الناصرة: ندوه أدبيّة حول “بنت القسطل” للشاعر سيمون عيلوطي

اصدارات ونقد ….
ضمن النّدوات الأدبيّة التي يُعدّها ويُشرف عليها الشّاعر مفلح طبعوني، وتُقام شهريًا في الناصرة برعاية بلديتها، دائرة المراكز الجماهيريّة ومركز محمود درويش الثقافيّ المحتضن لهذا النّشاط، أقيمت يوم الأربعاء الماضي ندوة أدبيّة احتفاءً بصدور النّسخة الإلكترونيّة لكتاب “بنت القسطل .. صفّورية” للشاعر سيمون عيلوطي.
تحدّث في النّدوة ابن قرية صفورية، الأستاذ فيصل طه والأديب عطا لله جبر وشارك فيها جمهور واسع حضر من الناصرة ومن مختلف البلدات العربيّة في الجّليل والمثلّث والمرج، برز من بينهم: الدكتور محمد خليل، الدكتور نزيه قسّيس، الدكتور أسامة مصاروة، الدكتور برهان أبو تايه، الكاتبة حنان جبيلي عابد، الباحث خالد عوض الفنّان موسى إبراهيم، الفنّان سيمون سكران، الأستاذ فوزي ناصر، الأستاذ فيكتور أرشيد ولفيف من رجال المجتمع والثقافة والعلم، حضروا للاحتفاء بالإصدار الجديد للشاعر، وقد حظيت النّدوة باهتمام إعلاميّ وتغطية تلفزيونية، شملت مقابلات مع عدد من الشخصيّات، تمحورت حول موضوع الندوة التي سرعان ما تحوّلت إلى حدث ثقافيّ لافت.
افتتح النّدوة الشّاعر مفلح طبعوني مرحّبًا بالحضور، متحدّثًا عن أهميّة هذه الأعمال الأدبيّة التي تساهم في إحياء الذّاكرة في كلّ ما يتعلّق بقرانا العربيّة المهجّرة، وقد أحسن شاعرنا الضّيّف، حين خصّ في هذا العمل الأدبيّ،  صفّورية بمشاهد “شعريّة سرديّة” تستحق الاهتمام. ثمّ قدّم لمحتة عن تجربة الشّاعر سيمون عيلوطي الحياتيّة والأدبيّة.
أمّا الأستاذ فيصل طه، فقد تحدّث عن قرية صفورية كما عرفها وأحبّها وقرأ عنها، مبيّنًا بأن المشاهد “الشعريّة السرديّة” التي قدّمها الشاعر سيمون عيلوطي في هذا الكتاب الالكتروني، جسّدت جوانب متعدّدة من حياة هذه القرية الاجتماعيّة والزّراعيّة والينابيع ومعاصر الزّيت وطواحين المياه ودير القدّيسة حنّة وآثارها الباقية لليوم، “قلعة ظاهر العمر” وغيرها من الأمور التي ميّزت صفورية، فاستطاع شاعرنا أن يعبّر عنها ويُصعّدها إلى مستوى “مسيرة العودة” التي تحقّقت فأصبحت تقليدًا سنويّا.
بعد ذلك قدّم الأديب عطا لله جبر مداخلة شاملة حول الكتاب، متناولا جوانب مختلفة من نصوصه التي تنقلنا إلى صفورية قبل وبعد سنة 1948، موضّحًا بأنه رحّب في هذا الكتاب “بنت القسطل.. صفّورية” لسببين، الأول، لأنّه جاء ليسدّ فراغًا في هذا النّوع الأدبيّ، أما السّبب الثّاني، فهو لأنه يجمع بين الشّعر والسّرد النّثريّ بطريقة جعلت الدّمج بين العاميّة والفصحى مقبولة، لها ما يبرّرها على المستوى المنطقيّ والفنيّ، وأضاف: لا شك أن توظيف الشّاعر لتفعيلة (فعلٌ .. فعلٌ) في معظم قصائد الكتاب، مكّنه من الوَثْب الذي فرضه المضمون، فجاء بقالب فيه الكثير من مغامرة التّجريب الفنيّ التي سلكها شاعرنا في هذا العمل الأدبيّ الجديد شكلا ومضمونًا، مُرسيًا التّواصل المطلوب بينه وبين المتلقّي.
من جانبه، فقد قدّم الشّاعر سيمون عيلوطي قراءات شعريّة اختارها من كتابه المحتفى بإصداره، لاقت استحسان الحضور.
في نهاية النّدوة، دار نقاش بين المحاضرين والجمهور، تطرّق إلى بعض ما طرحته “المشاهد الشعريّة السرديّة” من قضايا شائكة، ما زالت معلّقة، أثرى النّدوة وأضاف لها الكثير من الأجواء الثقافيّة والحضاريّة الرّاقية.