ذاكرة النسيان – شعر : جمال سلسع

الشعر ….
شعر : جمال سلسع – فلسطين المحتلة ….
في ذاكرةِ النسيانِ،
مدائنَ تبكي…
بينَ خبايا الصمتْ
وعلى شرفةِ دمعتِها
بقيت أنَّاتُ فصولٍ
تمشي…
فوقَ غيابِ الوقتْ
وتنوحُ على الذكرى
ذاكرةٌ…
كتبتْ فوقَ دفاتِرِها
بدمِ الروحِ،
تفاصيلَ مذابِحِها
فاجتاحَ نواحُ التاريخِ،
خرابَ البيتْ
فهل النسيانُ تذكَّرَ بعضَ كلامٍ
منقوشٍ…
فوقَ جدارِ الأحزان؟
أتناستْ ذاكرةٌ
مدناً….
تركتْها في نكبتِها
ما سمعت لهفَ نداءٍ
يتوسَّلُ بابَ الطوفان؟
في ذاكرةِ النسيانِ،
خرافةُ مستوطنَ يسرقُ تاريخي
والذاكرةُ احترفتْ منفايَ،
وما عدتُ أرى وطناً
يمنحني إسمي
من يسمعُ صوتَ الأرضِ،
ففي ذاكرةِ النسيانِ،
يهبُّ على إسمي
دُخانْ؟
تأخذُني ذاتي…
نحو ظلالِ الماضي
كرسالةِ دمعٍ
تذبَحُها…
ذاكرةُ النسيانْ!
كيفَ أُلملمُ ذاتي؟
يكسرُني وجعٌ يتمرَّى
في ذاكرةِ النسيانِ،
خبايا هزيمةْ
ما زالتْ تكتبني الريحُ،
على النايِ،
فيكسرني صوتُ هديلٍ مذبوحٍ
لا يبقي على الأرضِ،
مفاتنَ نيسانْ
أوجعني مرآةُ عتابٍ
لم تقرأ كلماتِ الأرضِ،
فأبقتْ لونَ قرنفلتي
في الميدانِ يتيمةْ!
كم من ذاكرةٍ تلزمني؟
كم من نسيانٍ يلهمني؟
لأحطَّ على قلبي زمناً
يرجعني نحو فصولٍ…
في التاريخِ عظيمةْ
وأعودُ أفتِّشُ ذاتي
أقرأُ كلماتٍ
في كتبِ الأيامِ،
حكيمةْ
تذبَحني أسئلةٌ …
لا تتجلَّى فوقَ رهافتِها
أجوِبَةٌ…
فالروحُ يعذِّبُها أحزانٌ
ما زالتْ في الأرضِ،
ذميمةْ!
والنجمةُ عاريةٌ
من نورٍ يجري
وراءَ ذبولِ غيومٍ
عطشى…
ما زالتْ فوقَ الصفصافِ،
مقيمةْ
تحملُ لي ذاكرةُ النسيانِ،
رسالةَ لومٍ
مع ريحِ الليلِ،
تدقُّ على قلبي

تكسرني…وتبعثرني…
فوقَ جزيرةِ حلمٍ
ما كنتُ على روعِ الحلمِ،
صهيلا!
هل أبقى على ذاكرةٍ
فيها النسيانُ خريفٌ
يتمطَّى….
بينَ جناحيِ يمامٍ
ونعاسُ الوقتِ
على روحي ذليلا؟