أنواع العلاقات وبداية الأديان الرسالية – بقلم : وئام البدعيش

دراسات ….
بقلم : وئام البدعيش – سوريا ….
– سوف نتكلم في هذا المقال عن العلاقة .. وأنواع العلاقات .. الأحادية منها والثنائية والمتعددة ثم سوف نعرج على بداية الأديان الرسالية, وكيف بدأت الأديان بتحول العلاقة الأحادية إلى علاقة ثنائية خاصة, ثم توقفت العلاقة الثنائية الخاصة عند انتهاء الرسالة, والعودة إلى العلاقات الأحادية…وسوف نعرج في نهاية المقال على أمر شائك نوعاً ما هو التجديد في الدين من نظرة فلسفية بحتة .. وخصوصاً بعد انتهاء العلاقة الثنائية الخاصة …
” كانت هذه المقدمة بالضرورة, لتشكيل اكبر عدد من التساؤلات لدى القارئ, وسوف اكتب عدداً من التساؤلات المقاطعة لخط المقال العام. وهي تكون للقارئ ولتوسيع الجدل الدماغي  ”

” هل تعلم ما هو الجدل, ومن تكلم بهذا المصطلح ”
إذاً من البداية.. ومعنى كلمة علاقة :
العَلاقَة : هي رابطة تربط بين شخصين أو شيئين. وهي اتصال وتفاعل, وقابليّة الأخذ والعطاء بين طرفين أو أكثر بحيث تتحقَّق المنفعة لكليهما….
أنواع العلاقات :
العلاقة الأحادية : لا يقصد بالعلاقة الأحادية طرف واحد فقط, لأن بطرف واحد فقط, لا تَصح كلمة علاقة لعدم وجود طرف ثاني “… وإنما يقصد بالعلاقة الأحادية: علاقة يكون فيها الطرف الأول ظاهر ومتكلم وموجود .. والطرف الثاني مختفي وسميع غير متكلم وغير موجود بشكل ظاهر ” أي ملموس ” … مثال على ذلك علاقة الإنسان مع الله .. هنا تسمى العلاقة الأحادية .. وسوف نعرج قليلاً وتوضيحاً على علاقة أعمق وهي التوحد مع الله ….
فالتوحد مع الله, هي علاقة فردية شديدة الخصوصية, وتتمثل بالصوفية, وهي التماس الأعلى مع الروح الإنسان وابتعادها عن المادية.وتفريغ النفس من الملذات, وتنظيم الحاجات  حتى تتلمس النفس البشرية المستوى الأعلى من الدائرة البشرية , فيرى المتصوف المحبة الخالصة. ويرى الله في كل شيء بدء من داخله…
العلاقة الثنائية : تكون بين طرفين اثنين  يحكمها المشاعر والعقل والمنطق,. أساسها الاتفاق والتوافق والالتقاء في المنتصف … والتوافق شرط أساسي لبقاء العلاقة, والتي يجب أن تبقى في تطور مستمر بالضرورة  لكي تستمر العلاقة…
ملاحظة : لا قانون واضح للعلاقة الثنائية, وإنما هي اتفاقات شخصية وحالات شخصية لا تصح أن تعمم, وأن عممت كانت خطاً. لذلك تختلف العلاقة بين صديق وصديق أو حبيب وحبيب وأخرى,  وذلك بحسب الاتفاق الشخصي المنصوص عليها ضمنياً من خلال بداية العلاقة وتطورها, ومن خلال تشذيب الأمور المتطرفة والغير مرغوبة في بداية العلاقة ….
العلاقة المتعددة : تكون بين طرف واحد وعدة أطراف معاً. وتختلف بالأشكال وبالمضمون بحسب نوعها .. منها الزواج المتعدد .. الصداقة .. علاقة فرد في المجتمع بباقي أفراد المجتمع, وعلاقة شخص من الأسرة مع باقي أفراد الأسرة.. تحمل أكثر من رأي, وتسير في الأغلب على رأي الأكبر عمراً أو الأكثر قوة ومهابة, أو يحكمها قانون واضح وصريح. والعلاقة المتعددة هي أساس بناء المجتمع ….
