إعادة توجيه: بقلم بكر السباتين

آراء حرة ….
بقلم : بكر السباتين …
إلى وزير التربية والتعليم الأردني..كيف نعزز روح التضحية بينما تخمدها المناهج !؟
لا يختلف أحد على إنه خبر يشيع الراحة في نفوس جميع الأردنيين، حين يقوم  وزير التربية والتعليم الأردني مؤخراً بالإيعاز لمديريات التربيةً بتخصيص الطابور الصباحي، اليوم الثلاثاء الموافق٢٧/١٢/٢٠١٦؛  لقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الطاهرة ، وإبراز دور القوات المسلحة الأردنية- والأجهزة الأمنية في الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره .
هذا واجب مقدس، وحث على الجهاد في سبيل الوطن،وموقد  للطاقة الإيجابية التي تعزز الهمم وتبعث في نفوس الشباب الشعور بقيمة الإنسان ومعنى التضحية في سبيل الوطن، وماهية الخيانة والإرهاب الحقيقي بكل أطيافه.
.
وفِي سياق ذلك، هل ننتظر من ذات الوزير أن يقوم  بإعادة النظر فيما حذف من المناهج التي كانت تتحدث عن أبطال أردنيين نعتز بهم كفراس العجلوني مثلاً الذي زكى بدمه الطهور أرض فلسطين السليبة، وهل سيدرج في الحصة الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، التي أوعز الوزير بتسخيرها للحديث عن مخاطر الإرهاب، والتطرق أيضاً إلى الإرهاب الصهيوني ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية!؟ وهل سيوعز أيضاً للمعنيين بتنفيذ خطة تربوية تبين لأبنائنا الطلبة بأن التطبيع مع العدو الصهيوني قبل استعادة الحقوق المشروعة يُعدُ خيانة وعاراً على الشرفاء في أردن العزة والكرامة!.

هذا هو مربط الفرس يا وزير التربية والتعليم، ونحن  نكن لك الاحترام والتقدير من منطلق قيادتك لأهم وأخطر وزارة أردنية على الإطلاق، فالخيانة ولإرهاب ليسا وجهة نظر ولا يجزءان.، هذا ما ينبغي ترسيخه في العقل الباطن الجمعي، للأجيال التي من المفروض أن تناط بها مسؤولية الوطن وقضايانا القومية في عالم متأزم على كافة الصعد، ومستقبل لا ينتظر المتخاذلين.

هذا ما علمته لنا المناهج الأردنية منذ اعتماد كتاب خليل السكاكيني الأشهر ” الجديد في اللغة العربية” وما تلته من مناهج تناغمت دائماً مع الحقوق الوطنية وكرامة الإنسان، منذ عام النكبة ونشوء المملكة الأردنية الهاشمية،، حيث علمنا من خلال تلك المناهج، شاعر الحرية التونسي أبو القاسم الشابي معنى إرادة الحياة، حين أنشد قائلاً:    :
“إذا الشعب يوماً أراد الحياة
فلا بد وأن يستجيب القدر”
في الوقت الذي أفهمنا فيه إمير الشعراء أحمد شوقي كيف أن للحرية الحمراء باب
بكل يد مدرجة يدق..
وهل ننسى ما تغنى بعه الشاعران: هارون هاشم رشيد وأبو سلمى وقد رسما الحلم الفلسطين بأبهى الكلمات المغموسة بالحنين الجارف،، من خلال إنعاش الذاكرة التي لا تبور بوصف تضاريس مدن فلسطين المحتلة: :يافا، عكا، حيفا، القدس، غزة، نابلس، الخليل…الخ.. وقد استأمنا كل الأجيال المتعاقبة، على حق تحرير فلسطين وتخليصه من اشداق المغتصب الصهيوني.
وهل ننسى في سياق نبش ذاكرة المناهج التربوية الأردنية  كيف عرفتنا على كبار الشعراء الذين انبروا للدفاع عن الكرامة العربية، وعلى رأسهم الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان، الذي قال في سماسرة الأوطان المطبعين الذين باتوا ينعموا بطراوة القبول في زماننا:
“باعو البلاد إلى اعدائهم طمعا بالمال
لكنما اوطانهم باعوا”
الى ان قال:
“وبلغة العار عند الجوع تلفظها
نفس لها عند قبول العار ردّاع”
وهو الذي تغنى بالأوطان في أفقها الوحدوي القومي الذي ما يزال يشكل الحلم العربي، دون أن يتعارض ذلك مع جوهر  تلك الأوطان التي استقلت حديثاً، الباعث  على عزة النفس والكرامة والتضحية ورفض الظلم والاحتلال الإرهابي،  قائلا:
“موطني.. موطني
الجلال والجمال
والسنا والبهاء” .
الى ان قال:
“نستقي من الـردى
ولن نكون للعدى
كالعبيد
كالعبيد
لا نريدْ
لا نريدْ
ذلَّنا المؤبَّدا
وعيشَنا المنكَّدا
لا نريدْ..
بل نُعيدْ
مجدَنا التليدْ”

من هنا جاءت دعوة الشاعر في سياق رؤية وزارة التربية التعليم الرامية إلى استنهاض الهمم والتصدي لأعداء الوطن في الداخل والخارج، وكان المحتل الصهيوني هو المعني في هذه الرؤية على المستوى الرسمي،وخاصة أن الضفة الغربية حينما احتلت؛ كانت جزء’ من حياض أردن الرباط قبل فك الارتباط بين الضفتين، وما تلا  ذلك من اتفاقيات سلام (مرفوضة جماهيرياً) مع الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين،..

ومن هذا المنطلق ينبغي على وزارة التربية والتعليم أن تحسن مخاطبة عقول طلابنا على قاعدة أنها الجهة المستأمنة عليهم  وفق رؤية استراتيجية قد لا تنسم مع الجميع؛على اعتبار أن الأسرة الأردنية باتت تمتلك خياراتها التربوية التي تتوافق ووؤيتها الخاصة، من خلال المناهج الموازية باستخدام مرجعياتها التاريخية والدينية، وذاكرة الحق الفلسطيني مقابل إرهاب الكيان الصهيوني، والمتطرفين بكل إطيافهم،
ناهيك عن هروب طلابنا من المناهج الرسمية المسيّسة وتهميشها؛  للبحث عن الحقيقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. والتفاعل معها مباشرة في عالم يتغير وفضاء مفتوح دون حسيب أو رقيب،،