قصص قصيرة.. خلف الأكمة دخان.. بقلم : – بكر السباتين

القصة ….
بقلم : بكر السباتين ….
“1”
قصة قصيرة: السؤال
الظل الذي باغت تقاطع الطرق من أمام المارين، بدا لرجل يحمل على رأسه ما يشبه البقجة أو الرأس المقطوع، السيارات عند التقاطع غادرها أصحابها المفزوعين، والظل ما لبث يقترب حتى أطل صاحبه على طريق خلت فجأة من العيون، وبقي السؤال يعربد في رؤوس الهاربين” ما الذي يعتله صاحب الظل على كتفه! رأس ضحية أم بقجة لرجل تطارده الديون!!!”
“2”
“سريالية اغتصاب سبيّة”
ينقضُّ على الضحيةِ بعد أن نزعَ عن الثور الهائج في أعماقه بزَّتَه العسكرية، وظلت نجمة داود النحاسية تدغدغ جسده الهائل.. خواره يلتهم كل منابع الرحمة في قلبه الذي حولته الحرب إلى زريبة للثيران، يشق طريقه بين تلافيف الرغبة النابضة فوق صدر السَبيّة النحيلْ، بعد أن صادر صوت السنونو في قلبها الواجف وانخمد الغناء.. يعتصر كرامتها المكبلة بالرعب بعد احتلال القرية وسبي نسائها الحرائر، ومطاردة رجالها عبر يباب السهول التي تجمعت في سمائها العقبان، وغيبوبة التماهي تكمم عقل هذا الجندي المتغطرس، فتجرف شهوة الذئاب لسانه الزاحف عبر أخاديد لحمها “الرخيص” نحو الخطيئة.. هذه التضاريس الملتهبة مسكونة بفحيح الشيطان حتى هاوية الشبق الذي لا ينتهي.. ويصرخ مغتسلاً بالعرق غارقاً في بحر اللذة وعيناه مغرورقتان بدموع التماسيح ودم الضحية.. والسنونو الجريح. ورجال تحولوا في يباس المنافي إلى جيفة لا يسأل عنها أحد في عالم تسوده الأكاذيب.. يسعل الجندي والذباب يتجمع حول عينيه وعلى طرفي فمه الذي شققته شمس آب الحارة.. ثم تنتفض عصافير خضر أخذت تجلل روح الضحية بالكبرياء صاعدة بها إلى سماء ليست لهم.. وظلت بقايا جسدها المنتهك سماداً للأرض حيث اشرأبت براعم القيسوم والزعتر وشقائق النعمان.
“3”
مقطع من روايتي: صخرة نيرموندا
ثم انتبهت زكية كأنها استيقظت من نوم مثقل بالكوابيس.. بحثت حولها فلم تجد عبد الجواد.. كانت الطفلة سحر تتشبث بها بقوة:
«أين أمي!».
وكانت الأبواب تصفق وراء عبد الجواد الذي جأر صوته عالياً:
«الصمود يا ناس.. يافا تحتضـر».
وأحسَّت به تتخاطفه الطرقات إلى حيّ العجمي ليذوب عشقاً بيافا حتى الموت.. يافا الحياة.. يافا ذاكرة لا تبور..
مقطع من رواية “صخرة نيرموندا”
“4”
قضاء وقدر
تصلبت السيارة عند إشارات المرور، فلم توقظ السائف الإشارة الخضراء ولا نفير السيارات من خلفه.. ولا حتى من نزل من سيارته ليوبخه على بلادته، فلم يكتشف أحد بأنه فارق الحياة إلا حينما فتح الباب وارتمت جثته بين قدمي رجل مندلق الكرش توقف لتوه عن كيل الشتائم له، وكان الهاتف النقال على المقعد الخالي يتلقى رسائلاً متعاقبة من إحداهن تأكد لوالدها بأنها تنازلت عن طلباتها مراعاة لظروفه القاسية..
“5”
أمسية ثقافية
قاعة فارغة من الانتباه، تجتاحها كل حين رفرفة أجنحة وضجيج. وشاعر على المنصة يحصد علامات الاستفهام ثم ينحني للجمهور.
“6”
خلف الأكمة دخان
فهل تراه حفل شواء
أم طاغية يدخن السيجار!