لا تنس أن تتذكر! – بقلم : د . احمد الخميسي

فن وثقافة …..
بقلم : د. أحمد الخميسي  -مصر ….
منذ أيام قلائل كتب الصديق مدحت شكري على صفحته في فيس بوك أنه اشترى كتابا مهما ومفيدا للغاية اسمه ” مئة طريقة لتقوية الذاكرة”.. ونسيه في المكتبة ! وأعادتني ملاحظته الضاحكة إلي موضوع الذاكرة التي عندما أفكر فيها أجد أنها وجود الإنسان كاملا. من أكون من دون ذكرياتي عن طفولتي ووالدي؟ وشبابي؟ والأشياء التي آمنت بها؟ وقصص الغرام التي كتبت في كل مرة على نحو جديد؟. لاشيء. كومة من العظام واللحم تتخللها دورة دموية لا أكثر. الذاكرة هي هوية الإنسان. لهذا شغلت هذه القضية مساحة غير قليلة في الإبداع الأدبي، وفي البحث العلمي. والأرجح أنه من الممكن الحفاظ على  الذاكرة، وتطويرها، مثلها مثل مواهب وقدرات كثيرة لا نوليها حقها من العناية. وهناك تدريبات خاصة تساعد في ذلك المجال.وفي سبيل تقوية ذاكرته كان كارل ماركس يحفظ يوميا أبياتا من الشعر الصيني! وفي كتاب” شفرة الموهبة” للكاتب الأمريكي دانيال كويل يقول الكاتب إن” التفوق لا يولد بل ينمو” وإن:” شفرة الموهبة مبنية على اكتشافات علمية ثورية بخصوص عازل عصبي يسمى ” مايلين” يعتبره بعض أطباء الأعصاب الكأس المقدسة لاكتساب كل وأي مهارة بشرية. ودور هذا العازل ” مايلين” أن يلف على الألياف العصبية كما يلف العازل على سلك نحاسي فيمنع تسرب الموجات الكهربائية منها ومن ثم تصبح الإشارات العصبية حاملة الخبرة أقوى وأسرع. وكلما بذل الإنسان المزيد من الوقت والطاقة في التدرب على الكتابة أو العزف أو تحسين ذاكرته، فإنه يشعل إشارات محددة عبر دوائره العصبية، ويكتسب المزيد من المهارة أو فلنقل إنه يكتسب المزيد من ” المايلين”. كنا من قبل نعلم تمام العلم أن كل مهارة تتراكم بالتدريب والعمل، والآن صرنا نعلم أن ذلك التراكم يتجسده عصبيا في “مايلوين”، وفي ذلك المجال نفسه يتراكم العمل على تحسين وتنشيط الذاكرة. وينقل الكاتب عن” جورج بارتزوكس” أستاذ قسم الأعصاب بجامعة كاليفورنيا قوله إن الأطفال الذين تغذوا على لبن أمهاتهم يتسمون بذكاء أكبر لأن الأحماض الدهنية في لبن الأم هي اللبنة الأساسية لبناء المايلين.وفي فصل بعنوان”الشيخوخة” يقول نقلا عن طبيب الأعصاب “بارتزوكس” إنه:”مع التقدم في العمر يبدأ المايلين حرفيا في التشظي والانقسام، ولهذا يتحرك الشخص المتقدم في السن ببطء مقارنة بما كان عليه وهو شاب. العضلات لم تتغير، لكن سرعة الموجات التي يمكنهم إرسالها لهذه العضلات هي التي تغيرت، لأن المايلين شاخ”، إلا أن” بارتزوكس” يضيف على الفور قائلا:” لكن يظل بإمكاننا حتى في سن متأخرة مواصلة إفراز المايولين، ولا يزال بوسعنا بناؤه حتى نهاية حياتنا”. أي أن بوسعنا في أي سن كانت أن نواصل تحسين ذاكرتنا، وتنشيطها بالتدريبات الخاصة بذلك مثل حفظ القصائد، وتسميعها، والنظر إلي الأشياء ثم اغماض العين ومحاولة تذكرها حتى لو كانت أرقام السيارات العابرة، كما أن القراءة تقوم بدور هام للغاية في تنشيط الذاكرة. وإذا جاز لي أن أنصح أصدقائي فإني أوصيهم من واقع تجربتي باتباع رأي الأطباء بتناول فيتامين” د” وممارسة الرياضة، فقد أدى ذلك إلي تحسن ذاكرتي بشكل مدهش. وبهذا الصدد يؤكد الطبيب الفرنسي الشهير..  الطبيب المعروف.. يؤكد أن.. أيوه.. يؤكد أن.. هو طبيب عالمي.. اسمه؟! اسمه! من دقيقة واحدة بس كان على طرف لساني ؟!غريبة!
***
د. أحمد الخميسي. كاتب مصري