” بداية الأديان الرسالية كانت بتحول العلاقة الأحادية إلى علاقة ثنائية خاصة, وثم العودة على العلاقة الأحادية عند انتهاء الرسالة
العلاقة الثنائية الخاصة من أصل علاقة أحادية : يكون فيها الطرف الأول موجود ومتكلم  ومفكر .. الطرف الثاني  مختفي وسميع ومجيب, ومعطي الأوامر للطرف الأول فقط ..وهو المتكامل وعارف بالزمان والمكان…. الخ  ” هذا الوصف وصفنا له. أي وصف الطرف الأول له, وليس وصف هو له ”
” ملاحظة على الهامش ” وجود طرف ثاني في العلاقة الثنائية الخاصة,علمنا به من خلال الطرف الأول فقط .. لذلك ليس بالضرورة أن يكون الطرف الثاني موجود بشكل فعلي .. ” سوف اطرح عدد من التساؤلات للقراء, وسوف نجيب عنها في موضوع المقال المقبل  بخصوص الوجود والعدم ”
” الوجود والعدم ” هل يكون وجود الشيء في عقول الناس, يكفي ليكون موجوداً. هل دلالات وجوده هو, وغيابه بشكل فعلي أو الملموس  تكفي ليكون موجوداً. وهل وجدوه الفعلي  في الواقع, ولكن تفسيره على غير هيئته هل يكون هو موجود بالفعل. ثم من يحدد الهيئة في الأساس. والسؤال الأهم الوجود في العقل أم في الواقع .. والفرق بين الاثنين ” الوجود حقيقي  هو موضوع مقالاتنا المقبلة والذي يتبعها الوجود والعدم بشكل عام …
نعود للمقال :
بداية الأديان الرسالية : تكلمنا عن الأديان الرسالية, ولم نقل دين سماوي لأن كل الأديان سماوي .. ف معنى كلمة السماء هو ما فوق الأرض .. والذي يقدس شيء يعلّيه ويرفعه عن المرتبة الأرض إلى مرتبة أعلى, وهي مرتبة أنقى وأكثر صفاء, لذلك كل دين سماوي بالضرورة . ” الكلام ليوسف زيدان ”
فالأديان الرسالية كانت على شكل رسائل تصل من السماء إلى الأرض عن طريق ما, إلى شخص محدد ..
– ولنضبط الأمور وفق العلاقة الثنائية الخاصة .
الطرف الأول هو النبي من الأنبياء, والذي كان بالضرورة في علاقة أحادية تطورت وتعمقت إلى علاقة توحد مع الله, ثم تطورت علاقة التوحد بمشيئة من الطرف الثاني إلى علاقة ثنائية خاصة, بحيث يكون الطرف الثاني والذي هو ” الله “, طرف سميع, عليم, مجيب, وله عدة صفات علمنا بها من خلال الرسائل التي أتت عن الطرف الأول …
” الله ” هل تعلم الكلمة وأين ذكرت من البداية .. وهل تفسر المعنى والمعنى المشترك بينها وبين باقي الأسماء, وأين ذكرت ”
إذاً بداية الأديان الرسالية : كان عن طريق علاقة أحادية والتعمق بها, وتحولت إلى علاقة ثنائية خاصة, وكان انتهاء هذا العلاقة الخاصة بالضرورة, بوفاة الطرف الأول بمشيئة من الطرف الثاني, وبقائنا على ما وصلنا من رسائل في فترة حياة الطرف الأول …
” ملاحظة المقال فلسفي بحت .. وندرسه من جانب فلسفي مع حفظ الألقاب لكل الأنبياء ولله جل جلاله ”
وأخيراً التجديد في الأديان الرسالية من نظرة فلسفية بحتة….
وصلتنا الرسائل عبرة علاقة ثنائية خاصة, وعند وفاة الطرف الأول تتوقف العلاقة بالضرورة, فعند اختفاء احد الطرفي لا تصح كلمة علاقة ….. وعدنا إلى العلاقة الأحادية …
وطبعاً ولا يستطيع احد أن يقيم علاقة ثنائية من أصل علاقة أحادية. ولا يصح أن يكون احد في ذاك الموضع, فبقينا على الرسائل التي وصلتنا في وقت العلاقة الثنائية الخاصة خلال فترة قيامها .. ولم تتجدد تلك الرسائل, ولن تجدد مطلقاً لعدم وجود شخص يستطيع أن يحل محل الطرف الأول. ونحن نقول هنا بأن الرسائل لم تجدد أي لم تأتي رسائل جديدة, ولم نتكلم في موضع هل الرسائل القديمة تحتاج إلى تجديد أم لا تحتاج فذلك موضوع آخر تماماً….
إذا وبمختصر وفي نهاية المقال ..
– هناك أنواع مختلفة من العلاقات, وهي في الأساس للتفاعل والاتصال بين الأفراد, وتختلف هذه العلاقات باختلاف مستواها ومقصدها, أهم تلك العلاقات, وأكثرها تغيير في التاريخ هي ” العلاقة الثنائية الخاصة من أصل أحادي ” وفيها كانت بداية الأديان الرسالية , وانتهت هذه العلاقة بانتهاء الرسالة و بوفاة الطرف الأول, وبذلك توقفنا على ما وصلنا من رسائل عبر الطرف الأول, ولم ولن تجدد تلك الرسائل لعدم وجود طرف جديد يقيم علاقة ثنائية خاصة ….