفة الاخرى، خاصة وانه لم يتصور ان تأخذ المحبوبة كلامه جدا، وان تضعه في هذا الموقف المحرج الذي يضطره آخر الامر الى الاعتراف بأن عينيه اغلى منها ومن كل البنات، ومن كل العالم .. وان غاية ما يمكنه التضحية به فداء لحبها هو (ساندوتش شاورما) … قد يزيد عليه علبة عصير، مؤكدا لها في نفس الوقت انه لم يتصور يوما انها بهذا الغباء الذي يجعلها تصدق كلام المطربين الذين يغنون للناس … و (يغنون) على الناس في نفس الوقت!
هذا مطرب يعرض على حبيبة القلب التبرع بعينيه …
.. وذاك مطرب يعرض على حبيبة الفؤاد قلبه … وآخر يعرض حياته، ولو اتسع الامر لوجدنا من يعرض كليته … او كبده … او طحاله ، وكله كلام في (الباي باي)..!
لم اسمع يوما مطربا يعرض على من يدعي انها حبيبة قلبه سوارا من ذهب … او فيلا انيقة مؤثثة .. او فستانا بالشيء الفلاني … او سيارة فارهة، … اشياء لها قيمة … ولها مردود مادي وانساني … ولكن عيبها الوحيد انها مكلفة … وتحتاج تضحية مادية حقيقية تؤكد للمحبوبة صدق حب الاخ المطرب وصدق نواياه في التضحية، اما حكاية العيون والقلوب والكلاوي فهي لا تلزم فتاة جميلة تتطلع للحب والسعادة بقدر ما تلزم عيادات زرع الاعضاء البشرية لمن يحتاجونها..!
كلام بعض المطربين كلام هايف (لا يودي ولا يجيب)، كلام تنطق حروفه بالكذب وبالنصب، هذا الذي يشكو من السهد وسهر الليالي شخص (بكاش)، يعلم الجميع انه يقضي لياليه ساهرا … لا لطلب المعالي … ولا هائما بحب الحبيبة الغالية كما يدعي …. وانما ساهرا مع شلته … او – في اضعف الايمان – لأرق لازمه وفشلت وصفات الاطباء في علاجه، وهذا الذي يتحدث عن دموع عينيه التي تنهمر على خديه لأن محبوبة القلب (طنشته) والتفتت الى اخر …
اما لانها زهقت منه ومن فشره .. واما لانها وجدت الافضل والاحسن والاقل كذبا وفشرا، اما ذاك الذي يقسم للحبيبة انه ( هائم  بحبها) فكان عليه تأكيدا لهذا الادعاء ان يقدم لها شهادة موثقة تثبت بالوقائع والارقام المبينة على استطلاع للرأي انه فعلا (هائم) يكن لها الحب، والا تعرض للعقاب بتهمة التزوير في أغان رسمية!!
ولا (تسرح) بالحبيب في رسم صورة وردية كاذبة تعرف هي انها مجرد (فرقعة غرامية كلامية) لتسويق اغنية معينة او البوم معين، واحقاقا للحق فقد سبقتها في ذلك المطربة (شيرين) التي اكدت في تصريحاتها الغنائية موجهة كلامها للحبيب المغرور (ليه فاكر ان الدنيا في بعدك … ما فيهاش ولا قبلك ولا بعدك … قدامك اهه لسه باغني) …
ويبدو من الحالتين السابقتين ومن حالات مشابهة ان المطربات اكثر جدا وصرامة واصرارا وشجاعة من مطربي هذا الزمان الذين يلعبون على حبال البنات بالوعود التي لا تختلف كثيرا عن وعود الزعماء العرب بالديمقراطية والحرية …!