هذا ما فعله ( ترامب) في عقول المجرمين – بقلم : وليد رباح

كلمة رئيس التحرير …
بقلم : وليد رباح ….
بقدر ما انبذ هذا الرجل وعنجهيته .. فاني انبذ ما يسمى بالحزب الجمهوري الذي كان وما زال يمسك بزمام الأمور وخاصة الاقتصادية منها في الولايات المتحده الامريكية .. مما جعل الكثير من سكان الولايات يعانون الفقر والمسغبة نتيجة احتكار الثروة في جيوب اساطين ذلك الحزب الذي يمتص دماء الكثير من شرائح المجتمع الأمريكي ويسيطر على آلة تشغيل العمال في مصانعه .. كما يسيطر على آلالة الحربية للولايات المتحده الامريكية التي تجيز لذلك الحزب ان يغزو دولا يراها الحزب عقبة في طريق سرقاته وغناه وفساده المادي والمعنوي .
ولم يحدث في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية ان قامت الحروب خارج حدودها الا عندما يكون الحزب الجمهوري في الحكم .. سواء كان رئيسا او مسيطرا على مجلسي الشيوخ والنواب .. ويستثنى من ذلك القليل .
وليست هذه دعاية للحزب الديمقراطي .. فالخل اخو الخردل كما يقال في امثالنا .. ولكن السياسة ليس لها دين تعبده .. فاذا ما كان الحزب الجمهوري وفساده ظاهرا للعيان .. فان فساد الحزب الديمقراطية مخبوء في جيوب اللوبي الصهيوني .. الذي يشترط دعم مرشحي الحزب ان يكون مع إسرائيل قلبا وقالبا .. فتمتلىء جيوبهم وتصرف ملايين الدولارات على نجاح احد من ينتمون للحزب الديمقراطي .. ومن هنا .. فان لا فرق بين هذا وذاك .. كلهم يقرأون على شيخ واحد .
وليست هذه المقدمة الا عنوانا لما قام به بعض المتطرفين ممن حقنهم ترامب بكلماته المسمومة .. ان يقدموا على قتل شيخ بنغالي يدعى الشيخ (أكونجي) ومرافقه في نيويورك  ويعمل اماما في مسجد إسلامي بالرصاص ولم يعرف بوليس نيويورك من قام بعملية القتل حتى الان ..
واذا ما كنا نعلم ما يقوم به المدعو _( ترامب ) من تحريض على القتل بصورة غير مباشرة .. فان الالاف او دعنا نقول الملايين هم من اتباعه الذين غسل عقولهم غدوا يجرأون علانية على معاداة المقيمين سواء كانوا مسلمين او غير مسلمين .. معتمدا على ان العرق الأبيض هو الذي سيظل متربعا على عرش الولايات دون ان يشاركه احد فيه .. ناسيا او متناسيا ان أمريكا لم تنهض ولم تستقر اقتصاديا ولم تأتها الملايين من خارجها الا بجهد وعرق الذين يعملون في مصانعها وفي معاملها وفي آلتها الاقتصادية .. ذلك ان الأمريكي الأبيض يكتفي فقط باستخدام كمبيوتره لحساب الثروة التي يكتنزها في البنوك .. اما أولئك الذين يعملون ليلا ونهارا من اجل قوتهم فانهم في نظر ترامب والحزب الجمهوري مجموعة من السائبة التي يجب ان تعمل للاخرين لقاء لقمة يأكلونها وفراش حقير ينامون عليه وغرف ليس فيها تدفئة ولا تبريد وتستهلك اكثر من ثلث ميزانية العامل ومرتباته النقدية .. بحيث يعمل مثل الثور في ساقية فاذا ما قصر في دفع فواتيره لاحقته الشركات التي تتبع اساطين الحزب الجمهوري لكي تخرجه من عمله او تقاضيه اوتسجنه او تخرب مسيرته النقدية سواء في البنوك او شركات التجارة بالاموال التي تتبع الحزب الجمهوري نفسه .. ومن هنا فان خمسة وتسعين بالمئة من العمال الذين يؤمون الولايات المتحده الامريكية يعملون لصالح خمسة بالمئه يتبعون الحزب الجمهوري ويمتلكون الثروة والالة الصناعية العسكرية وتٍأتيهم النقود وهم جالسون تحت المكيفات ويأكلون اشهى المأكولات على حساب الذين يموتون حرا وبردا وجوعا في سبيل اسعاد الامركيين الذين يقيسون سعادتهم في كم الحسابات التي تتكدس في بنوك الولايات .  وما دعاية حقوق الانسان التي تقوم بها الولايات المتحده الامريكية الا أداة يمكن ان تكون خارجها .. اما في ذلك فان الانسان فيها مسحوق ولا تنتبه له الالة الإعلامية الضخمة من انه انسان يجب ان يعيش كما يعيش الناس وفي مستواهم ..
ان قتل الشيخ البنغالي في نيويورك يغضبنا ليس لأننا من المسلمين .. بل لان القتل في الولايات المتحده الامريكية اصبح كمن يدوس صرصارا بجزمته حتى يبعده عن طريقه .. فرغم ان نيويورك تحرم حمل الأسلحة غير المرخصة .. فان الالاف المؤلفة من سكانها يحملون أسلحة يخبؤنها لوقت عندما يحرضهم أمثال ترامب بان يستخدموها ولو كان ذلك بصورة غير مباشرة .
وبذا فاننا نحض بوليس نيويورك على ان يبذل جهودا مضنية لكشف القتلة او القاتل .. ولا عذر له في ذلك .. ولا نريد خطابات ولا ندوات ولا كلام مقنع او غير مقنع بان الجريمة سجلت ضد مجهول .. فذلك لا يجعلنا نعيش في هذا البلد بصورة آمنة ..
وليست الالة الإعلامية بعيدة عن التحريض أيضا .. فالكثير من محطات التلفزيون الامريكية التي تتبع ترامب والحزب الجمهوري تؤيد الرجل وتحثه على الاستمرار في غيه .. فالكلمة الحرة يجب ان يكون لها حدود عندما تمتص حرية الاخرين .. ولا نريد لهذا البلد الا ان يظل آمنا .. فقد هاجرنا اليه في وقت عصيب علنا نجد الامن والأمان .. ثم يأتينا من يدعى ترامب لكي يقلب الطاولة على رؤوسنا ليقول لنا بصورة غير مباشرة : ارحلوا .. فهذا البلد لنا .. وماذا لو رحلنا .. سوف لن يجد ترامب الا الرمال لكي يأكلها .. فدون اليد العاملة سوف يقود ترامب البلد الى الدمار .. وتصبحون على خير .