“عندما يسكت الحكماء، يكثر الحمقى” بقلم : بكر السباتين

آراء حرة …
بقلم : بكر السباتين …
الكاتب السعودي تركي الحمد يحصد الخيبة..
من حسن حظ الشعب الفلسطيني الذي تشتت بوصلته، أن تجاهر الأبواق الرخيصة بخيانتها حتى يفتضح المستور، فالذين يتهمون الشعب الفلسطيني ببيع قضيتهم لا بد من مواجهتهم ببعض الحقائق الدامغة، أولئك الذين يبنون تحالفهم الرخيص مع العدو الصهيوني بشيطنة الضحية كي يخرجوا على العالم من جحورهم ببياض الوجه.
ويكمن حظنا في أن أعداء الحق الفلسطيني باتوا واضحي المعالم، ولعل أعتاهم يتجلى في أمثال الكاتب والروائي السعودي المأجور تركي الحمد.
فبعد الأنباء التي تحدثت عن إمكانية تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية والكيان الإسرائيلي، كثرت الآراء التي بات يدلي بها كتاب وإعلاميون وصحفيون سعوديون مقربون من السلطات، تتعاطف مع الاحتلال وتُبرئ ساحته، وتوجه النقد والاتهامات للفلسطينيين، حيث قال
في سلسلة تغريدات عبر حسابه على موقع «توتير»:
“نشر عني في تويتر أنني قلت إن القدس ليست القضية.. وهذا غير صحيح.. ما قلته هو أن فلسطين لم تعد قضية العرب الأولى، بعد أن باعها أصحابها».
متناسياً أن الفلسطينيين الذين نفذوا أطول إضراب عام ١٩٣٦ والذي أوشك حينها على تحقيق أهدافه إبان الانتداب البريطاني لفلسطين، لولا أنهم تلقوا خنجراً في الظهر من الملك السعودي عبد العزيز الذي تآمر مع الإنجليز، من خلال تعهده بوقف الإضراب مقابل وقوفهم إلى جانبه لتعزيز ملكه، فطلب من الفلسطينيين حينذاك إيقاف إضرابهم، على أن يكفل حقوقهم لدى بريطانيا التي استغلت وساطة الملك السعودي في فرض واقع سيطرت من خلاله العصابات الصهيونية على البلاد، وذلك بتوفير الدعم المفتوح لها، ثم توارى الملك الخائن خلف متاريس حلفائه الإنجليز؛ للاستحواذ على مكتسبات تواطؤه التى جناها؛ ليخرج علينا أخر المطاف هذا الكاتب السعودي النكرة فيرغمنا على البوح بقول الحقيقة التي يعرف هو نفسه تفاصيلها، فشكراً له، إذ نستميحه القول بأنه ن يؤثر في معنويات المقاومة بشيء سوى أنه بات مدرجاً في خانة الأعداء الذين لا بد من مواجهتهم.
وأضاف هذا النكرة بما يتنافى مع الأخلاق والمنطق، مستغبياً قراءه قائلاً بكل رعونة:
“لدي قضية بلدي في التنمية والحرية والانعتاق من الماضي.. أما فلسطين.. فللبيت رب يحميه حين يتخلى عن ذلك أهل الدار».
وهذا مردود عليه حين يوجه كلامه للشعب الفلسطيني المتحضر المقاوم الذي لا يمكن لجاحد من أن ينكر دوره الريادي في التنمية السعودية، الشعب الفلسطيني. الذي أسس باقتدار في السعودية قبل النفط قطاع التربية والتعليم، والقطاعات الأخرى، وعلم رواد التنمية السعودية ابجديات الإدارة المصرفية والتخطيط في كافة القطاعات ووضعوهم على منصة الانطلاق إلى المستقبل، وهذا يدركه القاصي والداني، وصار لزاماً على الأجيال الجديدة استيعاب ذلك وقراءته جيداً، ناهيك عن أن التدهور الاقتصادي الذي أصاب السعودية اليوم مرده التخبط الإداري الذي تمارسه قيادة سعودية مراهقة بددت المال العام ونهبت ثروات البلاد إلى درجة أن الصندوق السيادي بات ملكية خاصة لابن سلمان الذي صرف معظمه على ترامب وابنته، وبذله في دعم الإرهاب، وتدمير اليمن وليبيا وسوريا، حتى أن بن سلمان نفسه كان قد قام بتحريض العدو الصهيوني على غزو لبنان من أجل تدمير حزب الله مقابل عشرة مليارات من الدولارات، مثلما فعلت بلاده في حرب ٢٠٠٦ باعتراف سيد المقاومة حسن نصر الله بناءً على ما صرحت به جميع الصحف الإسرائيلية، في حومة النقاشات التي ما زالت محتدمة حول خيارات مواجهة المقاومة في جنوب لبنان، فسياسة التخبط السعودي لم تأت بنصيحة فلسطينية، بل بسبب تحكم الصهيونية بالعقل السعودي على مستوى القيادة التي أصابت الشعب السعودي الطيب بالغبن، والعالم يدرك بأنه مغلوب على أمره.
وتابع هذا الكاتب النكره قائلاً: «منذ عام 1948 ونحن نعاني باسم فلسطين.. الانقلابات قامت باسم فلسطين.. التنمية تعطلت باسم فلسطين.. الحريات قمعت باسم فلسطين.. وفي النهاية حتى لو عادت فلسطين فلن تكون أكثر من دولة عربية تقليدية.. كفانا غشا»
وهذا يقودني للقول بأن القضية الفلسطينية هي التي تعاني من الضغوطات السعودية باتجاه التخلي عن نهج المقاومة، وما تآمرها على وحدة سوريا التي دفع الشعب السوري ثمن ذلك، وبالتحالف مع الصهاينة إلا لتصفية قضية فلسطين، ومن هنا فإن تخلي آل سعود عن الملف الفلسطيني يعتبر نصراً للشعب الفلسطيني الصابر على الضيم.
وقبل حديث الكاتب عن تجربة جنوب أفريقيا، أقول لهذا النكرة الذي خرج علينا من عباءة مملكة لا تتمتع بالديمقراطية، ولا ببرلمان، ويضطهد فيها الإنسان، بأن عليه قبل كل شيء أن يتعمق ويقرأ ما قاله زعيم جنوب أفريقيا الخالد، نلسون مانديلا :
” عندما يسكت الحكماء، يكثر الحمقى”
مع تقديري للشعب السعودي المغبون، والذي بات الجيش الإلكتروني المخابراتي وأمثال هذا الكاتب النكرة يتحدثون عنه بالوكالة. وحتى أريح هذا الكاتب الحاقد الأبله من عناء ما يقول أبشره بأن حتى الطفل الفلسطيني وهو في القماط يحلم بتحرير وطنه المسلوب من العدو وعملائه، لذلك نحن ندعم المقاومة بكل أشكالها في غزة وجنوب
لبنان، ونقف ضد العدوان على اليمن، وكل الخيبة لمن يترصد بقضيتنا التي يزاود عليها المطبعون، وقد خسئوا.”عجبي”