منوعات …
بقلم: هالة برعي – مصر ..
بالصدفة وجد إعلانا لشركة رائدة فى مجال البرمجيات تعرض فيه وظيفة بواب أقصى طموحه فى ذلك الوقت كان على المتقدم للوظيفة أن يخضع لامتحان وأعطيت له استمارة لتسجيل بياناته كباقى الراغبين فى طلب الوظيفة وُطلب منه تسجيل الإيميل الخاص به ولأنه رجل عاطل ولا يملك إيميلا تم طرده خارج الشركة بطريقة مخزية جداً، جلس فى الشارع أمام الشركة تتملكه حالة من الإحباط الشديد
بالصدفة أيضاً وبدون سابق إنذار مر به رجل يبيع الطماطم وكان معه 10 صناديق فلم يعره بطل قصتنا اهتماماً فهو لا يملك من حطام الدنيا غير عشر دولارات لكن البائع ألح عليه بشدة ونجح بالفعل أن يبيع له العشرة صناديق التى معه بعشر دولارات التى كان يمتلكها ذلك العاطل البائس فى هذه اللحظة الفارقة فى حياته …ظل جالسا مكانه ساخطاً على الحياة غير قادر على استيعاب ذلك النفق المظلم الذى وصل إليه بعد فقد الوظيفة وأخر نقود كانت لديه ليُفاجأ بعد فترة وجيزة من الوقت بخروج بعض موظفى الشركة خلال إستراحة منتصف النهار وإذا بهم أمام صناديق الطماطم فظنوها للبيع فقالوا له بكم الطماطم؟ فقال: بعشر وهو يقصد أنه اشتراها بعشر دولارات فأخذ منه موظف صندوقا وأعطاه عشردولارات وهكذا باقى زملاءه ليحصد خلال دقائق معدودة مئة دولارا ويستمر الكفاح يوماً بعد يوم حتى يصبح عاطل الأمس بعد عدة سنوات من العمل والمثابرة أحد أهم أصحاب متاجر بيع الطماطم فى بلدته بدلاً من مهنته كبواب ولتتحول غيمة اليأس التى تعرض لها فى مقتبل حياته عند طرده من شركة البرجميات العالمية إلى ذكرى عابرة يستعيدها فى مخيلته من وقت لأخر ويبتسم…وبالصدفة إيضا تغيرت حياة جوان كاثلين رولينج ذات الجذور الفقيرة جدا التى كانت تهوى الكتابة منذ نشأتها فى بريطانيا كانت تستغل فترة نوم طفلها فى مرحلة الشباب لتتمكن من الإنتهاء من كتابة باكورة أعمالها هارى بوتر وحجر الفيلسوف حيث أرسلته إلى تسعة دور نشر للأطفال وكانت الصدمة التى كادت أن تفقدها صوابها عندما رفضت كل تلك الدور جميعاً نشر الرواية وبالصدفة ترسل لها السماء موظفة فى دار نشر بلومزبرى كانت هى السبب وراء شهرة رولينج لأنها أصرت على قراءة الرواية بعدما استحوذت عليها الأحداث فطالبت مدير الدار بأن يعيد النظر لأنها حقاً رواية ساحرة ليتحقق جزء من طموحها وبالفعل يتم نشر الرواية بإسم ج.ك. رولينج حتى لا يعرف المشترى أن الكاتب امرأة وتكون عدالة السماء لقد نجح الكتاب فى بريطانيا وبعد ذلك فى أمريكا، وكانت النتيجة، أن حققت رولينج ثروات طائلة وكان نصيبها فى النهاية كثيرا من النجاح، الذى فاق كل الحدود وجاوز كل التوقعات وشهرة لاتُقدر بعدما تم ترجمة كتب هارى بوتر إلى ما يقرب من 64 لغة عالمية.. ليتوالى النجاح، الذى لم يتوقف يوما واحدا.
بالطبع لست هنا بصدد الدعوة للتاكسل والتواكل والوقوف مكتوفى الأيدى على قارعة الطريق إنتظاراً لنفحة مجانية من السماء لكن فى بعض الأحيان يكون لكل منا دعوة أو بمعنى أدق موعدامع صدفة العُمر وقتها ليتنا ندرك جيداً كيف نستغلّها ونستفيد منها ونستثمرها جيداً فى التو واللحظة دون خوف أو قلق ولندرك جيداً أن المشكلة ليست فى الفرصة بل على العكس تماماً المشكلة غالباً ما تكون مع أنفسنا إذا افتقدنا سرعة البديهة فى اقتناصها فى الوقت المناسب
من هنا يتحتم علينا أن يبادر كل منا فى التشبث بتلك اللحظة الفارقة وبالتأكيد سيكون لكل منا نصيب وفير مع فرصة ستأتى فجأة ستغير أو ستضيف لحياتنا جانبا مشرقاً لم نكن لنتوقعه أبداً وقتها سنردد كما الكثيرين غيرنا رُب صدفة خير من ألف ميعاد،، وقتها ستتبدل غيوم اليأس التى تملآ السماء أمام أعيينا ظُلمة ومتاهات كالحة موحشة إلى نجوم تتلألأ بالسعادة والأمل فى غد مُبهج أكثر إشراقاً ملىء بالسعادة والإنتعاش.