أراء حرة …
بقلم : عدنان الروسان – الاردن …
هل تعلمون لماذا خسرنا كرامتنا و عزتنا أفرادا و شعوبا و حكومات من المحيط إلى الخليج ، هل تعلمون لماذا نفرط بفلسطين و كأنها قطعة من الشوكولاتة يمكن شراء غيرها و ليست أرض الإسراء و المعراج ، هل تعلمون لماذا نبيع النفط كأنه ماء و نشتري الماء كأنه نفط ، و نغمض عيوننا بينما الغرب و اليهود يقتلون أبنائنا و يستحيون نسائنا و يعتدون على شرفنا و لا نحرك ساكنا ، هل تعلمون لماذا يتخاصم المتخاصمون على ليلى ، و ” كل يدعي وصلا بليلى و ليلى لا تقر لهم بذاكا ” بينما يأتي قواد من بلاد ما وراء البحار فيأخذ ليلى في لحظة بينما يبقى المتخاصمون على ليلى بلى ليلى ونحن واقفون ننظر دون أن يرف لنا جفن أو يحمر لنا وجه ، هل تعلمون لماذا نحن فقراء بينما تنبع الأرض عندنا ذهبا و نفطا و زجاجا و نحاسا و حديدا و فوسفات و بوتاس و ماء و الغرب أغنياء بينما ليس عندهم عشر معشار ماعندنا ، هل تعلمون لماذا تجرأ ترامب على القدوم الينا و ضربنا بالحذاء و نهب كل أموالنا في وضح النهار.
نحن كذلك لأن كل قبيلة تعبد إلها من دون الله ، وضعته صنما و الفت له القصائد و الأغاني و الأهازيج ، نحن كذلك لأن كل دويلة تقول أنا أولا و كأنها الولايات المتحدة أو الصين بينما هي أوهى من بيت العنكبوت و أصغر من ثقب إبرة ، نحن كذلك لأننا نعبد العلم الملون الذي رسمه سايكس الإنجليزي لنا و نحتقر علم الأمة الإسلامية ، نحن كذلك لأننا استصغرنا الله و استكبرنا ألهتنا التي لا تضر و لا تنفع نحن كذلك لأننا حقرنا أبناء الأمة و وضعناهم في السجون ، و أتينا بأبناء الأفاعي و سلمناهم لحانا ، فسرقوا أموال النفط و أموال الفوسفات و أموال الشعب و افقروا الناس و جعلوهم عبيدا ، نعم عبيدا ، نحن كذلك لأنه ليس لدينا حرية و لا ديمقراطية و لا حقوق إنسان ، و ندعي أننا الأكثر حرية و الأكثر ديمقراطية و أن الإنسان أغلى ما نملك .
لقد دفعنا أكثر من تريليون دولار على شراء الأسلحة ، و ستمائة و أربعين مليارا لتمويل حرب الخليج الأولى و ثمانمائة مليار دولار لتمويل حرب الخليج الثانية و ثلاثمائة مليار خسائر سوق المناخ و عشرات المليارات تعويضات و بورصات وهمية و ثلاث مليارات لطائرة لوكربي ، و ما تزال المدن الخليجية الكبرى بلا مجاري و مياه تتدفق إلى المنازل بدون خزانات احتياطية و بدون أنابيب للغاز رغم أن الأرض عندنا تنبع غازا ، و بدون شوارع جيدة و بدون إشارات ضوئية تخلو من المتسولين و المتسولات ، و بدون مراكز علمية و جامعات مهمة و مدارس ذات شأن و مراكز دراسات عليها القيمة.
لقد دفعنا و ما استبقينا شيئا ، و رغم كل الأسلحة التي اشتريناها لم نحقق أي انتصار على إسرائيل ، و شتمنا حزب الله و هزأناه لأنه انتصر أو حقق نصف انتصار على إسرائيل ، وعادينا إيران لأنها تسعى للهلال الشيعي و نسينا الصليب الأمريكي المعقوف الذي يلتف حول رقبة الأمة بمسلميها و مسيحييها ، قاتلنا بعضنا بعضا و كنا أسودا و نسورا على بعضنا البعض و جرذانا مذعورة أمام اسرائيل دائما ، مصر ” تتمرجل ” على أبنائها فتزجهم في السجون و جيرانها الليبيون تقصفهم بالطائرات و لا تستطيع أن تحقق نصرا على ميليشيات لا تجد ما تأكله ، و الإمارات تتآمر على السعودية في اليمن ، و على قطر في مجلس التعاون و السعوديون يتبرؤون من الشيح حمد آل ثاني و يطلبون منه تغيير اسم مسجد محمد ابن عبد الوهاب إلى أي اسم آخر يريده و السعودية تقصف اليمن بدون توقف و تكاد تفلس دون أن تقدر على شيء.
نحن دول لا تؤمن بالحرية و لا بالديمقراطية ، و لا يؤمن الزعيم فيها انه ابن آدم ، بل ملك من السماء ، مرسل من عند الله و يتعامل مع الشعب على أنه مجاميع من العبيد الذين عليهم ان يسمعوا و يطيعوا ، نحن لدينا حكومات كل همها أن يعيش الزعيم و حاشيته و يموت الشعب و ابناءه ، حكومات تكذب و تسرق و ترتشي و تخاف و لا تستحي .
سويسرا عندها حرية و عندها ديمقراطية و مواطنها أغلى ما تملك ، إسرائيل عندها حرية و عندها ديمقراطية و مواطنها أغلى ما تملك ، و كذلك السويد و هولندا و كوريا و تركيا و ألمانيا و النمسا و كندا ، و أكثر من مائة دولة اخرى و ليس نحن ، نحن نستفيق على الأغاني و الأهازيج و ننام على صوت الربابة و الربابون الذين يسبحون بحمد الإله الذي في الأرض بينما ننسى الإله الذي في السماء ، حن نكذب كما نتنفس و نعتبر النفاق عبادة ، و مسح الجوخ وطنية ، و التقرب من الزعيم عبادة و التهريج بلاغة وحكمة .
نحن لم نتفق بعد على كلمات الصلاة الإبراهيمية حتى نتفق على الوحدة و فتح الحدود ، بعض الخليج بعض بعض الخليج الآخر و كأن هناك من ينفخ تحت النار كلما هدأت ، المغردون في الإمارات يشتمون قطر و المغردون في السعودية يشتمون عمان و الكتاب و المفكرون و المحللون الإستراتيجيون كل قوم بما لديهم فرحون ، نحن نعتبر أن إسرائيل ليست عدوا و أن إيران هي العدو ، نحن نسمع الغرب يقول أن حماس حركة إرهابية فنسكت ، و يأتي الغرب فيدفعنا الجزية و ندفع خمسمائة ألف مليون أو ستمائة ألف مليون نعطيها لأمريكا و نحن راضون مستسلمون بينما بعضنا يموت جوعا و الأقربون أولى بالمعروف فلا نمدهم بصحن أرز أو جرعة ماء و تذهب الأموال للأمريكيين حتى تعود قنابل و طائرات نقتل بها بعضنا بعضا.
نحن …. نحن اولئك الذين رأيتموهم في استقبال ترامب ، نحن لسنا خير أمة أخرجت للناس ، و لا أولئك حراس على الحرمين ولا هؤلاء يملكون مفاتيح الجنة ، نحن الرويبضة ، نحن غثاء كغثاء السيل.