حوار مع استشاري القلب والشرايين الدكتور محمد الحجيري – حاورته : هناء عبيد

فن وثقافة …
حاورته هناء عبيد – شيكاغو ….
في الوقت الذي تظهر فيه صورة العربي بكل بشاعة في الإعلام الغربي، ولأسباب سياسية ليست مجال حديثنا هنا، يتعالى اسم الطبيب العربي محمد الحجيري في عالم الإنجازات الطبية المميزة؛ ليصبح اسما نفتخر به على المستوى العالمي.
أشير هنا أن الدكتور محمد لم يكن مثالا للتقدم في مجال الطب فحسب؛ بل كان مثالا للإنسانية التي باتت تتقرض في زمننا الحالي وذلك من خلال أعماله التطوعية التي ننشدها في وقتنا العصيب. وقد رأيت أن التعرف على شخصيات لها شأنها في تقدم علوم البشرية وفي عالم الإنجازات أمرا مهما لا بد من الإشادة به والإشارة له؛ لهذا كان هذا الحوار مع الدكتور محمد الحجيري..

بداية حدثنا عن محمد الحجيري بالقدر الذي تريد: نشأتك، دراستك، هواياتك.. الخ-
نشأت في مدينة عمان في الأردن، من مواليد مستشفى الجامعة الأردنية التي لا زالت تحتفظ بملفي و طبعة القدم عند ولادتي.
التحقت بكلية دي لا سال الفرير في عمان، ثم كلية الطب في عين شمس في مصر، بعدها تابعت دراستي العليا في جامعات براون و هارفارد و نيويورك. NYU

إلى من يعزي الدكتور محمد نجاحه؟ وهل الذكاء وحده كفيل بالنجاح؟-

، تضحيات الأم و الأب ليس لها مثيل طبعا وقد كان لأخي الأكبر كنان الفضل الكبير في إلهامي إلى دراسة الطب.
وبالطبع الذكاء وحده لا يكفي، فمثلا لن يفيد الذكاء في أن يحتمل الطبيب الجهد والتعب حينما يظل قائما على رأس عمله ليلا أثناء المناوبات، فالعمل والإجتهاد لهما اهمية كبيرة في مهنة الطب تضافان إلى الذكاء.
حدثنا عن الجامعات التي عملت بها؟-

جامعات براون و هارفارد و تافتس NYUاعمل حالياً مديرا لقسم الليزر في كايس ويسترن في كليفلاند.

• ما هي الإنجازات التي يفتخر بها محمد الحجيري على الصعيد العربي والصعيد الشخصي؟

بحمد الله كنت من ضمن أول فريق لزراعة منظم قلب بدون جراحة بقيادة معلمي البروفيسور لاري شينيتز في NYU. و فخور أيضاً بالمساعدات التعليمية المجانية التي نقوم بها من خلال مؤسسة جلالة الملكة رانيا-إدراك والتي تصل إلى مئات الألوف من البيوت العربية، وأيضاً فخور انني قمت بمساعدة بعض الفرق الإنسانية بجمع تبرعات للاجئين السوريين وصلت لأكثر من ١٢٠ الف دولار و هذا كان بالطبع مجهود فريق كامل أسعدني أنني كنت جزء منه

– هل تعتقد أن الطبيب العربي يمكنه أن ينافس الطبيب الغربي؟
بالتأكيد طبعا، فالكثير من الأطباء العرب يحتلون مراكزا مهمة جدا في عالم الطب.

– ما سر نجاح الغرب في عالم الطب برأيك؟ وهل يمكن أن يصل عالمنا العربي إلى مستوى رفيع في هذا المجال؟

تشجيع النجاح وعدم تواجد العنصرية. فلا فرق بالتعامل بين طبيب عربي أو هندي أو أمريكي ، إنما المفاضلة تكون بالعمل والإجتهاد… وبالطبع عالمنا العربي قادر على الصعود بأبنائه لكنه يحتاج للكثير من العمل لخلق أنظمة قادرة على الإستمرارية.
– هل كليات الطب في جامعاتنا العربية مكافئة للجامعات العالمية برأيك؟

بشكل عام هناك اختلاف طبعا وقد تكون بعض الجامعات العربية بمستوى جيد لكن التفوق دوما من نصيب الجامعات الأمريكية وبشكل عام تعاني بلادنا العربية من ضعف في مجال البحث العلمي
– ما هي نصائحك لمن اختار الطب كتخصص أساسي له؟!

الإجتهاد و العمل الدؤوب
– لو عاد الزمان بمحمد الحجيري إلى الوراء هل سيختار تخصصا غير الطب؟. وهل كان هناك في الخاطر تخصصا آخر.
لا.. فأنا اجد المتعة بكوني طبيباً.
– هل تعتبر مهنة الطب إنسانية في عالم تسيطر عليه المادة؟
طبعاً.. الطب مهنة إنسانية أولاً و اخيراً، وأي طبيب اختار المادة على الإنسانية و بدأ بعمل عمليات لا يحتاجها المريض
هو عار على المهنة

حدثنا عن أمنياتك في عالم الطب ؟ وعن أمنياتك الخاصة؟

امنياتي أن يكون لدينا في دولنا العربية أنظمة و قوانين توحد المهنة و تمنع التجاوزات اللتي نسمع عنها
أمنياتي الخاصة ان أعيش بين اهلي

ماذا يعني الشرق والغرب للدكتور محمد ؟!

الشرق هو موطني الذي يبكي دماً ويحتاج إلى مساعدتنا.. الغرب هو من قدم لي الفرص و التعليم كطبيب…
في نهاية الحوار أقدم كل الشكر والإمتنان للدكتور محمد الحجيري أحد الرموز التي نفتخر بها في عالمنا العربي