ردا على مقال الاستاذ عبدالرحمن الراشد ( من قتل ناجي العلي ؟!) بقلم : جرير خلف

آراء حرة …
بقلم : جرير خلــــف …
كان للاستاذ عبدالرحن الراشد مقالا استثنائيا في موضوعه وتوقيته في جريدة الشرق الاوسط بتاريخ الخميس الموافق 31 من اغسطس الحالي ، حيث ان الاحداث المصاحبة لمقال (من قتل ناجي العلي ؟)  كانت ثرية وغزيرة وبحاجة لقلمه اكثر من اختيار الاتجاه نحو غمس الاقلام بالسموم والتوجه بها مقابر الشهداء لاغتيال الصور والشخوص التي ما زلت تفرض هيبتها علينا.
والذي كان صادما ان الكاتب القدير الذي لم يتوجه بقلمه يوما ليقرع الطبول انصافا للقضية الفلسطينية كما يجب … بل اختار ان يخطف النتائج قبل انتهاء اعادة التحقيق المفتوح حديثا في بريطانيا  لقضية اغتيال الشهيد ناجي العلي ويبدأ الغمز واللمز والاتهام المبطن لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية وبالاخص للشهيد ابو عمار بانهم المسئولون عن اغتيال الشهيد ناجي العلي في لندن عام 1987 …
لن ناخذ هنا دور المدافع عن المجرم القاتل او تفنيد كل الادعاءات والاتهامات التي توجه بعضها باصابعها الى الطرف الفلسطيني في الموضوع، فمعرفتنا بقائدنا الرمز تجعلنا نحزن على سذاجة تفكير البعض فيه حين يعتقدون ان ابو عمار كان مجرد محاربا صلبا قد يستخدم كل الطرق لاجل قضيته … بل كان (للختيار) عقلا تملؤه الحكمة ويعرفها العدو قبل الصديق وحلما واسعا وقلبا اقرب لقلوب الاطفال حين  يتعلق الامر بغير من يرى السلاح بيده  مصوبا على صدور الشعب الفلسطيني.
فنحن كشعب فلسطيني ورغم اعتراف العدو الصهيوني بعملية الاغتيال من خلال القائمة التي نشرتها صحيفه ( يدعوت احرنوت الصهيوينة ) عام 2000 … ورغم ذلك نحتاج لمعرفة الحقيقة المجردة كما هي، ونرغب بانصاف شهداء القضية من عهد المسيح وحتى يومنا هذا …
ولكننا نقرف ونرفض هذا الطريق الملتوي لكي يكون هذا الموضوع وقبل صدور النتائج (التي بالتاكيد لا تخشاها منظمة التحرير الفلسطينية)  مجرد اعادة وتاكيد اضافي لاغتيال الشهيد ابو عمار الذي ما زال ماثلا رقما صعبا امام الفضاء الصهيوني وعماله… وتشويه لسمعة منظمة التحرير الفلسطينية التي استطاعت مقاومة كل محاولات تصفيتها معنويا وماديا وهي الامين على الشعب وصانعة القرار الفلسطيني المستقل رغم كل محاولات الاسقاط والتشتيت لها.

يقول الاستاذ عبدالرحمن الراشد (لم يكن سهلاً حتى البوح بالشك، لكننا نعرف أن منظمة التحرير، ككل المؤسسات العسكرية المؤدلجة، مثل «حزب الله» و«حماس» وغيرهما، تعتنق مبدأ التدليس باسم المصلحة العليا، وترخِّص للقتل من أجل قضاياها )… وهذا اتهام صريح لمنظمة التحرير الفلسطينية بالتدليس والقتل والاجرام  ولو زينت فقرته بجملة (من اجل قضاياها) ، بما يؤشر بشكل لا لبس فيه عدم وضوح الرؤيا السياسية والتخبط الذي يسيطر على الاستاذ عبدالرحمن الذي خلط ما بين عصابات حزب الله وزعران حماس وما بين من قاد بحرفية عالية نضالا عادلا شريفا مباشرا  دام من 52 عاما استطاعت فيه منظمة التحرير الفلسطينية اعادة القضية الى الصدراة ونزع الاعتراف الدولي بفلسطين كدوله مستقلة، واستطاعت ادامة الصراع الصهيوني العربي قبل ان يقوم الجميع بدفن القضية الفلسطينية لاخفاء الهزائم العربية وتخاذل الجميع امام مسئوليتهم.
ان مجرد الزج باسم الشهيد ابو عمار بين زعماء عصابات حزب الله وزعران حماس يعتبر سقطة كبيرة لكاتب مشهود له بالذكاء والحنكة وادعاء كبير يفقد الكثير من مصداقية المقال والتحليل ويوضوح الهدف باكمال المشروع المتعدد الاطراف الذي يهدف الى سحق المسلمات واغتيال الرموز الوطنية وافراغ كل المشاريع الوطنية الصادقة من معانيها وروادها .
ونعم نحن جميعا بحاجة للحقيقة التي سعى لها الشهداء قبل الاحياء…
جرير خلف 31/8/2017