كل معرض و هم طيّبون – بقلم : عبد الرحيم الماسخ

اراء حرة ….
بقلم عبد الرحيم الماسخ – مصر ….
كأشياء عديدة كان مدعاة ً للتباغض و التجاهل و النسيان , أعرف بالطبع و منذ اخترتُ البقاء في نجع الماسخ / المراغة / سوهاج أن تجاهلا سيصيب موهبتي , و لكن هذا العزل الكامل المقصود المفروض على موهبتي الذي وصل إلى حد القطيعة و لسنوات طويلة لا يذكرني أحد من خارج شعري الغزير هو ما لم أكن أتخيله , خاصة و أنه يتم عن علم و مِن ناس يشغلون غيرهم ليل نهار بطيب القول عن إخلاصهم و حبهم للناس و أنهم علامة بيضاء في طريق التقدم , الذين يبكون على ضياع الثورة بأفواههم ماذا فعلوا هم بغيرهم عندما تحكّموا بملكية المطبوعات المملوكة للدولة ألم يكوّنوا مافيا لطرد الضعفاء أمثالي من الساحة و مازال تلميعهم الدوري لإمكانياتهم الإبداعية البسيطة مدعاة ً للسخرية ؟  لقد بدأتُ نشر شعري في جريدة الأخبار و مجلة إبداع و أدب و نقد و الشعر …. إلخ في ثمانينات القرن الماضي , و ظللت أعمل مهندسا زراعيا بإدارة الزراعة بالمراغة ثم طُردت ُ منها إلى إدارة جهينة الزراعية منذ عام و نصف عندما طالبت ُ بحقي في الترقية, و إلى الآن أراقب المهرجانات الأدبية الفجّة بأفراحها المتراكبة و التي أثقلت كاهل البلد , نفس الوجوه لا تزيد إلا محسوبا على شلة أو مكِين واسطة , أما الموهبة فلا قيمة لها داخل دهاليز وزارة الثقافة و توابعها , نعم أنا منتشر في الصحافة الأدبية لكن بإخلاص ناسها , أما موظفو وزارة الثقافة فقد انتقلت عدواهم إلى توابعهم في محافظتنا , فلا يذكرني أحد منهم أبدا , أين شعري المنشور و الذي زاد على ألفي قصيدة على خريطة الثقافة المصرية من سياسة النشر الإقليمي المحكورة على فئة منعت كتابا واحدا لي منذ سنة 2000 م حتى اليوم  ؟ أنا ساكتٌ في حواراتهم و صوتٌ ضائع في زعيقهم المُفتعل و وجه غائب في صورهم التذكارية إلى أن يصير كل ذلك خارج الذكرى , و إن كنتُ في شِعري الناعم الكثيف مُنعقداً على جدائل الذكرى , أقولُ و أسمعُ و لا أظل  أقول و أقول و أقول ليسمع السامعون أو لا يسمعون , المهم أنا موجود و غيري مطرود , جوائز الدولة , مِنح التفرغ , مهرجانات القراءة للجميع , سفر بين وليمة و أخرى , لقد أربكتم المشهد كله بطحن الهواء , و نحن هنا منذ عشرات السنين , لا نستحق منكم نظرة واحدة لأنكم لا تريدون لغيركم معنى غير الفناء , و الفناء و البقاء بيد الله لا بأيديكم , المهم انتهى معرض الكتاب و من قبله مؤتمر الأدباء و من قبله …….. إلخ يا أدباء يا أفاضل يا حكمة الدهر يا درة الزمان يا خلاصة الإمكان لتفعيل الحركة الكونية ماذا بقي لكم بعد كل هذه التصفيات الواقعية لكل من ترون أنهم أعداؤكم ؟ لم يبق لكم شيء إلا ما سوف تقول الأيام بعدكم عنا و عنكم كشركاء في هذا الوطن .