سَيِّدي الفادي عُدْ ، لقد ضَلَّتِ الخِراف . بقلم : د. سمير ايوب – بتصرف

ابداعات عربية …
كتب د. سمير ايوب – بتصرف ..
خليلُ الرحمن ، عُذرا سيدي .  لقد دنَّسَ التسوويون وأسيادهم ، حَرَمَك الإبراهيمي . ولم تَعُدْ الخليلُ كما كنت تحب أنت ، بردا وسلاما . بل بات لعنبها طعمٌ غير ما كنت تعرف .
سيدي يعقـوب عذراً . لقد أمعن ألأشباه ، في يوسف العربي  تشريدا وقتلا وتنكيلا . وبخسة القوا به في غياهب الجب الصهيوأمريكي . ولتبق كفيفا ، صادروا قمصان أحرارهم ، عند كل حاجز في بطن فلسطين ، وعلى أعتاب كل مَعْبرٍعلى تخومها .
يا نبي الله نوح ، أتعلم أن كافور مصر ، قد باع للأعداء ، عبر سِمسارٍ يستر عورته بعباءة  تشف ما تحتها ، جزر تيران والصنافير ؟ لو خطر ببالك أن تعود ، لن تجد لسفينتك معبرا تُبحر منه ، إلا بشروط الصهاينة ، بعد ان تدفع لهم بالشواقل أتاوات الحماية والعبور الكفيف .
سيدي كليم الله موسى عذراً . لن يطمإن بالك بعد اليوم . الأشرار حرصا على راحة الصهاينة في الشرم وغير الشرم ،  لن يسمحوا لك بعد اليوم ، أن تضرب  بعصاك مياه البحر ،عابرا الى سيناء .
سيدتي البتول مـريم الـعذراء ، عذراً إن قلت لك : لم يعد في وطن العرب ، مكانا شرقيا ولا غربيا ، تنتبذين إليه . ولم يتبق لك الكثير من النخلِ العربي الحرٌّ لتلدي تحته . وتهزي جذعه  ، ليتساقط لك رطبا جَنِيَّا ، لتأكلي وتشربي وتقري عينا . فقد جَزَّ الأنذالُ ، رؤوس النخل بسيوفٍ من غبارٍ مُلَوَّثٍ بالكاز .
سيدي الفادي المخلص عذراً . لقد فرَّطَ المتصهينون  بعروس المدائن . وكسَّروا نواقيسها ومآذنها . وخانوا كل قطرة ماء جارية أو نابعة في مسقط رأسك . فلم يتبق لك في المغطس ، ماء يكفي لتعميدنا . ناهيك عن زراعتنا وشربنا وباقي احتياجاتنا .
سيدي يا خاتم انبياء الله ورسله عذراً. لن تستطيع بعد اليوم ان تسري الى اي من أكناف بيت المقدس ، لِتَؤمَّ صلاتك في أقصاها هناك . أعمال الحفر والتجريف والتوسعة لم تبق لك متسعا من الأرض . وأظن انهم وفق شرائع الشرير في الإرهاب ، باتوا قاب قوس أو أدنى ، من مطاردتك وصحبك ، لمحاكمتكم امام قاض عميل ، كما فعلوا مع شهيد الأمة صدام . وإعلم  يا سيدي ، أن ملوك القلق ، قد أفرغوا ما في خزائنهم ، من اموال مُنِعَت عن مُستَحِقيها ، لِتُدفَعَ اتاواتٍ حِمايةً لكراسيهم ، وتعويضا عن إقتحامك ، في سالف العصر والأوان حصن اليهود في خيبر .
رسلنا وأنبياؤنا جميعا ، سلام الله عليكم ورضوانه . نعتذرعما فعل ويفعل السفهاء من شياطيننا وابالستهم ، في السر وفي العلن ، في زواريب بلاد الواق واق ، ودهاليز بلادٍ ما زال أهلها ، يركبون فِيَلةَ أبرهةَ الأشرم .
فلسطيننا ، عِراقُنا ، ليبيا ، سوريا نا ، يَمَنُنا ، صومالنا ، عذرا .
يا شهداءنا ، أسرانا ، جرحانا ، مناضلينا الشرفاء ، يا كل المعذَّبينَ من أهلنا ، عُذراً وأيُّ عُذر .
يا كل حبة تراب عربية دُمِّرَت ، ودِيسَت كرامتها ،  وكل قطرةِ دمٍ ظُلما أُهرِقَت ، وثروةٍ نُهِبَت ، وكل إرادةٍ كُسِرَت ، وحُرَّةٍ اغتُصِبَت ، يا كل ونَّاتِ القلبِ المَكلوم ، أتعذرون شيئاً من تقصيرنا المتواطئ بالصمت تارة ، وبالعجز المتخاذل مرات أخرى ؟ !!!
أعذرونا بالله عليكم . فهذا زمانُ المماليكِ وكلابُ الصَّيْد . فيه لم يعد مُعْتَصِمُ المسرحِ عربيا . بل رويبضةً مملوكاً خَصِيّا . تدب على أرضنا اقدامه ، ويده مغلولة الى عنقه . وتوالي جسده هناك . هناك في مكان ما في عوالم الشقلبه  .